بوصعب: سنقفل أي طريق قد يحصل عليها تهريب والتواصل مع سورية ضروريّ

أكد وزير الدفاع الياس بوصعب أن القرار بوقف التهريب اتخذ، معلناً «أننا سنقفل أي طريق قد يحصل عليها تهريب يضرّ بالمزارع والاقتصاد اللبناني». وشدّد على ضرورة التواصل مع سورية في هذا المجال.

وقال بوصعب، إثر تفقده عدداً من المواقع الحدودية الشمالية مع سورية، ضمن جولة عكارية «نحن اليوم عند آخر نقطة على الحدود الشمالية مع سورية وإثر الحديث عن لائحة المعابر غير الشرعية، الكل يعلم أن اجتماعات عقدت مع قيادة الجيش بناء على قرار من مجلس الوزراء وبناء على قرار المجلس الأعلى للدفاع، وآخر اجتماع كان في السراي الحكومي مع قادة الأجهزة الأمنية كافة، حيث اتضح أن القائمة التي تحدّثت عن 150 معبراً غير شرعي، لا تتعدّى الـ10 معابر والتي قد يكون عليها بعض التهريب. وقبل الحضور إلى هنا استمعنا من قائد فوج الحدود البرّي الأول في الشمال العميد حداد إلى شرح مطوّل، وزرنا غرفة العمليات في قيادة الفوج واطلعنا على الخطة الموضوعة بتوجيهات من قيادة الجيش، واطلعنا على كيفية تطبيق هذه الخطة على أرض الواقع».

أضاف «التطور حاصل في خطة العمل المنفذة من قبل فوج الحدود البريّ، لم يعد هناك من معابر غير شرعية بإمكان الشاحنات او البيكابات أو السيارات العبور منها، وكنا قد زرنا معبر الحاج عيسى ونحن الآن على معبر حرفوش العلي، حيث تمّ تفكيك الجسر فوق النهر وبات المعبر مقفلاً تماماً وبالإمكان التأكيد أن منطقة حوض النهر الكبير ووادي خالد باتت تحت سيطرة فوج الحدود البري الأول. قد تحصل بعض عمليات تهريب المواشي على نطاق ضيق جداً وثمّة صعوبة. وما يطمئننا جميعاً هذا الجهد الكبير الذي لمسناه لدى فوج الحدود، قيادةً وضباطاً ورتباء وأفراداً من جدية ومتابعة، وكذلك الأفواج الأخرى في مناطق أخرى».

ولفت بوصعب الى أن «العمل في منطقة سهل البقاع أصعب وبخاصة في الهرمل – القصر، لأن القرى متداخلة وما من نهر فاصل وهناك جهد يبذل من قبل فوج الحدود البري الثاني. وكنتُ قد زرتُ منطقة القصر وطلبت بموجب كتاب خطّي لقيادة الجيش بإقفال المعابر الـ12 التي يجري الحديث عنها، والجيش يتابع المهمة وسيقفل المعابر تباعاً».

وأكد «أننا سنقفل أي طريق قد يحصل عليها تهريب يضرّ بالمزارع والاقتصاد اللبناني».

ورداً على سؤال، قال «صفر تهريب أمر مستحيل بلوغه في اي دولة في العالم، لكن الجيش حاسم في تنفيذ إجراءاته وسيتم منع التهريب، ثمة صعوبات في بعض المناطق نتيجة جغرافية المنطقة كما هي الحال في البقاع، الجيش السوري ينتشر على الضفة المقابلة من الحدود والجيش اللبناني ينتشر على طول الحدود اللبنانية المقابلة، في هذا الموضوع لا يجوز ألاّ يحصل تنسيق بين الجيشين».

وأضاف «قد يقول البعض إنني أطالب بالتنسيق بين الجيشين، وأنا أقول منذ متى ليس هنالك تنسيق بين الجيشين؟ هناك غرفة عمليات مشتركة يتواصلون مع بعضهم بعضاً، هذا أمر موجود. بالتالي، إذا أردنا أن نصل إلى نتيجة أفضل، علينا أن نصل لأبعد من ذلك، إلى موضوع له علاقة بترسيم الحدود، أو أن نجد حلاً لأزمة تداخل القرى الحدودية مع بعضها. فكيف بامكاننا إيجاد حل كهذا بدون الحديث مع الجيش السوري؟ ومن عنده حل آخر فليتفضّل ومَن يريد حل مشكلة حدودية مع سورية بدون الحديث مع الجيش السوري فليعطنا اقتراحاته للدرس. وبكل الأحوال أنا لا أستطيع أن أجري أي تواصل إذا لم يكن هناك قرار من الحكومة اللبنانية».

واستقبل عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب محمد سليمان وزير الدفاع في منطقة وادي خالد عند نقطة الأمن العام – البقيعة، بعد جولة له على المعابر الحدودية، وقد شارك بالاستقبال النائب السابق جمال اسماعيل وفاعليات.

وكان بوصعب استهلّ جولته العكارية بزيارة ثكنة الشهيد سيمون شاهين، موقع قيادة فوج الحدود البرية الأول والقوة الأمنية المشتركة في بلدة شدرا، وكان في استقباله قائد الفوج العميد جوي حداد وضبّاط الفوج.

وعُقد لقاء مع ضباط قيادة الموقع، تخلّله عرض عن الفوج والمهمات المنوطة به، قدّمه العميد حداد الذي شرح آليات العمل وجغرافية المنطقة الحدودية ومهمات حفظ الأمن ومنع التهريب وسدّ الثغرات في هذه المنطقة الحدودية التي تمتدّ على مسافة 110 كيلومترات من العريضة وحتى الرويمة في بيت جعفر مروراً بمناطق وادي خالد وأكروم والصعوبات وما تم إنجازه حتى اليوم.

وأوضح أن «هناك 10 أبراج بعضها مجهّز تجهيزاً كاملاً ومرتبط إلكترونياً بقيادة الجيش، وهناك برجان في تلحميرة وخربة الرمان قيد الإعداد والتجـــهيز. وبين هذه الأبراج هناك نقاط مراقبة ثابتة بالإضـــافة إلى حـــواجز ثابـــتة ودوريات مجهّزة بكاميرات تنقل الصـــور مباشـــرة من على الطرقات الرئيسية والفرعية لأبراج المراقبة، وهناك تشدد كبير في منع التهريب».

ودشّن بو صعب ساحة الجيش، في بلدة رحبة في عكار، وذلك بدعوة من رئيس بلديتها رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، باحتفال أقامته البلدية، بحضور رسمي وشعبي.

وقال بوصعب في كلمة له «خلال جولة على الحدود، أدركت أن الجيش يقوم بأكثر مما هو مطلوب منه، مطلوب منه مكافحة التهريب وإغلاق الحدود، ويجب أن نعطي الجيش اللبناني حقه».

وتابع «نواب عكار يطالبون بحقوق المحافظة، وأنا أضمّ صوتي إلى صوت النواب للمطالبة بحقوق عكار، لأنني اطلعت اليوم على حرمان بعض المناطق».

وتطرّق إلى الوضع الاقتصادي والأزمة، التي يشهدها لبنان، وقال «نمرّ بظرف صعب، ولكن الإشاعات تلعب دوراً كبيراً، ودور فخامة الرئيس العماد ميشال عون كبير جداً، وكل الإشاعات التي تضخ في الإعلام غير صحيحة».

وختم موجهاً التحية «لأهالي الشهداء الموجودين بيننا، وأهالي وعائلات الجرحى»، ثم تمّ تكريم أهالي الشهداء والجرحى بتسليمهم دروعاً تقديرية.

وزار بوصعب، مطـــران عكـــار وتوابعـــها للروم الأرثوذكس الميتروبوليـــت باسيليوس منصور، في دار المطرانية ببلدة الشـــيخ طابا. رحّب منصور ببوصعب وقال «في كل مرة يزورنا وزير الدفاع نشعر أن البلد بألف خير، لأننا من دون الجيش اللبنــــاني نبقـــى كحبـــات الرمل على الشاطئ، مجموعين لكن مفرفطين، فالجيش هو الرابط لهذا البلد وضامن سلمه وأمنه وأمانه».

ورد بو صعب شاكراً للمطران منصور عاطفته وحفاوته وقال له «أنت راعٍ حقيقي لهذه المنطقة العزيزة بكل أبنائها، حافظتم على العيش المشترك وعلى خصوصية عكار، وهذا أمر بحاجة لرجال وطنيين وكبار نعوّل عليهم للمحافظة على هذا النموذج في عكار وفي كل لبنان، وأنتم خير مَن يقومون بهذا الدور».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى