الراعي اختتم جولته الشوفية بزيارة كفرقطرة: لتوطيد الوحدة في الجبل والتضامن لإعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية
رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن الجبل قلب لبنان النابض والعمود الفقري، داعياً الى توطيد الوحدة فيه والتضامن لإعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إليه بشكلها الفاعل.
موقف الراعي جاء في ختام اليوم الثاني من زيارته الرعوية الى ابرشية صيدا، بزيارة بلدة كفرقطرة الشوف، حيث دعا إلى «توطيد الوحدة في الجبل والتضامن والتعاون من أجل إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إليه بشكلها الفاعل. ومن الملحّ بمكان الإفساح في المجال للجميع ليجدوا وظيفة سواء في مؤسسات الدولة العامة، أم في مؤسسات خاصة. وهذا عنصر أساسي لحفظ الاستقرار في الجبل، ميزان الاستقرار في البلاد».
بعد ذلك زار الراعي والوفد المرافق كنيسة السيدة للروم الكاثوليك وقال: «نجدّد لكم التهاني والتمنيات لكم بالعيش بطمأنينة بالرغم من كل الصعوبات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها. ولكن كلمة يأس لا توجد في قاموسنا المسيحي. وانتم اختبرتم المحنة في الجبل لتعودوا فتعيشوا القيامة».
وتوجه الراعي الى البيت الدرزي في كفرقطرة وكان في استقباله حشد من المشايخ ومن أبناء طائفة الموحدين الدروز، وأكد الراعي على «المصالحة التي اجراها البطريرك صفير والأستاذ وليد بك جنبلاط. وأصبح علينا اليوم ان نصونها ونواصلها. تلك المصالحة وضعت الأساس ونحن علينا بناء المداميك كما في كل بناء وعلى الدولة أن تساعدنا كي يتمكن اهل الجبل من العيش فيه. يجب على الدولة أن تقوم أيضا بتأمين فرص عمل لهم ونحن أيضاً نتأمل من المؤسسات الخاصة أن توجد ظروف عمل ووظائف لشعبنا حتى يبقى هنا وأن لا يضطر للنزول إلى بيروت ويعود كل يوم أو لفتح بيت آخر في بيروت. هذا ما أعنيه بالصيرورة التي على كل واحد منا ان يعمل ويحافظ عليها من جهته».
واضاف: «بلدة كفرقطرة كانت السباقة في عيش المصالحة والعيش معاً. أود ان اتمنى لكم كل التوفيق لكي يستمر هذا العيش معاً في هذا الجبل الذي نعتبره العمود الفقري للحياة اللبنانية. فاذا كان الجبل بخير يكون لبنان كله بخير لأن الجبل هو قلب لبنان النابض. هو العمود الفقري الذي علينا ان نحميه معا. ولدينا مع أخواننا الموحدين الدروز، بني معروف، تاريخ طويل من التعاون من أيام فخر الدين. وهذا التعاون أدى الى تأسيس الكيان اللبناني وإعلان دولة لبنان الكبير 1920. لذلك نحن معنيون موحدين الدروز ومسيحيين بالمحافظة على هذا الوطن ليبقى وطن التعددية، وطن التنوع الديني والثقافي والحزبي والسياسي كي يبقى وطن الديموقراطية ووطن الحريات العامة، وطن الإنسان».
وكان الراعي زار بلدة مزرعة المطحنة في قضاء جزين، والتقى الأهالي في كنيسة البلدة كما زار بلدة الزعرورية، وقال الراعي: «يجب أن يبقى القضاء مستمراً لخدمة الحقيقة والعدالة، لأنه عندما لا يكون القضاء في خدمة الحق والعدالة، يعني كسرت العمود الفقري للانسان، لقد عشنا اليوم في الزعرورية فرح العائلة اللبنانية الواحدة، التي تتميز بتنوعها ووحدتها، وأحييكم مرة ثانية تضامنكم وتعاونكم لبناء الكنيسة، كما سعدت ما سمعته أيضاً من اللواء عثمان ومن رئيس البلدية، أن هناك قراراً يمنع بيع الأراضي، وقد قال لي رئيس البلدية، نحن لن نعطي الأوراق لمن يريد بيع أرضه، ولن نسمح له أو نعطي له الأذن».
وختم «أرضي هي هويتي وتاريخي، ومستقبلي وكرامتي، يعني إذا فقدت الأرض، أصبحت مثل اليتيم، فالأرض لا نعرف قيمتها، إلا عندما نفقدها، ونأمل أن يكون هذا الموقف عند كل اللبنانيين، في جميع المناطق اللبنانية، لأنه بتنوّع الدين والثقافة والحزب واللون والعرق. قيمة لبنان أننا مستوطنون هذا الوطن، ومن هذا الوطن خلقت ثقافة العيش المشترك والتنوع في الوحدة، فما ينفعني الغريب، الذي يأتي ويأخذ الأرض، فعلينا أن نحافظ على أرضنا حتى نحافظ على تاريخنا مثل أجدادنا».