تفنيد تفاصيل استهداف الناقلة الإيرانية وخبراء يرجّحون احتمال عمل إرهابي!
فنّد موقع متخصّص في تتبع ناقلات النفط حول العالم، الرواية الإيرانية التي أكدت استهداف إحدى ناقلاتها النفطية في البحر الأحمر.
وقال موقع « تانكر تراكر»، إنه بـ»الاستناد إلى كل المعلومات التي تم جمعها، ومنها صور التقطتها وكالة ناسا الفضائية، فإنه لم تتم مشاهدة أي دخان أو حريق أو تسرّب نفطي، أو حتى عملية إنقاذ للناقلة، بل على العكس كانت الناقلة الإيرانية تسير بسرعة طبيعية». وذكر الموقع أن «عناوين الأخبار أعطت سعر النفط دفعة صغيرة».
فيما نفت شركة ناقلات النفط الإيرانية تقارير إعلامية نقلت عنها، أن «صاروخين من السعودية أصابا ناقلة النفط الإيرانية قبالة سواحل مدينة جدة في البحر الأحمر».
يأتي ذلك، بعدما نقلت وسائل إعلام، عن رئيس العلاقات العامة في شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية أن «الصاروخين اللذين أصابا ناقلة النفط في البحر الأحمر، فجر أمس، يحتمل أنهما أطلقا من السعودية».
وقالت التقارير بأن «ناقلة النفط سيباتي، التي تم استهدافها قبالة سواحل السعودية، بدأت تتحرك في اتجاه مياه الخليج ببطء»، مؤكدة أنه «حتى الآن لم يتم تحديد مصدر استهدافها».
وذكرت الشركة، في بيان أمس، أنه «لا يزال مصدر الهجوم على ناقلة الإيرانية مجهولاً والأضرار تقتصر على هيكلها حيث تضررت على مسافة مترين في هيكلها وبعض مخازنها».
وأضافت الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات النفط: «لحسن الحظ لم تشتعل النيران في ناقلة النفط التي استهدفت وجميع أفراد طاقمها سالمون وبفضل طاقم الناقلة تتحرك الآن في اتجاه المياه الخليجية، ويقوم الطاقم بإرسال وضعية كل دقيقة إلى مركز الطوارئ في إدارة الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات النفط».
فيما رجحت وزارة النفط الإيرانية، في وقت سابق أمس، «إصابة ناقلة النفط بهجوم صاروخي على بعد 60 ميلاً من ميناء جدة السعودي».
وأفادت العلاقات العامة بشركة ناقلات النفط الوطنية في بيان، أمس: «يرجح أن يكون سبب الانفجار الذي وقع في ناقلة النفط هجوم بصاروخين عليها، عند الساعة 5 صباحاً و5.20 على بعد 60 ميلاً من ميناء جدة السعودية ما أدى إلى وقوع الانفجار».
وأضاف البيان: «تعرّض خزانان من الخزانات الرئيسية بالناقلة للإصابة وتسرب النفط منهما لمياه البحر الأحمر».
وتابعت شركة ناقلات النفط الوطنية: «جميع أفراد طاقم الناقلة سالمون ولم يصب أحد منهم، والوضع على متن الناقلة يتجه إلى الاستقرار وتمت السيطرة عليه، ويقوم أفراد طاقم الناقلة بالسيطرة على جسم الناقلة الذي تعرض للانفجار وبدأ النفط يتسرب منه».
كما ذكرت أن «الخبراء الفنيين الموجودين على متن السفينة يحققون حالياً في أسباب وقوع الانفجار»، وتوقعوا أن «يكون الحادث بفعل عمل إرهابي».
وتعرّض ناقلة النفط الإيرانية «sabiti» لانفجار قرب ميناء جدة السعودي أمس، أسفر عن اندلاع حريق على متنها، فيما لم يستبعد الخبراء أن يكون الانفجار ناجماً عن عمل إرهابي.
بدورها، حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية المتورطين بـ»المغامرة الخطيرة»، والهجوم على الناقلة النفطية في البحر الأحمر، المسؤولية عن هذا التصرف، بما في ذلك التلوث البيئي الشديد الناشئ عنها في المنطقة.
وقال عباس الموسوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في بيان، أمس: «الجهات الضالعة في الهجوم الخطير على ناقلتنا النفطية في البحر الأحمر تتحمل كامل المسؤولية عنه ومن بينها الأضرار البيئية بالمنطقة».
وأكد أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن ناقلة النفط الإيرانية تعرضت للهجوم من مكان قريب لممر العبور في شرق البحر الأحمر مرتين خلال نصف ساعة».
وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان أن «أفراد ناقلة النفط بحالة جيدة وهي مازالت في البحر الأحمر في منطقة الهجوم».
وأوضح الموسوي أنه «جارٍ البحث عن تفاصيل الهجوم لمعرفة من يقف خلف هذا الهجوم وسيتم الإعلان عن التفاصيل بعد الوصول إلى نتائج نهائية في التحقيق».
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن الانفجار أدى إلى «تلف اثنين من صهاريج النفط الرئيسية في الناقلة، وأن ذلك تسبب بتسرب نفطي في البحر الأحمر، ولم تسجل أي إصابات بين أفراد الطاقم».
خبراء يعلّقون على الحادث
قال الخبير في الشؤون الإيرانية والإقليمية، حكم أمهز، إن «الناقلة الإيرانية، التي تعرّضت لهجوم أمس، كانت على بعد نحو 60 ميلاً من ميناء جدة السعودي في البحر الأحمر».
وذكر أمهز، في تصريحات لراديو «سبوتنيك»، أن الحادث تسبب في إصابة خزانين من الوقود وجرى تسرب للنفط ولكن استطاعت الفرق الهندسية السيطرة على هذا التسرب.
وتابع «عندما يحدث هذا النوع من الحوادث يجب أن تقدم الدول القريبة المساعدة لأن التسرب ربما يحدث تلوثاً في المياه الإقليمية مما يؤثر على نشاط الدول المجاورة».
وأضاف «الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى الآن لم توجه أصابع الاتهام إلى أية جهة بعينها ولكن من المرجّح أن هناك عمل إرهابي ويمكن أن تكون هناك أكثر من جهة مشتركة في هذا العمل الإرهابي، باعتبار أن هذه المنطقة يتواجد بها أكثر من طرف كالسعودي والأردني والإسرائيلي».
وتابع «التحقيقات جارية الآن من الفريق الموجود على الناقلة ومن قبل فرق التحقيق في إيران كما أن هناك اجتماعات من قبل وزير النفط الإيراني مع الخبراء والمختصين لمتابعة هذا الحدث».
من جهته، قال العميد علي التواتي، الخبير العسكري والاستراتيجي، قال «إن 100 كيلو متر بعيداً عن جدة يعني أن الحادث وقع في المياه الدولية وليس في المياه الوطنية للمملكة».
وأضاف أن «هناك في هذه المنطقة أطرافاً كثيرة من الممكن أن تكون ضالعة في الحادث، فهناك على بعد ليس بالكثير إريتريا وبها قواعد عسكرية إسرائيلية وإيرانية وأميركية».
وأشار إلى ما قاله المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي من أنه لا يمتلك معلومات عن هذا الحادث الذي وقع قريباً منه مما يجعل من الصعب التكهن بمن قام بهذا الحادث.
كما ذكر أن تأثير هذا الحادث على تجارة النفط لن يكون قوياً إذ إن حجم ما يمر من هذه المنطقة قليل جداً بالمقارنة بمضيق هرمز وقناة السويس.
ردود فعل تدعو إلى التحقق
أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، أن «موسكو تعتبر من السابق لأوانه الحديث عن تورط أي طرف في الانفجار الذي وقع بالناقلة الإيرانية في البحر الأحمر وطهران تحقق في أسباب الحادث».
وقال كابولوف: «التحقيق جارٍ، وليس لدينا أي حقائق وأدلة لنقول من هو المتورط».
فيما أعلنت الصين بعد شيوع أنباء عن انفجار وقع أمس، في ناقلة نفط إيرانية قبالة جدة، أنها «تأمل أن تتعاون الأطراف المعنية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة».
وجاء هذا التعليق على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة صحافية يومية في بكين.