هل يعود اليمين الفرنسي إلى السلطة من جديد؟

شهدت الساحة السياسية الفرنسية أخيراً تحولات عميقة في اتجاه عودة الأحزاب اليمينية إلى الحكم، ما يوحي بتغيرات جذرية قد تشهدها السياسة الخارجية الفرنسية ولا سيما في العلاقة مع روسيا.

وفي وقت تدهورت شعبية الرئيس فرانسوا هولاند وضعف «الحزب الاشتراكي» وحلفاؤه الخضر، ما يهدد اليسار بالهزيمة من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، حقق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي فوزاً مريحاً في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزبه اليميني «الاتحاد من أجل حركة شعبية» بنسبة 64,5 في المئة وهو ما اعتبره بعض المراقبين بمثابة الخطوة الأولى من استراتيجية عودة ساركوزي إلى السلطة إثر هزيمته أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند في 2012.

وخلال اجتماع للحزب، هاجم ساركوزي السلطة التنفيذية واتهمها بالقيام بـ»عمل غير مسبوق لتقويض الأمة، الجمهورية والدولة». وتحدث ساركوزي بعبارات حادة عن عالم مهدد بـ»الهمجية» و»الوحشية» تقع فيه «فرنسا فريسة سهلة للشر.

وفي سياق ذلك، أعيد الأحد انتخاب مارين لوبان رئيسة لـ»لجبهة الوطنية» بنسبة 100 في المئة من الأصوات المشاركة، وذلك في نهاية تصويت بالمراسلة أعلنت نتائجه خلال مؤتمر للحزب اليميني الفرنسي المتطرف.

وتبدأ مارين لوبان التي لم تواجه منافساً معلناً، ولاية ثانية رئيسة للحزب الذي أسسه في 1972 والدها جان – ماري لوبان الذي يبلغ السادسة والثمانين من العمر.

وافتتح حزب «الجبهة الوطنية» السبت الماضي مؤتمره العام في مدينة ليون بحضور سبعة أحزاب أوروبية يمينية متطرفة ومسؤول حزب «روسيا الموحدة» الحاكم في روسيا أندري إيساييف.

وركز الخطباء في كلماتهم بالمؤتمر على إدانة سياسة الاتحاد الاوروبي حيال روسيا وقضيتي الهجرة واليورو. وقالت لوبان خلال فعاليات المؤتمر إن «أوروبا نراها تمتد من المحيط الأطلسي إلى الأورال وليس من واشنطن إلى بروكسيل».

وتشير استطلاعات الرأي حالياً إلى تقدم الحزب اليميني الفرنسي المتطرف للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017، على اليسار الذي تضرر بالنتائج السيئة لسياسة فرنسوا هولاند وعلى اليمين الذي يشهد معركة بين قادته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى