غريب كلامك يا سعادة النائب
ـ في كلام صادر عن نائب مشهود له بالإتزان والدقة ويحترم خصومه وأصدقاءه ميزته هذه هو النائب سمير الجسر تعليقاً على كلام رئيس الجمهورية عن التعاون مع الدولة السورية في ملف عودة النازحين ما يثير الدهشة والإستغراب.
ـ مغالطتان كبيرتان وردتا في كلام النالئب المستقبلي المتميّز بالحصافة بين كثير من زملائه وبتدقيقه بلغة القانوني الذي يحرص على صورته ولغته، الأولى حديثه عن اتهام كبير لرئيس الجمهورية بتعمية الحقيقة وتعليقاً على كلام مثل لبنان في الأمم المتحدة، ومحور الكلام الغضب لإعلان الرئيس العزم على التعاون مع الحكومة السورية، والثانية في تفسيره لتعمية الحقيقة بالقول، لماذا علينا الإتفاق مع الحكومة السورية لعودتهم وهم لم يسألونا عندما أرسلوهم، ويكفي أن تقول الدولة السورية لهم عودوا ليعودوا، فهل يصدق النائب الجسر جسور العودة التي يبنيها أوهاماً ومغالطات؟
ـ هل الدولة السورية أرسلت النازحين؟ أيصدّق الجسر ذلك؟ وهو يذكر إعلان الانحياز المبكر لتياره للدعوة لإسقاط الرئيس السوري وتشكيل حاضنة لاستيعاب نازحين وُعِدوا بالمنّ والسلوى من مال الخليج بواسطة جميعات وتجمعات يديرها رموز وقادة ومسؤولون في قوى الرابع عشر من آذار ضمن مشروع لإسقاط سورية لا يستطيع سعادته إنكار أنه مشروع قام أصلاً على جلب السوريين للنزوح وتسلحيهم وتنظيمهم وتأمين عودتهم مسلحين كما جرى من مناطق ليست بعيدة عن عيون سعادته الذي نحترم، أم نسينا تعريف كتلة النائب وتياره وحلفائه لجبهة النصرة كقوة ثورية وشعبية يجب منحها نصرة لاند في جرود القلمون أسوة بـ فتح لاند في العرقوب.
ـ وهل هو لم يسمع فعلاً بكلام لرئيس الدولة السورية ووزير خارجيتها ووزير داخليتها المتكرّرعن حجم الترتيبات والإجراءات والتسهيلات التي اتخذت لتسريع وتوسيع حجم العودة، وأنّ هناك نقاشاً شارك فيه تيار النائب تحت عنوان العودة الآمنة أم العودة الطوعية، ونقاش يدور في المنظمات التي تقدّم المساعدات ولا يزال حول نقل مساعداتها للنازح إذا قرّر العودة بدلاً من اشتراط تقديمها باحتفاظه بصفة النزوح؟ وهل ينكر سعادته أنّ تياره من ضمن تحالفات لبنانية أخرى يرفض لأسباب غير لبنانية وبعكس المصالح الاقتصادية اللبنانية، التعاون مع الحكومة السورية، وهي أسباب معلومة ومختصرة بالسير وراء السعودية لا أمامها في ترميم العلاقة مع الدولة السورية، التي إنْ كانت عدوة كما يفهم من كلام سعادته فليطلبوا إغلاق السفارات بين البلدين وليتقدّموا باقتراح قانون لإلغاء المعاهدات التي تربطنا بسورية.
ـ أما الوصف المقيت لكلام رئيس الجمهورية بتعمية الحقيقة، فهو غير لائق بسعادته ولا بمخاطبة رئيس للجمهورية، يمكن الإختلاف معه بالرأي لكن تحت سقف اللياقة التي لا تنقص سعادة النائب.
ـ لكل هذا نستغرب ونسال عن السبب وراء كلّ هذا فقط!؟
التعليق السياسي