مصر بوابة موسكو الاقتصادية إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط

لطالما شكلت مصر بالنسبة لروسيا منطقةً متميزة من شأنها أن تعزز مكانة موسكو على الخريطة الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى أنها سوق محلية ضخمة تتوفر فيها جملة من المزايا التي تجعل روسيا تعمل على تحقيق مصالحها في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم.

اختارت روسيا مصر لإقامة معرض الأسبوع الصناعي الكبير بسبب نمو التبادل التجاري بين موسكو والقاهرة، بحسب ما أعلنت مديرة المعرض الدولي الروسي الصناعي والتكنولوجي «إنوبروم» المقام بالقاهرة، خاصة وأن مصر تعتبر مركزاً أساسياً لتصدير التقنيات من سائر أنحاء العالم إلى أفريقيا. مع الاشارة الى ان عدد الشركات الروسية المهتمة بالاستثمار في مصر ارتفع بشكل كبير هذا العام، إذ كانت حوالي 15 فقط في العام 2018، بينما تجاوز عددها حالياً 250 شركة، معظمها استثمارات تركز على قطاعي النفط والغاز.

وفيما تعتبر مصر اليوم أرضاً خصبة لـ»البزنس»، يعقد وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف اليوم وغداً في القاهرة مفاوضات مع المسؤولين المصريين تطال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

ويترأس الوزير الروسي ونظيره المصري، عمرو نصار، أعمال الدورة الثانية عشرة للجنة المصرية – الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي، وذلك لمناقشة سبل تنمية وتعزيز أواصر التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والاستثمار والطاقة والنقل والسياحة وغيرها من المجالات محل الاهتمام المشترك.

كما سيفتتح الوزيران فعاليات المعرض والمنتدى الصناعي والتكنولوجي الدولي «الأسبوع الصناعي الكبير»، الذي يعقد خلال الفترة من اليوم حتى يوم الخميس وتنظمه مجموعة «فورميكا» الروسية على مساحة 5 آلاف متر مربع بمركز مصر للمعارض الدولية وبمشاركة أكثر من 110 من الشركات الصناعية الكبرى والصغيرة والمتوسطة. وستشمل الشركات المشاركة في الحدث 7 دول، وهي روسـيا ومصر وألمانيا وفرنسا والصين والهند وبيلاروس بيلاروسيا ، حيث ستعرض أحدث المنتجات والابتكارات الصناعية في مجالات صناعة الآلات والمعدات والتقنيات الزراعية.

ويعتبر المنتدى بوابة للشركات الروسية والدولية لدخول أسواق شمال ووسط أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تُعدّ بلدان هذه المنطقة المستورد الرئيسي للآلات والسلع الصناعية والمواد الغذائية.

من المخطّط توقيع بعض الوثائق بين المؤسسات والشركات الروسية والمصرية، بما في ذلك مع إحدى أكبر المؤسسات المشاركة في المعرض، وهي الهيئة العربية للتصنيع، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع مركز تحديث الصناعة لدى وزارة التجارة والصناعة المصرية. كذلك ستعقد خلال زيارة الوزير الروسي إلى مصر مفاوضات جديدة بشأن إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي، الذي يضمّ روسيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وأرمينيا.

وتجدر الإشارة الى أنه خلال آب سنة 2014، تمّ التوصل، في سوتشي، إلى اتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي لإنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس. ووفقاً لمذكرة تفاهم تمّ توقيعها في شباط سنة 2016، بين روسيا ومصر، ستضمّ المنطقة الصناعية شركات لإنتاج الصناعات الثقيلة وصناعة السيارات والبتروكيماويات والطاقة والدواء ومواد البناء. كما تنص المذكرة على إنشاء ميناء في المنطقة في المستقبل. ومن بين الشركات التي من المحتمل أن تتمركز في المنطقة الصناعية الروسية في مصر، مجموعة «غاز غروب»، «وكاماز»، «وأواز»، «وغازبروم نفط»، «وتانت نفط»، «وإنترو راو». ووفقاً لتوقعات وزارة الصناعة والتجارة الروسية، ستتمكن الشركات الروسية في المنطقة الصناعية من إنتاج ما تقدر قيمته بحوالي 3,6 مليار دولار سنوياً، بحلول سنة 2026. وبموجب هذا الاتفاق ستحصل الشركات الروسية على العديد من الامتيازات من الدولة المصرية، على غرار التعريفات التفضيلية لموارد الطاقة والنظام الضريبي التفضيلي الخاص، بالإضافة إلى الموقع المعد مسبقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى