المقداد: دمشق لن تسكت طويلاً عن الاحتلال الأميركي

أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن «سورية لن تسكت طويلاً عن الاحتلال الأميركي غير المشروع لأراضيها، ولا عن العدوان الذي تشنه بشكل يومي لتدمير البنى التحتية السورية».

وأوضح المقداد أن «الولايات المتحدة دمّرت الجسور على نهر الفرات وآبار النفط في الجزيرة السورية، وأعطت ما تبقى منها لعصابات «قسد» والإرهابيين الآخرين للاستفادة منها مادياً»، وذلك حسب صحيفة «الوطن» السورية.

واعتبر أن «مخيمات اللاجئين وخاصة مخيم الركبان، هي مستعمرات أميركية على الأرض السورية، تدعمها وتحاول الإبقاء عليها مع عدم تحمّل مسؤولياتها إزاء المواطنين الذين يقيمون فيها».

وكان المقداد استقبل، الاثنين، عمران رضا، المنسق المقيم الجديد لأنشطة الأمم المتحدة وللشؤون الإنسانية في الجمهورية العربية السورية والذي قدم أوراق اعتماده لنائب الوزير. ورحب المقداد بالمنسق الجديد في سورية، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون البناء بين الحكومة السورية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية، وذلك حسب وكالة الأنباء السورية «سانا».

وأشار نائب الوزير خلال اللقاء، إلى ضرورة احترام المبادئ والأهداف التي قامت عليها الأمم المتحدة والتي بينها ميثاقها وتدعو إلى احترام سيادة الدول ووحدة شعبها والحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وتمنى المقداد التوفيق والنجاح للمنسق في المهام المنوطة به.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة التنسيق السورية ونظيرتها الروسية حول عودة المهجرين السوريين أمس، أنه بفضل الجهود السورية الروسية المشتركة تم إخراج أكثر من 29 ألف مدني من المهجّرين الموجودين في مخيم الركبان، وأن العمل جار لاستكمال إخراج من تبقى فيه.

كشف نائب قائد القوات الروسية العاملة في سورية الجنرال الروسي أليكسي باكين، أن الدولة السورية خصصت 50 مركزاً للإقامة المؤقتة للمهجرين في الوقت الذي تعمل فيه اللجنة التقييمية لهيئة الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على تسجيل قوائم الراغبين بالخروج من المخيم.

وفي مؤتمر صحافي في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة في سورية، أوضح وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف، أن «الدولة السورية تعمل على تأمين جميع متطلبات العودة الآمنة للمهجرين».

بدوره أعلن مدير الإدارة السياسية اللواء حسن حسن، أن سورية «تواجه الإرهاب منذ عام 2011»، مشيراً إلى أن أخطر الأسلحة كان «الإعلام التضليلي».

إلى ذلك، أكدت مصادر قيام طائرات تابعة للتحالف الأميركي بشن أربع غارات فجر أمس على منطقة معبر البوكمال الحدودي بين سورية والعراق، مستهدفة نقاطاً عدة تابعة لقوات الحشد الشعبي.

لفتت المصادر إلى أن الغارات الأميركية استهدفت قرية «الهري» شمال المعبر الحدودي، والتي تبعد نحو 5 كيلومترات عن الأراضي العراقية شرق البوكمال ويقطنها مواطنون سوريون من قبيلة الدليم، مشيرة إلى إغلاق المعبر الحدودي بين البلدين بشكل تام عقب سلسلة الغارات تلك.

ويأتي العدوان الأميركي الجديد على المنطقة، في وقت أعلن فيه قائد حرس الحدود العراقية الفريق حامد الحسيني من معبر القائم جاهزية المعبر للعمل بشكل تام، على الجهة المقابلة لمعبر البوكمال السوري.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، كرر الجانب العراقي إعلانه جهوزية المعبر تمهيداً لاستئناف الحركة التجارية مع سورية، إلا أن أمر افتتاحه لا يلبث أن يتعطل جراء غارات مجهولة تارة، وضغوط غربية تارة أخرى، وسط حصار غربي خانق على سورية.

وكانت مصادر في الحشد الشعبي كشفت أن ضغوطاً أميركية مورست على الجانب العراقي أدت إلى تأجيل موعد إعادة فتح معبر البوكمال القائم على الحدود السورية العراقية، الذي كان مقرراً يوم السبت الماضي، وأنه من المقرر أن يتم افتتاح المعبر خلال مدة أقصاها 9 أيام.

وقالت المصادر: إن كافة التجهيزات اللوجستية والفنية استكملت على الجانبين السوري والعراقي لافتتاح المعبر الحيوي بين سورية والعراق، مضيفة أنه كان من المتوقع أن يتم افتتاح المعبر مطلع الشهر الحالي ومن ثم في الـ السابع منه، مضيفةً: «لكن هنالك ضغوط أميركية تمارس على الجانب العراقي لتأخير افتتاح المعبر».

وكان قائم مقام قضاء القائم العراقي، أحمد جديان، أعلن في تصريح قبل أسبوعين، إنجاز 90 من إعادة تأهيل المنفذ الحدودي مع سورية مؤكداً أنه لن يُعاد فتحه في السابع من الشهر الحالي حسب المقرر، وتأجيله إلى إشعار آخر بسبب عدم اكتمال بعض الأعمال اللوجستية.

وصرح جديان، يوم 29 من شهر أغسطس/ آب الماضي، عن تأجيل إعادة افتتاح معبر «البوكمال – القائم» الحدودي بين سورية والعراق، إلى السابع من أيلول، لأسباب لوجستية، مؤكّداً أن العمل على إعادة تأهيل المعبر، يتم بوتيرة عالية، وأنه تم توفير الكرفانات، والمخازن، وكان من المؤمل افتتاحه يوم 1 أيلول/سبتمبر، حسب الاتفاق مع هيئة المنافذ الحدودية العراقية.

وأغلق معبر البوكمال – القائم عام 2014 مع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة القائم العراقية.

يذكر أن هيئة المنافذ الحدودية في العراق كانت قد أعلنت شهر مارس آذار الماضي عن تهيئة معبر القائم على الحدود العراقية السورية بالكامل، وأكدت حينها قرب افتتاحه.

وترتبط سورية مع العراق بثلاثة معابر حدودية، اثنان منهما تحت سيطرة قوات الاحتلال الأميركي، الأول هو «اليعربية ربيعة» الذي يربط أقصى شمال شرق سورية بالأراضي العراقية، وتسيطر عليه قوات التحالف الأميركي متخذة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية» قسد واجهة لها على المعبر، والآخر هو معبر «الوليد التنف» الذي تحتله القوات الأميركية والبريطانية بشكل مباشر. أما المعبر الثالث فهو «البوكمال القائم»، الذي نجح الجيش السوري والقوات العراقية وحلفاؤهما على طرفي الحدود بتحريره نهاية 2017 من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك إثر سباق محموم للقوات البرية المتقدمة من منطقة دير الزور باتجاه المعبر شرقاً، في مقابل قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية والميليشيات الموالية لهما في شرق الفرات وفي التنف التي تحتلها القوات الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى