قيس سعيّد: سأحمل الأمانة.. والاحتفالات تعمّ تونس والهتافات لفلسطين
عمت الاحتفالات تونس، إثر إعلان استطلاعات الرأي فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد برئاسة البلاد بفارق كبير عن منافسه رجل الإعلام نبيل القروي. وفي أول تصريح صحافي له إثر اعلان نتائج الاستطلاعات، شكر سعيّد الشباب الذي «فتح صفحة جديدة في التاريخ».
وميّزت المشهد زغاريد وألعاب نارية وهتافات في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل أول أمس، إثر إعلان استطلاعات الرأي فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد برئاسة البلاد بفارق كبير عن منافسه رجل الإعلام نبيل القروي.
وما إن ظهرت نتائج الاستطلاعات على شاشات التلفزيون حتى غصّت جادة الحبيب بورقيبة بأنصار سعيّد، خصوصاً الشباب الذين توافدوا وهم يرددون النشيد الوطني التونسي وشعارات ثورة تونس.
وهتفت مجموعة من الشباب «تحيا تونس» و»الشعب يريد قيس سعيّد»، وهم يطلقون الألعاب النارية ويضربون الطبول.
كما احتفل الناشطون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء أول أمس، بفوز المرشح قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة، وبالمثال الديمقراطي الذي برهنت عليه تونس كنموذج عربيّ واعد.
هو رجل الصرامة و»النظافة» في نظر فئة واسعة من التونسيين، كما في نظر الناشطين العرب الذين احتفلوا بعد فوزه بكونه مستقلاً، «ابن الطبقة الوسطى، المتحدث الطليق بالعربيّة الفصحى والمدافع الشرس عن القضيّة الفلسطينيّة».
ولفت نظر الناشطين بشدة التمويل البسيط للحملة الانتخابية لسعيّد، وتبنيه نهجاً تقشفياً في إدارة حملته الانتخابية، واعتماده على المتطوّعين من مؤيديه، ورفضه الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة للمرشحين.
كما تشَدُّد سعيّد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتمنيه في أوّل كلمته له بعد فوزه أن يرفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التونسي خلال احتفالات أنصاره، موقفين شهدا ترحيباً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهتف التونسيون المحتفلون بفوز قيس سعيّد في شوارع العاصمة التونسية «الشعب يريد تحرير فلسطين» و»فلسطين حرة حرة الصهيوني على برا»، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية.
الناشطون اعتبروا أنّ سعيّد يقدم نموذجاً للرئيس العربي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل قاطع، في وقت تتجه العديد من الدول العربية إلى التطبيع دون الاكتراث بمواقف شعوبها الرافضة.
وشكر الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الشعب التونسي على دعمه الدائم لقضيتهم المحقة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موجهين تقديرهم ودعمهم المطلق للتونسيين في مسارهم الديمقراطيّ.
كما بارك الناشطون العرب لتونس بانتخاباتها الديمقراطية وبفوز المرشح المستقل قيس سعيّد الذي اتخذ من عبارة «الشعب يريد» شعاراً لحملته، متمنين تطبيق الديمقراطية نفسها في بلادهم، بإجراء انتخابات نزيهة وفوز مستقلين بعيدين عن الأحزاب المتحكمة في السلطة.
وفاز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد 61 عاماً المتخرّج من الجامعة التونسية، والذي يسكن منزلاً في منطقة اجتماعية متوسطة ولم يتجاوز مقر حملته الانتخابية مكتباً متواضعاً وسط العاصمة، بنسبة 76.9 من الأصوات، بحسب نتائج سبر الآراء.
ومباشرة شكر سعيّد الشباب الذي «فتح صفحة جديدة في التاريخ»، في أول تصريح صحافي له إثر إعلان نتائج الاستطلاعات.
وقال سعيّد في مؤتمر صحافي بفندق مطل على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة «أشكر الشباب الذي فتح صفحة جديدة في التاريخ».
وتابع بصوته الجهوري «سأحمل الأمانة…الشعب يريد»، وهو الشعار الذي رفعه التونسيون خلال الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في العام 2011.
وأكد سعيّد الذي يملك خبرة سياسية «احترم كل من اختار بكل حرية … انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ».
وتابع «قدّمتم درساً للعالم وأبهرتم العالم، أشكركم من أعماق الأعماق»، مضيفاً «نحن في حاجة الى تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين».
وأعلن سعيّد أن القضية الفلسطينية ستكون ضمن أولوياته في الخارج، مبيناً «سنعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية».
كما قال سعيّد في تصريحات صحافية «أبناء الوطن.. إنكم اليوم تختارون بكل حرية بل إنكم صنعتم مفهوماً جديداً للثورة». وتابع «احتكموا فقط الى ضمائركم، حينها ستعود السيادة اليكم».
ويدعو قيس سعيّد الى دعم السلطة اللامركزية وتوزيعها على المناطق ويرفع لواء «الشعب يريد» ويتبنّى شعارات الثورة التونسية في 2011 «شغل حرية كرامة وطنية».
وأفرزت الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الفائت برلماناً بكتل مشتتة. وتلوح في الأفق بوادر مشاورات طويلة من أجل تحالفات سياسية لأن حزب النهضة الذي حل في الصدارة بـ 52 مقعداً لا يستطيع تشكيل حكومة تتطلب مصادقة 109 نواب.
وأعلن رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي الأحد بدء حزبه بمشاورات لتشكيل الحكومة وقال للصحافيين اثر تصويته «بدأنا مشاورات مع كل الأحزاب الناجحة».
فيما يقول المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي إن «الرئيس الجديد سيواجه صعوبات مع الحكومة والبرلمان». ويتابع «إذا تمكن سعيّد من الفوز فستصعب عليه عملية إقناع البرلمان بالإصلاحات الدستورية التي يدعو اليها».
ويضيف «يجب أن يتفهم الرئيس المقبل طبيعة المرحلة ويقيم توازناً مع من سيشكل الحكومة»، مشيراً إلى أن للقروي «علاقات متوترة مع كتل برلمانية عديدة بما فيها النهضة».
ودعت «النهضة» قواعدها الى التصويت لسعيّد بعد أن أعلن القروي رفضه كل تحالف وتوافق معها مستقبلاً واتهمها بالوقوف وراء سجنه.