حواريّة عصفور

العصفور لصاحب مزرعة حدوديّة: سيدي إنني أراك في همٍّ، بماذا تفكّر؟!

– المزارع: ألم تسمع ما حدث؟

وماذا حدث؟!

– إنهم يأكلون الوطن قطعة فقطعة؟!

هذا شأنكم سيدي، ولكن سَأطير، فأنا لا تمنعني الحواجز!!

– أراك ترفُّ جَناحَيْك كأنك على سفر الآن، إلى أين؟!

.. سأَعْبُر إلى هنالك، سأرى!!

بضعة أيامٍ ويعود العصفور

– أيّها العصفور أراكَ قد عدت

نعم سيدي !!

– هات، ما وراءك؟!

لم أتجاوز الحدود كثيراً حتى شَمَمْتُ رائحةً عفنةً، اقتربْتُ فإذا أحدهم يقول للآخر: لن يَقْبَل ربُّنا منك «فطيرَكَ» إن لم تجعل فيه دماً من دماء الناس بمختلفهم..

و«قانا» وحدَها لا تكفي، فإنّنا سوف نجعل من لُبنانهم هذا بلداً تسيل كلها بالدم «القاني»!!؟

– فماذا فعلت أيها العصفور الوطني؟

وماذا يفعل مثلي إلاّ أنني سَلَحْتُ عليهم زُرقةً للذكرى وعدْتُ!! وما إن مسَّتِ الزرقة وَجْهَ كبيرهم حتى نادى على الآخرين: إلى الملاجئ، إلى الملاجئ !!

وا ن أسألك يا سيدي كيف استطاع مثل هؤلاء أن يقضموا من أرض الوطن؟!!

– تنهَّد المزارع وقال: اسأل مخدوعَ الأعراب الذي قال له الشاعر الفلسطيني الشهيد وقد رأى أحد أمراء هؤلاء الأعراب يستطلع المسجد الأقصى بحجّة زيارةٍ عادية:

المسجد الأقصى، أَجِئْتَ تزورُهُ

أم جئْتَ من قَبْلِ الضّياع تودّعُهْ

د. سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى