نصرالله: نحترم الـ 1701 لكن إذا اعتدى «الإسرائيلي» سيُردّ عليه دفاعاً عن لبنان ولا خطوط حمراء إطلاقاً

كرّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض الحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران معلناً أنّ «المقاومة ليست على الحياد ولن تكون على الحياد في معركة الحق والباطل»، وأكد أنّ هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل ونهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا».

وشدّد على أنّ لبنان يحترم القرار 1701 وحزب الله جزء من الحكومة التي تحترم القرار المذكور «لكن إذا اعتدى الإسرائيلي على لبنان، سيردّ عليه بالردّ المناسب المتناسب ومن أجل الدفاع عن لبنان لا خطوط حمراء على الإطلاق».

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له في ختام في مسيرة يوم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس وتطرّق فيها إلى عدد من الملفات الإقليمة فضلاً عن الشؤؤن اللبنانية.

التزام أبدي بقضية فلسطين

وشدّد السيد نصرالله على «الالتزام الأبدي إلى جانب قضية فلسطين ومواجهة ما يُخطّط لها في صفقة القرن، وقال «نجدّد مع الشعب الفلسطيني التأكيد أن لا خيار سوى المقاومة في سبيل تحرير فلسطين».

وأكد ضرورة الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني في لبنان كلاجئ يريد العودة الى وطنه، مستنكراً تدنيس رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للحرم الإبراهيمي المطهّر.

اليمن والبحرين

وفي الشأن اليمني، قال السيد نصرالله إنّ «الشعب اليمني هو عنوان المظلومية والحصار كما كان الحسين في كربلاء»، مضيفاً إنّ «الحرب على هذا الشعب تحوّلت إلى حرب عبثية في ظلّ صمت المجتمع الدولي وشراكة أميركية بريطانية».

وأشار إلى أن «أحداث جنوب اليمن دليلٌ على زيف الادّعاءات لقوى العدوان السعودي الإماراتي وذريعة حماية الشرعية اليمنية»، وقال «أما آن لهؤلاء اليمنيين أن يدركوا حقيقة السعودية والإمارات»، مجدّداً «الدعوة لوقف الحرب على اليمن».

وتوجه إلى الشعب البحريني المظلوم قائلًا «أنتم في ثورتكم السلمية تمارسون جهاداً في سبيل الله وتزدادون بصيرة بأحقيّة هذا الجهاد»، وأضاف «النظام البحريني هو نظام خائن وهو ذهب بعيداً في التطبيع مع العدو، وأيّد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعوب في فلسطين ولبنان والعراق سورية».

فشل أميركي صهيوني

وفي العقوبات الأميركية، قال السيد نصرالله إنّ هذه العقوبات «الظالمة والمدانة والمستنكرة على دول محور المقاومة، على الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى الجمهورية العربية السورية، وأيضاً على حركات المقاومة، في فلسطين ولبنان والعراق، هي عدوان تمارسه الإدارة الأميركية للضغط المالي والاقتصادي بعد فشل أمرين، الأول، بعد فشل حروب كيانه الصهيوني ضدّ المقاومة في لبنان وفي فلسطين، كل حروب «إسرائيل» ما استطاعت أن تغيّر كلمة واحدة أو حرفاً واحداً أو عزماً من عزائم المقاومين في فلسطين وفي لبنان، والثاني، هو فشل السياسة الأميركية في حروب الواسطة، عبر الجماعات التكفيرية الإرهابية في لبنان وسورية والعراق، وفشل سياساتها اتجاه دول وحركات المقاومة».

تعاط مختلف مع العقوبات

ولفت إلى أنّ «المقاومة في لبنان ومنذ سنوات طويلة على لوائح الإرهاب، وعلى لوائح العقوبات، وقلنا هذا الأمر ليس جديداً بيننا وبين الإدارة الأميركية وهي تقوم بذلك من أجل إسرائيل ولحساب الكيان الصهيوني، لكن أن يتوسع هذا العدوان ليطال آخرين في لبنان، بنوك لا يملكها حزب الله ولا علاقة لها بحزب الله، أو أغنياء أو تجار لمجرد انتمائهم الديني أو المذهبي أو موقفهم السياسي فهذا يحتاج إلى تعاط مختلف، نحن في حزب الله يجب أن نعيد النظر وأن ندرس خياراتنا جيداً، لأننا قلنا في السابق أنه إذا كان الظلم علينا وحدنا نصبر أما إذا طال الظلم أناسنا وشعبنا فيجب أن نتصرف بطريقة مختلفة وعلى الدولة أيضاً وعلى الحكومة أيضاً أن تدافع عن اللبنانيين وأن تحميهم لا أن تسارع بعض مؤسسات الدولة إلى تنفيذ الرغبات والقرارات الأميركية على هذا الصعيد بل أن يكون بعضهم أن يكون ملكياً أكثر من الملك، هذا غير مقبول، هذا مرفوض ومدان، هذا الملف يجب أن يُفتح لأنه وضع لبنان والاقتصاد اللبناني في دائرة الاستهداف».

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصرالله أنّ اللبنانيين أسقطوا المحاولة «الإسرائيلية» الأخيرة لتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، وقال «العدو دائماً كان عنده خروقات طويلة، مئات الخروقات شهرياً، آلاف الخروقات سنوياً على مدى 13 سنة، لكن في النهاية كانت هناك خطوط حمراء أن تتعرّض مناطق في لبنان للقصف أو للغارات الجوية أو للقتل أو ما شاكل كان هذا يعني حساسية عالية، المحاولة الأخيرة، العدوان الأخير على الضاحية الجنوبية وإرسال مسيّرات مفخخة لتنفيذ تفجيرات في الضاحية الجنوبية كان عدواناً كبيراً، الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي كان قوياً وكبيراً جداً وجاء ردّ المقاومة في الميدان في داخل أرض فلسطين من أرض لبنان عبر الحدود اللبنانية الفلسطينية وردّها الآخر بالأمس عند إسقاط أول طائرة مسيّرة إسرائيلية في خراج بلدة رامية».

وأكد أنه «رغم كلّ التهويل والتهديد، نحن اليوم نثبت المعادلات ونعزّز قوة الردع التي تحمي بلدنا». وأضاف «ما أثاره الإسرائيليون وما رأيناه في الأيام الماضية عندما شاهدنا الدمى الإسرائيلية، هذا يعبّر عن ضعف الجيش الإسرائيلي، وعندما وصل الأمر فيما سمّوه عملية الخداع وأنهم أتوا بأشخاص وحملوهم على الحمّالات ووُضع عليهم دم وأنهم يخدعون حزب الله، لنفترض أنكم خدعتمونا ولكن في بعض دلالات هذا الخداع كلمة مختصرة، الجيش الأسطوري، الجيش الذي كان لا يُقهر تحوّل إلى جيش هوليوودي، يمثل أفلام سينما، لأنه بات عاجزاً على الأرض وواهناً وضعيفاً وخائفاً وجباناً ومنسحباً عن الحدود وبعمق 5 كيلومتر و7 كيلومتر».

واعتبر أنّ «أحد مظاهر قوة المقاومة أنه دائماً في لبنان كان العدو الإسرائيلي يبحث عن أحزمة أمنية، في 78 أقام حزاماً أمنياً، وفي 82 اجتاح، وفي 85 أقام الشريط الحدودي المعروف، لأول مرة في الصراع بين لبنان والعدو الإسرائيلي ينشئ العدو الإسرائيلي حزاماً أمنياً داخل فلسطين، من الحدود بعمق 5 كيلومتر، من الحدود بعمق 7 كيلومتر ويخلي مواقعه وجنوده ودورياته ودباباته، أليس هذا من مظاهر القوة. أيها الجيش الهوليوودي، سنستفيد من هذه التجربة إن كانت حقيقة، لنقول لكم في المرة المقبلة أنتم تقولون لنا لا تضربوا آلية واحدة ولا تضربوا في مكان واحد، اضربوا أكثر من آلية واضربوا أكثر من مكان لأنه لن «نلحّق» أفلاماً هوليوودية جديدة، هذا دليل وهم، هذا دليل ضعف».

وأوضح السيد نصرالله أنّ كلامه عن أنه «من اليوم لا توجد خطوط حمر، لا يعني على الإطلاق التخلي عن القرار 1701» مؤكداً «أنّ لبنان يحترم الـ 1701 وحزب الله جزء من الحكومة اللبنانية التي تحترم القرار 1701، لكن هذا شيء وهناك شيء آخر، إذا اعتدى الإسرائيلي على لبنان، إذا قصف في لبنان، إذا اخترق في لبنان، إذا أرسل مسيّرات مفخخة في لبنان، فمن حق اللبنانيين القانوني والإنساني والشرعي وحقهم أيضاً في البيان الوزاري، وحقهم الذي أكده المجلس الأعلى في الدفاع – حق اللبنانيين في الدفاع عن لبنان، عن سيادة لبنان، عن كراماتهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم». أضاف «نعم، إذا اعتدي على لبنان بأيّ شكل من أشكال الاعتداء الذي يمثل اعتداء، هذا العدوان سيردّ عليه بالردّ المناسب المتناسب ومن أجل الدفاع عن لبنان وشعب لبنان وسيادة لبنان وأمن لبنان وكرامة لبنان، لا خطوط حمراء على الإطلاق، هذا انتهى».

وتابع «اليوم لبنان هو يفرض احترامه على العالم، على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم اليوم أقوياء، أقوياء بالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، وعندما يأتينا مندوب أميركي صديق لإسرائيل وحريص على مصالح إسرائيل ويريد أن يفاوض رؤساءنا على النفط والغاز والحدود، على اللبنانيين أن يعرفوا وأن يتصرفوا من موقع أنهم الأقوياء، القادرون على حماية النفط والغاز والأرض والبحر والسماء، وبالتالي الأمانة كبيرة جداً في عهدة الرؤساء ومسؤولي الدولة في الحفاظ على حقوق اللبنانيين في النفط والغاز والماء والأرض والحدود».

لتفعيل العمل الحكومي

وفي الموضوع الداخلي، أشار السيد نصرالله إلى أنّ الهّم الطاغي هو الوضع المالي والاقتصادي، مؤكداً أن «الوضع الاقتصادي ليس ميؤوساً منه، يعني هناك أحيانا تهبيط جدران زائد، وهناك إمكانية للمعالجة إذا توفرت الجدية العالية والتصرف بمسؤولية وطنية»، وقال «ما وصل إليه لبنان في الأزمة المالية لا يتحمّلها الجميع، هناك من يتحمّل مسؤولية وهناك من لا يتحمّل مسؤولية ولها أسبابها وفي مقدّمها الفساد والهدر والسرقة وسوء الإدارة والأوضاع السياسية، لكن إيجاد المعالجات يحتاج إلى تظافر الجهود والتعاون، العبء الأكبر يقع على الحكومة» وهي «مدعوة إلى تفعيل عملها وتحمّل مسؤولياتها بجدية وسدّ الثغرات وملء الفراغات في الإدارة على قاعدة الكفاءة والنزاهة، لأنه لا يمكن القيام بأيّ عملية إنقاذية إصلاحية من دون إدارة كفوءة وقضاء نزيه».

وشدّد على أنّ «استعادة الثقة شرط أساسي في المعالجة المالية والاقتصادية، انظروا في تجربة المقاومة، في تجربة المقاومة، لأنّ الناس شاهدوا ثمار التضحيات تحريراً للأرض، تحريراً للأسرى أمناً وسيادة وكرامة وعزّة، ارتفع لديهم الاستعداد لمزيد من التضحية».

رفض الحرب على إيران

واكد رفض «أيّ مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأنّ هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمّر دولاً وشعوباً ولأنها ستكون حرباً على كلّ محور المقاومة وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات، وستفتح الباب، في ظنهم، أمام الهيمنة المطلقة لأميركا وإسرائيل في بلادنا ومنطقتنا».

وكرّر «موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل وفي معركة الحسين ويزيد والذين يظنون أنّ الحرب المفترضة إنْ حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا، هذا المحور، هذا المخيم، هذا المعسكر الذي يقف على رأسه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي، نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إنّ إمامنا وقائدنا وحسيننا في هذا الزمان هو آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي، وأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره».

واعتبر أنّ «هذا المحور هو الأمل الوحيد أمام الشعوب المظلومة المضطهدة المغتصبة. أما الرهان على مدّ يد العون والإنقاذ من أميركا التي تتبنى «إسرائيل» بالمطلق، من الغرب الذي يتبنّى إسرائيل بالمطلق، من أميركا والغرب الذين لا يشعرون بنا إلا إذا كنا أقوياء وواقفين على أقدامنا نهدّد عدونا وندافع باليد والسلاح عن أرضنا، لا نراهن على أولئك ولا على كذبهم ولا على نفاقهم، نحن نراهن على محورنا، على قوتنا، على شعوبنا، على أناسنا، على حركات المقاومة، على جهادنا «.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى