الحوار بين مؤيد ومتحفظ: كيف سيعقد إذا كان البعض لا يعترف بإنجازات المقاومة؟
راوح موضوع الحوار المزمع عقده بين حزب الله وتيار المستقبل بين مؤيد ومتحفظ عليه بسبب مواقف الرئيس سعد الحريري السلبية من المقاومة وسورية.
إلا أن العلامة الشيخ عفيف النابلسي أكد خلال استقباله الأمين العام للتيار الأسعدي معن الأسعد «أننا ملزمون بالحوار كلبنانيين بأسلوب صريح وواقعي وإيجابي. وعلى رغم الأجواء العاصفة والمحمومة التي رافقت المرحلة الماضية، إلا أن ذلك لا يمنع التواصل وإعادة الحرارة إلى الحوار الداخلي من أجل الوصول إلى حلول للمشاكل والأزمات الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية».
وشدد على «أن للحوار آثاراً محمودة على الجميع بصرف النظر عن الاختلاف في وجهات النظر والاجتهادات السياسية والفكرية لأن القضايا المشتركة والمصلحة الوطنية أكبر من كل التباينات والخصومات السياسية».
واعتبر الأسعد، من جهته، «أن البلد لا يمكن أن يستقر إلا برافعة الحوار وكل حوار يزرع أملاً ويفتح أفقاً ويوقف حركة الاستنزاف والتشرذم النفسي والوطني والسياسي».
وأكد «أن الأحزاب على اختلاف توجهاتها مدعوة لإجراء مباحثات جدية لا استعراضية تتناول مختلف الجوانب الحياتية والسياسية لتحصين البلد من أخطار الإرهاب الذي يهدد كل انجازات السلم وتطلعات المستقبل للبنانيين كافة».
وفي السياق، لفت الأمين العام لحركة الناصريين الديموقراطيين خالد الرواس في بيان الى «أن حجم الحوارات التي حصلت وتحصل بين الأطراف السياسية اللبنانية المتخاصمة، يؤشر الى حجم الانقسام السياسي الكبير بين مكونات لبنان السياسية منذ نشأته حتى اليوم»، مؤكداً «أن التسويات السياسية المستمرة على المسائل والأمور الخلافية قد ساعدت عبر السنوات الماضية على تنامي الفساد السياسي والمالي في البلد على حساب بناء دولة العدالة والقانون على النحو الذي يطمح اليه اللبنانيون، بما جرد لبنان من عناصر قوته وتماسكه الداخلي ودفع به الى دائرة التجاذبات السياسية العقيمة التي لا تنتهي، والتي استفاد منها أعداء لبنان وفي مقدمهم إسرائيل».
وشدد في بيان اليوم، على أن «صيغة لبنان 1943 قد انتهت مفاعيلها مع نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في عام 1948، بما كان يحتم على اللبنانيين منذ ذلك الوقت اعادة تحديد دور بلدهم لمواجهة الأخطار «الإسرائيلية» الداهمة على حدودهم الجنوبية على النحو الذي يخدم صيغة العيش المشترك فيه لا اختراقها كما حدث على مر العقود الماضية». وأشار إلى «أن اي حوار مجتزأ اليوم لا يبدأ بالتوافق على تحديد دور لبنان وتحصين عناصر قوته المتمثلة في تحصين الوحدة الوطنية وتوحيد الرؤيا لمواجهة العدو الصهيوني من خلال احتضان المقاومة والعمل على تجهيز الجيش اللبناني بالسلاح النوعي في مواجهة «اسرائيل»، لن يجدي نفعاً».
وتساءل إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود «كيف ستعقد في لبنان جلسة للحوار إذا كان بعضهم فيه لا يعترف بإنجازات المقاومة السياسية فضلاً عن العسكرية، وكيف سيعقد وهناك من يعتقد أن الذي حصل في سورية هو ثورة على رغم إدراكه أن الذي حصل في الحقيقة هو مؤامرة وفتنة ودمار وليست له علاقة بالثورة ولا بحقوق الشعب وبالديموقراطية المرتقبة، وهناك أيضاً من يسوي بين سلاح المقاومة وسلاح الإرهاب، ولا يستطيع أن يعترف بأن ما يفعله حزب الله هو قوة للمسيحيين من خلال اختياره الرجل الأقوى مسيحياً لتولي سدة رئاسة الجمهورية».
وخلال لقاء سياسي أقامه حزب الله وبلدية دبين الجنوبية في قاعة البلدية، أشار حمود إلى أن «الرئيس سعد الحريري الذي تحدث عن أهمية الحوار يضع محرمات في سبيل تحقيقه من خلال تكراره لمقولة إن دخول حزب الله إلى سورية كان خطأ مريعاً وأنه قتل الشعب السوري على رغم أنه يعلم يقيناً أن حزب الله لم يقتل الشعب السوري بل قاتل الإرهابيين الذين كانوا يعدون العدة لقتلنا جميعاً مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة».
وأكد أن «تدخل حزب الله في سورية حمى لبنان جميعاً وكل الطوائف والمناطق اللبنانية، وهذا ما يعترف به جزء كبير من قوى فريق 14 آذار كحزب الكتائب وغيره».