الريزن… يدخل مجالات الفنّ والتزيين والتجريد تصميم اللوحات بمزج الألوان وفرادة في التشكيل وازدياد الطلب عليها في لبنان
رنا محمد صادق
التشكيل له خصائص وميزات، كما له أنواع عامة وخاصة، وينقسم التشكيل بين المدرسة الرمزية والتجريدية، وكلّ من فيه يسبح في فلكه الخاص.
التشكيل في النوع، لا يعني التغيير بل هو أبسط من ذلك، في توجيه معين أو استخدام معين، لذا سنسلّط الضوء على نوع جديد من التشكيل يعتمد كثيراً في الآونة الأخيرة، ويزداد القبول عليه، وهو تقنية الريزن والإيبوكسي في التشكيل على اللوحات والقوالب.
لم يعد الإيبوكسي مجرّد مادة عازلة أو لاحقة كما كان في السابق إنما صارت عالماً كبيراً لاستخدامات وتطبيقات متعددة ومختلفة في مجالات كثيرة. ومن بين هذه المجالات بالطبع مجال الأعمال اليدوية والفنون التشكيلية. جرى في الآونة الأخيرة تطويع مادة الإيبوكسي لاستخدامها فنياً في صناعة الاكسسوارات والحلى والتحف واللوحات الفنية وقطع الأثاث.
الشرح في تفاصيل هذه المادة متسع ومتشعّب، فبعد أن أقامت رئيسة جمعية «تكوين« مايا فارس بورشات عمل بالريزن في مشغلها، وبعد أن لاقت هذه الورشات صدى واسعاً في لبنان، كان لا بدّ من تسليط الضوء على هذا الإنتاج الفنّي الجديد ومعرفة كيفية استخدامه.
«البناء» التقت رئيسة جمعية «تكوين« مايا فارس التي حدثتنا عن ورش العمل التي تقوم بها في مشغلها بالاستعانة بفنانين متخصصين في مجالات فنية عديدة، كالخطّ العربي واللاتيني والرسم على الزجاج أو الفخّار والريزن.
وتقول: منذ عام تقريباً افتتحت مشغلي الخاص بتعليم الرسم للكبار والصغار، وسعيت خلاله إلى عدم التوجّه بنوع فنيّ واحد، بل إلى تقديم أكبر عدد ممكن من الإنتاجات الفنية العصرية والتي يمكن أن تستفيد منها كلّ سيدة. أستعين دائماً بأساتذة مختصين في مجالات فنية، كالخطّاط غسان إسماعيل، ثم أقمت دورة موضة متخصصة. كما كانت هناك حصة لا بأس بها لرسم البورتريه مع الرسّام جورج منسّى وهكذا، إلى أن وصلنا إلى دورة صبّ الريزن على الخشب والزجاج مع الفنان هيثم الحسن.
وحول المشاريع المقبلة للجمعية تقول فارس: نعمل بجدّ دائماً إلى تقديم فنّ يناسب المجتمع، ويتناسب مع المرأة اللبنانية، كما يعطي روحاً من الإيجابية في صنع فنّ يشبهنا ويساعدنا على الإطلاع على أنواع جديدة لا البقاء في داخل العلبة. لدينا دورة قريباً في التخطيط اللاتيني.
تجدر الإشارة، أن مايا فارس هي فنانة تشكيلية، تترأس جمعية «تكوين«، شاركت في العديد من المعارض الجماعية في بيروت والخارج. كما ستشارك خلال هذا الشهر في معرض عالمي في فلورنس.
وللولوج أكثر في تفاصيل الريزن كان لنا حديث مع الفنان هيثم الحسن الذي قال: هذا النوع من التشكيل تجريدي ازداد الطلب عليه في الخارج خصيصاً في التقديم. في لبنان لم يظهر هذا المجال كثيراً لذلك اتجهت إلى العمل عليه بطرق كثيرة في التنفيذ.
ويضيف الحسن: مادة الإيبوكسي مادة شديدة الالتصاق، لا يمكن التحكّم بها، لذلك هي استنسابية لا مفتعلة. هذه المادة طريقة العمل بها مرنة وسلسة. نتائج هذا العمل على اللوحات تحكي إشكالأً في التعبير وتتحدث عن نفسها. في السابق كان العمل بهذه المادة على صعيد عملي فقط في صناعة المراكب مثلاً، والأرضية… أمّا اليوم بات الاتجاه عليها في المجالات الفنية والتزيين.
وعن الفرق بين مادة الإيبوكسي والريزن قال: لا فرق بينهما. فالايبوكسي مصطلح مركّب مكون من مادتين الأولى A وهي المصلب والثانية B وهي الريزن. وعند خلطهما معاً بنسب معينة محددة ينتج لنا مركب جديد بعد أن يكون تحوّل من الصورة السائلة إلى الصورة الصلبة.
ويتابع: خلط اللون في هذا النوع من التشكيل هو الأساس، تحتاج الألوان لحريتها للتعبير عن نفسها دون التدخل، وما يميز هذا النوع عن الفنون الأخرى هو مزج المواد السائلة بالألوان تعكس روح الذي صنعها.
لا تتجرّد اللوحة بالريزن من الأحاسيس بل هي عالم فنّي إبداعي جديد تسمح بالتنفيس والعيش في خيالاتها الخاصة، ومنه تنتقل من فسحة إلى أخرى.
الفنان السوري هيثم الحسن درس التربية الحديثة، يعمل في مجال اللوحات بالريزن والآواني وغيرها، كما يشارك في معارض جماعية عدة في لبنان، ويقوم بإعطاء دورات في مشغل مايا فارس للرسم.