«مهرجان حمص الثقافي»… معرض ضوئي تصويري وعروض مسرحية ولفحات شعريّة وطنية
رشا المحرز
تضمّنت فعاليات اليوم الثاني من «مهرجان حمص الثقافي الفنّي» لقاء شعرياً ومعرض تصوير ضوئي وعرضاً مسرحياً بعنوان العطسة.
شارك باللقاء الذي أقيم في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي شعراء نظّموا قصائدهم الشعرية العمودية بمضامين تغنّت بحبّ الوطن وعشق ترابه والغزل بالمحبوبة ومخاطبة الذات والنفس، حيث قرأ الشاعر الدكتور غسان لافي طعمة قصيدة «يا شهيداً» مخاطباً بها الشهيد الذي عرف الحقّ سلوكاً ومذهباً وكان مثالاً للجود.
وألقى الشاعر صهيب كلاليب قصيدتي «شال» و»هي لم تخني مطلقاً»، إضافة إلى ومضات شعرية غزليّة ووجدانية حلق خياله فيها حاملاً الأفكار نحو الأفق البعيد.
وشبهت الشاعرة ميسون جنيات بقصيدتها «في حمص» الدموع بالرجال والعاصي كزيت السراج وكأن كل عذراء بحمص أم تحتضن الأيتام ليكون ختام اللقاء مع الشاعرة خديجة الحسن بثلاث قصائد: «حين يلمع بعيني الكلام»، «حينما» و«الفجر ودمعتي»، دعت من خلالها إلى البدء بالسلام والحبّ وعدم الانتظار للبوح به.
تضمّن معرض التصوير الضوئي الذي افتُتح ضمن صالة المعارض بالمركز أكثر من خمسين عملاً تصويرياً وثّقت انتصارات بواسل الجيش العربي السوري وسلّط الضوء على الأماكن التراثية والتاريخية بحمص وحجم التخريب الذي طال بعض الأحياء القديمة التاريخية جراء الإرهاب.
أمين سرّ الجمعية الحرفية للمصوّرين عمر داغستاني أشار إلى مشاركته بالمعرض عبر أربعين صورة رصدت جوانب الحياة في أحياء حمص بعد تحريرها من الإرهاب وبدء عملية الإعمار، بينما ذكر المصوّر سامر الشامي أنه شارك بلوحات تعكس الحالة الثقافية الفنية التي بدأت ملامحها تعود لحمص مع عودة المهرجانات لربوع المحافظة.
وجاء عرض العطسة الذي احتضنه مسرح دار الثقافة بحمص لفرقة المسرح القومي بحمص عن نص للكاتب الروسي أنطون تشيخوف برؤية إخراجية لزين العابدين طيار وإشراف سامر أبو ليلى وسط حضور جماهيري واسع.
تضمّن العرض مجموعة قصص قصيرة وشهيرة للقاص الروسي سلّطت الضوء على مدلولات عميقة لرموز بسيطة أداها خمسة ممثلين مسرحيين ودارت أحداثها حول موظف يعطس في دار الأوبرا على رقبة أحد المفتشين تزامناً مع قصة أخرى تروي تفاصيل إلقاء القبض على صياد يقوم بسرقة العزقات على سكة القطار.
مخرج العرض أشار في تصريح للصحافيين إلى أن العرض يجسّد الكوميديا السوداء والحاجة للضحك في الوقت الحالي بالرغم من كل الآلام والحزن ومحاولة رسم الابتسامة من الألم، منوهاً بالحالة الفنية الراقية والحركة الثقافية التي تشهدها المدينة وتعكس حالة التعافي والانتعاش وتعطش الناس للثقافة.
أمين رومية نقيب الفنانين بحمص نوّه بعودة المهرجانات الثقافية إلى حمص بعد انقطاع لسنوات كظاهرة إيجابية تحمل تنوّعاً لطيفاً من المواد الفنّية والثقافية وتشكّل وعاء معرفياً وثقافياً مهماً.
ناصر سليمان رئيس لجنة العلاقات العامة في مجلس مدينة حمص، أشار إلى أن المهرجان الذي يقام على مدى 30 عاماً عاود نشاطه مع عودة الحياة لحمص ويسعى لزرع السعادة بين الأهالي الذين عانوا ويلات الإرهاب.