الأمين حسن الطويل: طود شامخ في تاريخ الحزب عن «قصة الحزب» للأمين شوقي خيرالله

من الاسماء التي لمعت في تاريخ الحزب، انما تفتقر مع الاسف الى معلومات تؤسس لسيرتها، ومسيرتها النضالية، يرتفع اسم الامين حسن الطويل حماده في المقدمة.

سمعت عنه كثيراً، انما لم اقرأ كثيراً له، او لرفقاء رافقوه في مسيرته الحزبية النضالية.

منذ مدة كنت اطالع قصة الحزب التي كانت صدرت عن الامين شوقي خيرالله، فقرأت في الصفحتين 248 – 249 ما يعني الامين حسن الطويل.

اذ انشر ذلك بالنص الحرفي، ادعو منفذية الشوف الى ان تهتم بجمع المعلومات المفيدة لجهة سيرة ومسيرة الامين المميز حسن الطويل.

ل. ن.

«تعيين الامين حسن الطويل مندوباً في لبنان، برتبة عميد، حرّك الحزب في لبنان كما لا احد. فاشتعل العمل الحزبي ما بين عكار وعكا كأنهم في جهادية مستقلة. وسرى تخوّف ملموس بين الموظفين الحكوميين بغير ما سبب، وراح كل يعقد صداقة ما مع قريب له قومي او مع جار قومي معروف. ووردت تقارير بهذا الموضوع الى القيادة المركزية في لبنان فصار من هموم حسن الطويل ان يكذّب الاقاويل. لماذا ؟ لان الامين العميد حسن الطويل من قماشة حسن الصباح وقلعة الموت وأساطير الفدائيين، وعلى القارىء ان يصدّق او لا يصدق. ولكن حسن الطويل هيك ونص.

ثم تطور العمل السري، في لبنان عند حسن، الى انشاء زمر مختارة ومتدرّجة في الرتب السرية حتى نخبة النخبة، مثل الحرس القرطاجي عند هانيبعل. هؤلاء «المختارون» يحق لهم بعد خدمات وخدمات ان يوشموا وشمة فعلية على اجسادهم فتبقى سمَتَهم الى الابد..

زرته في العام 2005 وقد جاوز التسعين بأكثر من عشر سنين! والله اعلم !!- فكانت زيارتي كمثل الحجّ، الى قرم نادر من الرسل العظام. وجدته ينتظرني، وما تلفنتُ أنا ولا أعلمته بمجيئي.

أحسست به كأبن ستين او هكذا، وانه ذو ذاكرة كالفيل. وانه ذو قبضة مثل ادمون الزعني 1 . وأنه لا يتلكأ بحرف ولا باسم ولا بحادثة ولا بتوقيت.

سألته: ولماذا تنتظرني؟ أجاب: قيل لي انك ستتكلم في مكتبة بعقلين عن كمال جنبلاط، فتيقنت انك ستمرّ علي اولاً.

ورحنا في حديث عن عشرين موضوع، فلم اسمع افخم من مخارج حروفه ولا ابدع من لفظه كأنه عميد بالجامعة في البلاغة والصدق والدقة واللياقة. سألته عمن بقي من الذين وُشموا في ذلك الزمان الغرّ فعد الشهداء اولاً، بحسب الاقدمية، ثم الاحياء الباقين كأنه نابليون في سانت «هيلانة». وجاء دوري. فنقدَ لي اول كتاب والثاني وال وال حتى بهرني بما يعجبه وبما له نقد عليه، وأصغيت إليه كأنني ازاء طود شامخ صوّان سنديان ارز لا يُحرق ولا يُغرق. ويا سبحان الله!!

من اواخر انشطة الامين العميد الارزة السنديانة حسن الطويل حمادي انه تجاوز كل توقع في يوم «دير القمر» 2 الذي اسقط بشارة الخوري. لقد اقبل بالزوابع كأنها تفوق عدد حامليها، وبشباب متمنطقين بالرصاصي وبالاسلحة !! فتقدّمهم غير هيّاب، واجتاح المهرجان والشارع العريض بقوة حزبية منظمة كما لا احد، متمنطقين باللباس الرصاصيّ الحزبيّ، وبالسلاح الممنوع! ويا زوبعة الله معك!! وسقط الطاغية رمادا غباراً، وثمة اجماع على ان حسن الطويل كان مات هو لو لم يسقط الطاغية

في الداخل الشامي سُمح للحزب ان يفتح مدارس خاصة في نواح البلاد حيث يقتدر، وفي عبر الحدود استفاق النشاط ووصلت تبرعات من المؤسسات والافراد والاصدقاء، وجمعت تبرعات لإصدار جريدة في الشام. واشتريتُ مطبعة، وصدرت الجريدة، ووزعت في جميع مناطق الشام والوطن وعبر الحدود.

هوامش:

1 – ادمون الزعني: احد ابرز الذين لمعوا في عالم المصارعة الحرة الى جانب بطرس غانم، جان وبيار سعادة، اسعد سرور والرفيق جورج ديراني.

يوم دير القمر: للاطلاع على النبذة الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى