لتتحمّل الدولة بأجهزتها كافة مسؤولياتها بالتشدّد في تطبيق القوانين بحق أبواق الفتنة والمتعاملين مع العدو
عُقدت في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمُد، برئاسة رئيس الحزب فارس سعد وحضور رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، وصدر في ختام الجلسة البيان التالي:
أولا: يؤكد الحزب على مضمون الورقة التي قدّمتها الكتلة القومية الاجتماعية إلى اللقاء الاقتصادي الذي دعا إليه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وما ورد في مداخلة رئيس الكتلة، رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، بوصفهما مقترحات عملية على طريق الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تواجه بلبنان ورفض أية ضرائب على الفقراء والتأكيد على اقتصاد الإنتاج. ويدعو الحزب إلى تسريع وتيرة المعالجات لمواجهة التحديات المتمثلة بالعقوبات على المؤسّسات والأفراد وبالحصار الاقتصادي غير المعلن.
ثانياً: التأكيد على موقف الحزب القومي الثابت، لجهة تحصين الوحدة الوطنية وحماية الاستقرار والسلم الأهلي، وبأن تتحمّل المؤسّسات المعنية في الدولة اللبنانية مسؤولياتها في هذا الخصوص، من خلال التشدّد في تطبيق القانون على المتعاملين مع العدو الصهيوني، لا سيما العملاء الخطرين الذين عذبوا وقتلوا عشرات اللبنانيين، كالعميل عامر الفاخوري وغيره، وكذلك التشدّد في تطبيق القانون على كل أبواق الفتنة التي تبث الإشاعات والاتهامات الكاذبة وتحرّض على السلم الأهلي.
ثالثاً: ينوّه الحزب بالحدث الكبير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية والذي تمثّل بتنظيم معرض دمشق الدولي الذي جذب مئات رجال الأعمال ومئات الشركات والمؤسسات المحلية والعربية والأجنبية، وشهد تمثيلاً رسمياً لنحو أربعين دولة، رغم العقوبات والحصار المفروضين على سورية. كما ينوّه الحزب بالملتقى العمالي العالمي الحاشد، وبمعرض الكتاب الذي سيُقام خلال أيام، ودخول ما يربو على ثلاثة ملايين تلميذ وطالب إلى المدارس والثانويات، ويرى في هذه التظاهرات الكبرى أدلة حاسمة على استعادة سورية لعافيتها واستقرارها، وعلى انتصارها على الإرهاب ورُعاته. وذلك بالتزامن مع استكمال الجيش السوري عملياته لدحر ما تبَقّى من إرهاب واحتلال في بعض المناطق السورية، بما فيها المنطقة التي أعلنها الاحتلالان الأميركي والتركي «منطقة آمنة».
ويغتنم الحزب مناسبة هذه الفعاليات الضخمة التي تشهدها العاصمة دمشق، ليوجّه تحية إكبار إلى الرئيس الدكتور بشار الأسد والقيادة السورية وأبناء شعبنا، وإلى الجيش السوري البطل وكلّ من وقف الى جانب هذا الجيش في معاركه، وفي الطليعة أبناء المقاومة ونسور الزوبعة الأبطال.
رابعاً: يدين الحزب إعلان رئيس حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو عن نيته بضمّ غور الأردن إلى كيانه المصطنع، ويرى في هذا الإعلان عدواناً موصوفاً على غرار ما اتخذه من قرارات عدوانية عنصرية بضمّ القدس وأجزاء من الضفة الغربية والجولان إلى كيانه الاغتصابي، برعاية أميركية، وبتواطؤ من بعض الأنظمة العربية التي لم تعد تتستّر على تطبيعها مع العدو ولا على مشاركتها في مخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
يؤكد الحزب، بأنّ كلّ القرارات التي تصْدُر عن العدو باطلة، وهي إجراءات ساقطة بموجب المواثيق والقوانين الدولية، لأنها تتمّ بقوّة احتلال. لذلك ندعو الى إسقاط اتفاقيات وادي عربة وأوسلو المذلة، ونؤكد بأنّ لشعبنا حق مشروع ومكفول بمقاومة الاحتلال الصهيوني وبكلّ الوسائل، حتى دحْر هذا الاحتلال عن فلسطين كلّ فلسطين، وعن الجولان وعن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكلّ شبر محتل من أرضنا.
خامساً: يرى الحزب أنّ الحملة المأجورة التي ينفذها البوق الموتور شارل أيوب، والتي يستخدم فيها كلّ أنواع الشتائم والنعوت والفبركات والتخيّلات والاتهامات الكاذبة، ضدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقيادته، ويستهدف أحد أبرز رموز الحزب الذي قاد المقاومة القومية ضدّ العدو الصهيوني وضدّ قوى الإرهاب. إنّ حملة من هذا النوع، لا يمكن أن يضطلع بها شخص تافه لا يمثل إلا نفسه، بل هي بالتأكيد حملة تقودها وتغذيها جهات معادية، تستهدف دور الحزب وحضوره، وليس شارل أيوب سوى إسم هزيل لهذه الحملة، وهو المعروف بارتكاباته وأخلاقه الشائنة.
ولأنّ الحملة تنطوي على تنفيذ أهداف خبيثة وفتنوية معادية، فإننا نسأل أين هي مؤسسات الدولة القضائية والأمنية المطلوب أن تتحرك فوراً وعفواً وتعتقل شخصاً موبوءاً يحرّض على القتل والفتنة والسلم الأهلي من خلال اختلاقه جرائم جنائية يتهم قياداتٍ مقاوِمة بارتكابها؟
إنّ ما يقوم به «شارل أيوب» يندرج في خانة العداء للحزب، كونه مطرودا لعدم أهليته الأخلاقية، وهو لا يسيء إلى الحزب القومي وقياداته وحسب، بل يستهدف ضرب هيبة الدولة اللبنانية بكلّ مؤسساتها. لذا، نجدّد مناشدتنا لرئيس الجمهورية وكلّ القيادات الرسمية والحزبية، ومؤسسات الدولة المعنية، بأن تَحَمَّلوا مسؤولياتكم. كما نطالب القضاء بالتحرك فوراً كي لا تسود شريعة الغاب، خاصة بعد أن تقدّم الحزب بعدة مراجعات قضائية في هذا الخصوص. لأنّ ما يقوم به مُشَغّلو شارل أيوب، إنما هو تهيئة لمسرح الجريمة، ومعروف عن العدو وعملائه والجهات المشبوهة أنهم يستخدمون الأدوات والدمى ثم يقومون بتحطيمها.
إنّ الحزب القومي بقياداته ومناضليه، وبالمسيرة النضالية الحافلة بالتضحيات ووقفات العز، هو حزب منيع بوجه كلّ الحملات المشبوهة والمعادية التي تستهدفه. كما أنه لا يخوض معاركه مع أدوات صغيرة ووضيعة، بل مع مشغّلي هذه الأدوات، واننا نحذر من يقف وراء شارل أيوب، أن تَوَقفوا عن استهداف الحزبِ – القلعة. وللعدو الصهيوني نقول، المواجهة مستمرة والصراع لن يتوقف.