بين الحب والضياع أسرار

لا أعرف مَن أطفأ ظل الشوارع الوحيدة

ولا أعلم لمَ تجثو المدينة كلها اليوم على جثتي..

أشباحٌ جديدةٌ تتراقص في جوفي

لا أدري أي طريق ضلت

فاستوطنت خائبةً على صدري..

الأرض، الله ووجهك

وطفلة لن أنجبها لك

وقصائد طويلة طويلةٌ جداً

كأصابعك لم أقترفها بعد..

خصلات شعري التي لن تغفو على صدرك

وذنبٌ يتدلى كنجمٍ من عينيك

قصصت من شتلاته وجعاً

صيّرته فستاناً على قياس عجزي..

ألوانٌ مطرزةٌ بألف خيبة

أحدها أن نولد على هذه الأرض

وتعانق بشفتيك جنوني

ولا تمتلكني ولا أمتلكك..

أيا سكيناً يقبع عميقاً في حنجرتي

ووجهاً آخر من وجوه آلهتي..!!

لمَ أورثتني كل هذا الحزن يا أبي؟؟

ولمَ خبأتني بين رفوف كتبك العتيقة؟؟

لا تزال رائحة الخبز العالقة على كفيك

تمنحني نشوة القفز على ركبتيك

لألتقط أول رغيفٍ ككنزٍ ثمين

لا أزال لا أعرف لما كان شهياً اكثر

ولما كان مذاقه يشبه شيئاً ما

نسيه ذاك الغريب يوماً على شفتي..

ماتت جارتنا الحدباء يا أبي!!

جارتنا التي كانت تضحك باكيةً وهي تناديني ابنتي

ضحكتها المجبولة بالموت لا تزال عالقةً بذهني

وهي تزرع دوالي العنب والياسمين

بأحواضٍ من بقايا أحلامها

وتدعوها بأسماء أولادها الثلاثة الذين ابتلعتهم الحياة

وبقيت هي هناك وحيدة ترتشف قهوتها

وتسقيها بدموعها

حتى نمت ونمت وبدأت تتحرّش بوحشة اغترابنا..

هي ماتت يا أبي

وأنا لا أزال امراةً ملطخةً بالحب

أعربش على جدران ذاكرتي

وأختنق أختنق بدواليها!!

ريم بندك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى