افتتاح المعبر الحدودي بين سورية والعراق يدشّن مرحلة جديدة شرق المتوسط
لم تفلح الهجمات الأميركيّة المتكرّرة بالطائرات المسيّرة في عرقلة إعادة الحياة إلى معبر البوكمال ـ القائم بين سورية والعراق، حيث أعيد افتتاحه أمس، بعد خمس سنوات على إغلاقه.
افتتاح المعبر تمّ بمشاركة حشد شعبي ورسمي على الجهة السورية من المعبر، مشيراً إلى أن وزير الداخلية السوري محمد رحمون ومحافظ دير الزور عبد المجيد الكواكبي قاما بجولة تفقديّة في معبر القائم العراقي اطلعا خلالها على التجهيزات الفنية واللوجستية والأمنية في المعبر واطلعا كذلك على آليات العمل.
وأكد اللواء ناجي النمير مدير إدارة الهجرة والجوازات في سورية أن افتتاح معبر القائم البوكمال تم بمباركة من الدولتين السورية والعراقية وبعد استكمال جميع الإجراءات اللوجستية على الأرض.
وأوضح اللواء النمير أنه تم اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لضمان تدفق العمل في حركة المعبر، مشيراً إلى أن افتتاح المعبر سيحقق ضبطاً للحدود وسينعكس إيجاباً على عمليات تنقل الأشخاص وتبادل البضائع بين سورية والعراق، وهو العرف المتّبع بين الدول بخصوص المعابر التي تنظم هذه الآلية بشكل مشروع.
ويُعدّ افتتاح المعبر الحدودي بين سورية والعراق نقطة فاصلة في المجريات الإرهابية على البلدين، إذ إن الأهداف الأساسية الغربية لطالما ركزت على الفصل الجغرافي التام بينهما في سياق قطع أواصر طريق الحرير والتأسيس لخطط الشرق الأوسط الكبير الأميركية، وهو ما كان مقدراً لـ دولة الخلافة الداعشية أن تقوم به لولا أن تمّ سحق التنظيم من قبل جيشي البلدين وحلفائهما.
ومنذ الاحتلال الفرنسي لسورية، والبريطاني للعراق، بقيت المعابر السورية العراقية مغلقة في معظم الأحيان، وذلك بسبب التباعد السياسي الذي واظبت الدول الاستعمارية على تغذيته بين البلدين، لضمان استمرار هيمنتها على طرق التجارة البحرية بين غرب آسيا وعمق القارة من جهة، وبين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا من جهة أخرى حيث الجغرافية السورية والعراقية بوابة أساسية تربط الخليج العربي بالبحر المتوسط.
وبيّن اللواء النمير أن افتتاح المعبر يأتي بعد إتمام التوافق بين البلدين وانتهاء تأهيل البنى التحتية، التي كانت سبب التأخير الفعلي بالافتتاح نتيجة تعرّض المعبر من الجهتين العراقية والسورية للتخريب من قبل المجموعات والميليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن التوافق على افتتاح المعبر يعود للعام 2018 عندما زار وزير الداخلية السابق السوري، وكانت سورية بأتمّ الجاهزية من ناحية القرار لكن انتهاء تأهيل البنية التحتية كان السبب الرئيسي للتأجيلات التي حصلت.
وكانت بغداد قد أعلنت عن افتتاح المعبر مع سورية في وقت سابق بعد موافقة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على ذلك، بالتزامن مع تأكيد رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم محمد بريسم العقابي على جهوزية المنفذ أمام حركة المسافرين وللتبادل التجاري.
وكان التجار العراقيون المشاركون في معرض دمشق الدولي بنسخته 61 هذا العام قد أكدوا في وقت سابق الحاجة الماسّة لافتتاح هذا المعبر البري والذي من شأنه تعزيز حجم المشاركة والتبادل التجاري بين البلدين بما يعود بفائدة اقتصادية جمّة.
يُذكر أنه تم تأجيل افتتاح المعبر لمرات عدة من نهاية آب الفائت إلى السابع من أيلول ليصار إلى تأجيله مجدداً لأسباب لوجستية حسب الاتفاق مع هيئة المنافذ الحدودية العراقية.
وترتبط سورية مع العراق بثلاثة معابر حدودية، أولها البوكمال الذي استعادت الدولة السورية سيطرتها عليه نهاية 2017، إضافة إلى معبري «اليعربية» و«التنف» الواقعان تحت سيطرة القوات الأميركية.
وكان سفير سورية لدى العراق صطام جدعان الدندح أكد خلال لقائه رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية كاظم العقابي في بغداد في وقت سابق من الشهر الحالي إنجاز سورية كل المتطلبات اللوجستية لفتح معبر البوكمال وإعادة الحياة إلى هذا الشريان الاقتصادي والتجاري المهم بين البلدين.
يذكر أن معبر القائم على الحدود العراقية السورية تم تحريره من عصابات تنظيم داعش الإرهابي في تشرين الثاني عام 2017 وتأجلت إعادة افتتاحه مرات عدة بسبب عدم الانتهاء من تأهيله.