في لبنان فساد… ولا فاسدين!
عمر عبد القادر غندور
حتى الآن لم تتبنّ جهة بعينها مسؤولية دعوة الناس للنزول إلى الشارع احتجاجاً على واقع الهريان الذي تعيشه الدولة اللبنانية على المستويين الرسمي والشعبي، بفعل نظام المحاصصة وتبادل المغانم بين زعماء الطوائف والمذاهب !
ما من أحد في لبنان إلا ويتحدث عن الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، حتى الذين في مواقع السلطة يشتمون الفساد ولا يخفون عجزهم عن مكافحته في وزاراتهم ودوائرهم وسائر مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية! ما يعني ان لا فاسدين في لبنان، بدليل انّ الحاكم يشكو من الفساد والمحكوم كذلك، ولم يقدّم أيّ وزير أو نائب أو مسؤول أو مدير عام أو رئيس مصلحة استقالته لعجزه عن الإمساك بفاسد واحد! ما يعني انّ في لبنان فساداً وليس فيه فاسدون.
وعلى الرغم من التظاهرات الخجولة التي شهدها الشارع اللبناني في بيروت وبقية المناطق، والمجهولة تنظيمياً، لم ترق إلى مستوى الوجع والخطر والألم الذي يهدّد اللبنانيين جميعاً، ما يدلّ على انّ هذا الوجع والخطر والألم أقلّ شأناً من تخندق اللبنانيين في طوائفهم ومذاهبهم!
لو كان اللبنانيون جدّيون في إنقاذ وطنهم لما تسمّروا أمام شاشات التلفزيون يتابعون تحركات واحد بالمئة من مجموع اللبنانيين نزلوا الى الشارع! واكتفوا بشتم ولعن الفساد ورعاته وهم في منازلهم!
المعالجة الناجعة يجب أن تبدأ من أنفسنا، والله تعالى يقول «إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ 11 الرعد»
اما الخندقة وراء الدين والمذهب والطائفة فلا تبني وطناً، وما حالة لبنان في الوقت الحاضر الا نتيجة لهذه الخندقة، وقد سمعنا بالأمس بعض «تباشيرها».
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي