د. جمال شهاب المحسن

مَن مِنّا لا يحمِلُ في ذكرياتِهِ الوطنية، الإنسانية، الاجتماعية، العاطفية، الوجدانية والفنية شيئاً حميماً محبوباً لعملاق الطرب اللبناني والعربي الأستاذ وديع الصافي؟! ومَن مِنَّا لا يقفُ بكلّ احترام وتقدير وامتنان لهذا الذي حفرَ في ذواكرنا الفردية والجماعية ولامَسَ قلوبَنا ومشاعرَنا وما زال يُطربُنا على مَرِّ الزمان والأجيال والذي قال عنه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب: نحنُ نُطرِبُ الناسَ ووديع الصافي يُطربُنا…

ومن حُسنِ التقادير أن تستمرَّ هذه العراقةُ والمدرسةُ الفنيةُ مع ابنه الموسيقار جورج وأحفاده شربل البالغ من العمر 15 سنة وجاد 12 سنة اللذيْن أبدعا في عملٍ فنيٍ رائعٍ ومندمِجٍ أداءً وغناءً وعزفاً وتحليقاً وتطريباً، حيث نتوسّمُ بهما تحت إشراف أبيهما الموسيقار جورج المتابعة باقتدار لطريق الجدِّ الوديعِ الصافي في الغناء والوفاء والقيَم الجوهرية االنبيلة في تاريخنا…

إنّ الإحساسَ والحنانَ والذوقَ الفنيَّ الرفيع والمتانةَ وقوّةَ الصوت والعُرَبَ الصوتية و الأوف كلُّ ذلكَ يُذكّرُنا بصوتِ الجبلِ الأشمّ وديع الصافي الذي يقولُ من عليائه: الله يرضى عليك يا إبني..

وفعلاً جنات عَ مدّ النظر .

وعن هذا العمل الفني لولديْهِ الموهوبيْن يقولُ أبوهما الموسيقار جورج وديع الصافي: «نشكرُ الله على مواهبه وعلى الذّريّة الصالحة ونشكرُ كلَّ مَن شجّعَ الفنَّ الأصيلَ ذا المَغنَى والمعنى، وإنَّ وديع الصافي هو في الحقيقة مُلْكٌ لكلِّ المستمعين لأنهم عائلتُه الكبيرة.. و أمّا نحن عائلته الصغيرة فنعطي ممّا أعطانا الله عزّ وجلّ لاستدامةِ مشروعِهِ الفنّي الغنّي بالعطاءاتِ الصافية.

أمّا شربل وجاد فسيُكملان الدراسة الموسيقيّة ليستَحقّا إرثَ جدّهما العظيم والحنون الذي لطالما توسّمَ بهما خيراً…».

إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى