نتنياهو يتعهّد بالضم.. وعباس يهدّد بإنهاء «الاتفاقات»!
أثار تعهد رئيس وزراء العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بفرض ما أسماها «السيادة الإسرائيلية» على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في حال فاز بالانتخابات المقبلة، ردود فعل واسعة، فلسطينياً وسورياً، وعربياً، وإقليمياً وغربياً.
وقال نتنياهو في كلمة له الثلاثاء «هناك فرصة تاريخية لفرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية»، بحسب تعبيره.
وأضاف «ضم غور الأردن سيكون خطوة أولى إذا فزت في الانتخابات»، وتابع «سأضم مستوطنات أخرى بعد نشر خطة ترامب للسلام»، كاشفاً أن ترامب سيعرض «صفقة القرن» بعد يوم من الانتخابات المقبلة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أن جميع الاتفاقات الموقعة مع الجانب الصهيوني وما ترتب عليها من التزامات تكون قد انتهت، إذا نفّذ الجانب الصهيوني فرض سيادة الاحتلال على غور الأردن وشمال البحر الميت وأي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
من جهتها، حركة «حماس» وعلى لسان المتحدث باسمها حازم قاسم أشارت إلى أن نتنياهو «يبحث عن أصوات عبر بيع الوهم لجمهوره بأن بإمكانه احتلال الارض الفلسطينية».
بدورها، قالت حركة فتح على لسان الناطق باسمها منير الجاغوب إن نتنياهو «كاذب محترف، رغم أنه يعلم علم اليقين أنّ وعوده لن تغيّر من الواقع شيئاً».
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فرأت أنه «لا يمكن فصل إعلان نتنياهو عن الحرب العدوانية المعلنة على الشعب الفلسطينيّ ووجوده».
هذا وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن «ما تحدث به نتنياهو حول ضم غور الاْردن ومناطق من الضفة الغربية، يشكّل جريمة حرب جديدة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه، وهذا السرطان الاستيطاني سيكون على حساب مزيد من العدوان وممارسة الإرهاب بهدف تهجير الآلاف من الفلسطينيين».
من جهته، أعلن وزير الخارحية الأردنيّ أيمن الصفدي رفض المملكة إعلان نتنياهو ضمّ المستوطنات وفرض السيادة الصهيونية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميّت.
إلى ذلك، حذّر الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ ضمّ «إسرائيل» أجزاء من الضفة الغربية إلى سيادتها يعتبر «تدميراً للسلام في المنطقة.
وفيما حذّر العديد من الدول من مساعي نتنياهو اعتبر وزراء الخارجية العرب خلال جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية أنّ الاجراءات الصهيونية المزعومة تهدّد الاستقرار في المنطقة والعالم.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من تعهد نتنياهو بضم غور الأردن. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في تصريح إن «سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها بما في ذلك في القدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي واستمرارها والإجراءات المتخذة في هذا السياق تقوّض إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم».
يطلق على الأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة «سلة غذاء فلسطين»، ويظهر هذا الوصف الأهمية الاستراتيجية لهذا الشريط الشاسع، لكن أهميته ليست ذلك فحسب.
وبحسب بيانات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني التابع للوكالة الفلسطينية الرسمية «وفا»، فإن الأغوار تمتد من بيسان حتى صفد شمال، ومن عين جدي حتى النقب جنوباً، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً.
وتبلغ مساحة الأغوار الفلسطينية في المنطقة التابعة للضفة الغربية التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967، نحو 2400 كيلومتر، وتعادل نحو 30 في المئة من إجمالي مساحة الضفة.
وللأغوار أهمية كبيرة، إذ إنها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، إضافة إلى خصوبة التربة، كما تتوفر فيها مصادر المياه، فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين، وهي فوق ذلك كله بوابة فلسطين الشرقية، وهذه الموارد ضرورية من أجل الدولة الفلسطينية المستقبلية.