كي لا ننسى حجم التدخلات الخارجية
أمل المطهر
اتسعت دائرة التدخلات والاستهداف الخارجي فيما قبل ثورة 21 سبتمبر بشكل كبير وملحوظ، على الصعيد الأمني الذي كان في تدهور وانزلاق متسارع نحو الهاوية.
فمن ظهور القاعدة وداعش التي لم تكن موجودة ولم يكن الشعب اليمني ليسمح باختراقها له، إلى التفجيرات التي أصبحنا نراها في شوارع العاصمة صنعاء بشكل متزايد، إلى ممارسات داعش من إعدامات وذبح العسكريين والمدنيين وإقلاق للسكينة العامة.
كلّ ما كنا نراه على شاشة التلفاز في العراق وسورية انتقل إلى اليمن بحذافيره. نفس المنهجية والمخطط لإغراق الشعوب في الويلات والدماء كي يتسنّى لهم نهب ثرواته وإحتلاله بسهولة تامة.
أما بالنسبة للجيش اليمني والمؤسسة العسكرية بشكل خاص فقد كانت تحت السيطرة التامة لأوامر الإدارة الأميركية عن طريق السفير الأميركي الذي كان المنفذ لما يسمّى بهيكلة الجيش بغية إضعافه وتفكيكه كي يصبح جيش اليمن بلا جدوى ولا فائدة، وكان آنذاك تنشر صور لجنود المارينز الأميركي وهم يستعرضون أسلحتهم بكلّ وقاحة، رافعين رؤوسهم إلى الأعلى مع خلفية لبعض المنازل اليمنية التراثية في إشارة واضحة ومستفزة بأنّ اليمن أصبح في قبضتهم والجيش في خدمتهم.
وما زلت أحتفظ بتلك الصور المستفزة كي لا أنسى.
ناهيك عن امتلاء فندق الشيراتون بالمارينز الأميركي ومنع المواطن اليمني من المرور بجانبه بأيّ حال من الأحوال. وبناء مركز اتصالات تجسّسي يتبع الإدارة في جبل نقم.
كثير من الأمور المقلقة كانت تحدث وتتسارع وتتصاعد وتيرتها، تدخلات وقحة وسافرة وصلت إلى إقرار يوم السبت كعطلة رسمية
بالعامية يهودة بالعاني كبداية لمسخ الهوية الدينية وليست أبداً بالشيء الهيّن أو البسيط.
خطوات رسمت لنا لنصل إلى صحراء التيه فنتيه مع من تاهوا وضاعوا. لكن رحمة الله بنا كانت واسعة فكانت ثورة الحسين في اليمن هي النور الذي اهتدينا به إلى طريق الخلاص وما زلنا نشعل مشعل ثورتنا ونسير نحو غايتنا المنشودة وحريتنا المطلقة.
فكيف ننسى…