كفرْتُ بالشِّعرِ
جهاد الحنفي
كفرْتُ بالشِّعرِ ما أرقاكَ يا كفري
إنّي لأطمحُ بعدَ الكفرِ بالأجرِ
كفرْتُ كفراً كإيماني العميقِ بهِ
من قبلُ إذ كانَ ربَّاً مطلقَ السِّحرِ
ما بعد كفري هوَ البركانُ منفجراً
فاسمعْ إلى الحممِ العصماءِ في السَّطرِ
أسماؤنا صَدَفُ الأيَّامِ واعجبي
ما قيمةُ الصَّدفِ الخالي منَ الدُّرِّ
كنْ محتواكَ فإنَّ البدرَ نعرفُهُ
بضوئِهِ وكذا الأزهارَ بالعطرِ
للحبرِ قدسيّةٌ قفْ عندَ هيكلِها
وعانقِ الرُّوحَ في قدسيَّةِ الحبرِ
وأنتَ تنزفُهُ لا لا تقلْ كَمُلَتْ
قصيدتي، هوَ ذا النّقصانُ لو تدري
يقولُ لي قدْ نظمْتُ اليومَ ملحمةً
مسبوكةَ الوزنِ مثلَ العقدِ في النَّحرِ
مسبوكةٌ ليتها مسكوبةٌ لترى
روحاً تفوحُ بسرِّ الطّيرِ والفجرِ
الشِّعرُ ليسَ نظاماً، ضدُّهُ أبداً
والوزنُ يرصدُ فوضى النَّبضِ في الصَّدرِ
الشّعرُ داليةٌ عنقودُها حُلُمٌ
وكلُّ حرفٍ بهِ خمّارةُ الطَّــيرِ
الشِّعرُ ثرثرةُ الأنسامِ في سَحَرٍ
الشِّعرُ وشوشةُ الأنغامِ للخصرِ
الشِّعرُ معجزةٌ في كفِّ حاملِها
تفجِّرُ اللُّغةَ الصَّماءَ في الصَّخرِ
الشِّعرُ أنتَ وظلٌّ منْكَ منتشــرٌ
تسابقان لقطفِ الفتنةِ البكــرِ
الشِّعرُ لسْتَ ترى ثغراً تقبِّلُــهُ
وتغرقُ العمرَ منْ ثغرٍ إلى ثغـرِ
الشِّعرُ ليسَ بخمرٍ… إنَّهُ أثــرٌ
يرقى بكَ الثَّمِلَ المسحورَ بالخمــرِ
يا صاحبي، هلْ وَعيْتَ القصدَ، كنْ ثقةً
تواضعاً، مقتلُ الإبداعِ في الكِبْرِ
القبرُ قبرٌ وإنْ زادَتْ حجارتُهُ
القبرُ قبرٌ وإنْ غطّوهُ بالزَّهــرِ
يا أنتَ… أنتِ… همُ، مهلاً قصيدتكم
عروسةُ البوحِ تشكو البخلَ بالمَهرِ