بوتين والقمة الثلاثية

ـ انتهت زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو كما بدأت بعدما فشل في الوصول إلى أيّ تفاهم مع الرئيس الروسي حول مستقبل إدلب والعملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري بقوة وعزم هناك وبدا كلام رجب أردوغان على موجة الشكوى من العملية السورية متناقضاً ما كلام فلاديمير بوتين عن تبني العملية وأهدافها.

ـ الاتفاق على تأجيل كلّ نقاش إلى القمة التي ستسضيفها أنقرة منتصف شهر أيلول القادم يعني أنّ أمام الجيش السوري عشرين يوماً مشابهة للعشرين التي مضت ليفرض المزيد من الوقائع في الميدان قبل انعقاد القمة، ويعني أنّ إجتماع روسيا وإيران مع تركيا على خلفية المتغيّرات الميدانية سيكون لوضع الأمور في نصاب لا مناطق رمادية فيه، إما إزاحة النصرة عن الطرقات الدولية وتسليم نقاط مراقبة لمراقبين روس وإيرانيين مع المراقبين الأتراك أو استمرار العملية العسكرية.

ـ يعلم الرئيس التركي أنه لا يملك أوراقاً ضاغطة وأنّ إعلانه التفاهم مع واشنطن حول المنطقة العازلة أفقده بعض القوة دون أن يضيف لحسابه شيئاً في مواجهة خطر كانتون كردي لا تزال مقوّماته قائمة، ويعلم أنّ ما حصل عليه هو مجرد جوائز ترضية إعلامية لن تغيّر في الموازين، وأنّ الوصول للأمان من جهة الحدود مع سورية وزوال خطر الكانتون الكردي وقف على التفاهم مع الدولة السورية، ولذلك عليه أن يرتضي بأنه عاحز عن ضمان تنفيذ أيّ من التعهّدات في إدلب وخياره الوحيد هو التغاضي عن العملية العسكرية السورية.

ـ الحساب السوري الروسي الإيراني يضع كلّ الاحتمالات ويتصرّف بتكتيكات تتناسب معها سواء لجهة الجغرافيا أو لجهة التوقيت…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى