رئيس «القومي» فارس سعد: نحن في حالة حرب بمواجهة العدوان التركي الغاشم وندعو كلّ القوى الحزبية والشعبية في أمتنا إلى الانخراط في هذه المواجهة المصيرية

طالب لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية الأمم المتحدة بإصدار قرار يدين العدوان التركي على سورية، وتوجهوا إلى الجامعة العربية بضرورة استعادة سورية لموقعها الطبيعي داخل الجامعة بأسرع وقت ممكن.

وكان اللقاء نظّم زيارة تضامنية إلى مقر السفارة السورية في لبنان، استنكاراً للعدوان التركي على الأراضي السورية، وكان في استقبال اللقاء السفير علي عبد الكريم علي وأركان السفارة.

وحضر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، الوزير محمود قماطي، النائب هاني قبيسي، الأمين القطري لحزب البعث في لبنان نعمان شلق، منسق جبهة العمل الإسلامي الشيخ زهير جعيد، أمين عام حركة النضال النائب السابق فيصل الداود، منسق لقاء الأحزاب النائب السابق كريم الراسي، الوزير السابق بشارة مرهج وأعضاء لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية.

رئيس «القومي»

وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد في كلمة ألقاها على أنّ «لتركيا تاريخاً حافلاً في قتل شعبنا واحتلال أرضنا، ولن نتخلّى عن أيّ شبر محتلّ ومُستَلب من أرضنا»، لافتاً إلى أنّ «توصيف «الرجل المريض»، لم يعد حكراً على تركيا، بل ينطبق أيضاً على رئيسها رجب طيب أردوغان، هذا الجزّار الّذي تتحكّم به غريزة الإرهاب، وهو صاحب الدور الأكبر في سفك دماء السوريين، وهو من احتضن المجموعات الإرهابية».

وقال سعد «نحن هنا، لا لنوصل رسالة تضامن وتكافل مع سورية في مواجهة العدوان التركي الغاشم وحسب، بل لنؤكد بأننا معنيون بأن نخوض مع سورية معركة الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة. وبأنّ هذا العدوان التركي يرمي إلى احتلال مناطق سورية، على غرار احتلال العدو «الإسرائيلي» لفلسطين والجولان وجنوب لبنان.

الخطر التركي على سورية، ليس خطراً مستجداً، فلتركيا تاريخ حافل في قتل شعبنا واحتلال أرضنا، منذ الدولة العثمانية البائدة إلى يومنا هذا، وتركيا نفسها احتلت بالتواطؤ مع الاستعمار الفرنسي لواء الاسكندرون السوري.. ونحن نؤكد أننا لن نتخلى عن أيّ شبر محتلّ ومستلب من أرضنا.

أضاف سعد: الرجل المريض، أردوغان، هذا الجزار، تتحكم به غريزة الإرهاب ويتوهّم استعادة سطوة الدولة العثمانية المتوحشة بكلّ آثامها وإجرامها، وهو صاحب الدور الأكبر في سفك دماء السوريين منذ بدء الحرب الكونية على سورية، وهو ونظامه من احتضن المجموعات الإرهابية بكلّ مسمّياتها.

وتابع قائلاً: رسالتنا اليوم، أننا في حالة حرب بمواجهة العدوان التركي الغاشم، وندعو كلّ القوى الحزبية والشعبية في أمتنا إلى الانخراط في هذه المواجهة المصيرية.

واشار إلى أنه منذ بدء الحرب على سورية، وتركيا بدعم أميركي و إسرائيلي ومن بعض الأنظمة المتخاذلة، تخطط وتمهّد لاحتلال أراض سورية بعنوان ما يسمّى المنطقة الآمنة ، والدعم الذي قدّمته أميركا للتنظيمات الكردية الانفصالية كان جزءاً من هذا المخطط، حيث تقاطعت وظيفة التنظيمات الكردية الانفصالية، مع وظائف أدوات تركيا داعش و النصرة وكلّ التنظيمات الإرهابية، وهيّأوا جميعاً لهذا العدوان التركي الوحشي.

إنه المخطط ذاته الذي اعتمده العدو الصهيوني تمهيداً لاجتياح لبنان، فقد تمّ التحضير للاجتياح بعد تقديم كلّ أشكال الدعم والتدريب للقوى الإنعزالية بهدف فرض واقع تقسيمي في لبنان، ولتكون هذه القوى جزءاً من عملية الاجتياح الاسرائيلي ، غير أنّ المقاومة بكلّ أحزابها وقواها، وبدعم من سورية استطاعت أن تسقط مشروع تقسيم لبنان وأن تحرّر بيروت والجبل وجنوب لبنان وتدحر الاحتلال دون قيد أو شرط.

وختم: نعم، إنه المخطط ذاته وهو القاسم المشترك بين تركيا و إسرائيل ، كما أنّ الأدوات العميلة والتقسيمية متشابهة، ولذلك، فإنّ الخيار هو مقاومة العدوان، وكما انتصرت المقاومة في لبنان بدعم سورية، فإنّ سورية ستنتصر ومعها كلّ قوى المقاومة. وها هو الجيش السوري وبقرار القيادة السورية بدأ مهامه في الشمال السوري دفاعاً عن سيادة سورية ووحدتها وكرامتها. فتحية الى هذا الجيش البطل المقدام ومعاً سائرون إلى النصر الأكيد.

قماطي

وأدان الوزير قماطي في كلمته الهجوم والعدوان التركي على سورية بشدة، ودعا «أهلنا الأكراد الذين ظلموا وكانت خياراتهم خاطئة في الرهان على أميركا للعودة إلى حضن السيادة السورية، وهم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري» كما دعاهم إلى عدم السماح لأحد باستغلالهم في أية معركة.

ودعا قماطي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار عاجل يفرض على تركيا وقف عدوانها على سورية فوراً، والانسحاب من كامل الأراضي السورية، لأنّ سورية كفيلة بأهلها وشعبها ولا تحتاج لا إلى جيش تركي ولا أيّ جيش آخر».

ودعا قماطي أيضاً جامعة الدولة العربية للعودة إلى عروبتها ، مؤكداً أنّ الطريق إلى ذلك يمرّ عبر الطلب من سورية استعادة مقعدها فيها .

وقال من لبنان المقاوم والوطني ومن هذه الأرض التي حرّر مقاوموها وجيشها وأهلها الوطن من العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري نقف مع سورية ونؤكد علاقتنا المميّزة معها، والتي وثّقت باتفاقات ثنائية، وندعو الشعب اللبناني للوقوف إلى جانب سورية، وندعو الحكومة إلى تنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع هذا البلد، وأن تعود العلاقات مميّزة وأكثر .

وإذ لفت قماطي إلى أنّ لبنان بحاجة إلى هذه العلاقة، طالب بخطوة عملية لأنّ الشعب والاقتصاد يتعلقان بشكل كامل بسورية، ومصيرنا واحد وطريقنا واحد .

قبيسي

بدوره، قال النائب قبيسي في كلمته «جئتُ باسم حركة أمل إلى السفارة السورية لنؤكد أنّ هذه الدولة ما زالت في موقعها الطبيعي قلب العروبة النابض، وأنّ فلسطين ما زالت محتلة والقدس مسبيّة وكنسية القيامة تعرّضت لكلّ ما تعرّضت له على أيدي الصهاينة»، موضحاً أنّ «مواقف سورية المشرّفة جعلتها عرضة لمخططات كثيرة لدعمها المقاومة الفلسطينية وعدم الرضى بتقسيم أو إذلال أية دولة عربية، كما أنها لم تكن يوماً إلاّ إلى جانب الوحدة العربية، لذلك يجب أن نكون إلى جانبها وهي تتعرّض الى اعتداء جديد».

وأوضح أنّ الاعتداء الإرهابي السابق حاول تدمير سورية وثني عزيمتها عن مواجهة إسرائيل . الآن يتجدّد الاعتداء بجيش يدخل شمال سورية، وكلّ جندي غريب على أراضي سورية من دون اتفاق مع الحكومة هو جيش محتلّ، وهذا الاحتلال مرفوض ويخالف كلّ القوانين الدولية ، مشدّداً على أننا لا نرضى أن تعتدي دولة على أخرى، فكيف إذا كانت سورية الداعمة للمقاومة والتي طالما وقفت إلى جانب لبنان».

وأكد أنّ من البديهي أن تكون العلاقات الرسمية بوجود سفارتين، طبيعية لفك الحصار عن لبنان ، لافتاً إلى أنّ علينا أن نوحّد المواقف لندافع عن أنفسنا ، وقال إنّ لبنان وسورية بلد واحد، ونرفض كلّ السياسات الغربية التي نقلت المواجهات في المنطقة إلى واقع متدنٍّ».

بيان لقاء الأحزاب

ولفت اللقاء في بيان الى أنه «تخلّلت الزيارة كلمات لمسؤولي الأحزاب، أكدت جميعها الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة العدوان التركي، داعيةً إلى أوسع تضامن عربي معها. وطالب المتحدثون الأمم المتحدة بإصدار قرار يدين العدوان التركي، وتوجهوا إلى الجامعة العربية بضرورة استعادة سورية لموقعها الطبيعي داخل الجامعة بأسرع وقت ممكن. كما أجمعوا على أهمية أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى الاتصال بالحكومة السورية للتنسيق المشترك في عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، إضافة إلى تسهيل أمور اللبنانيين للاستفادة من فتح المعابر السورية الحدودية مع الأردن والعراق، حرصاً على النهوض الاقتصادي للبنان واللبنانيين على اختلاف مناطقهم».

السفير علي عبد الكريم

بدوره، أكد السفير علي عبد الكريم حرص سورية على تعزيز العلاقات مع الدول العربية خصوصاً لبنان ، لافتاً إلى أنّ القيادة السورية لم تساوم يوماً على القضايا العربية المشتركة خصوصاً القضية الفلسطينية، على الرغم من كلّ الإساءات التي تعرّضت لها في السنوات الأخيرة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى