سعد: أجهزة الدولة ومؤسساتها تحوّلت إلى مزارع ومحميات لأطراف السلطة

وجه النائب أسامة سعد تحيات الشكر والتقدير والامتنان إلى كلّ الذين عبّروا عن استنكارهم لإقدام قوى الأمن الداخلي على منعه من الوصول إلى مكان الاحتفال بتدشين المقر الجديد لهذه القوى في مدينة صيدا، وفي طليعتهم الرئيس إميل لحود، والوزير سليم جريصاتي، والنوّاب، والأحزاب، والشخصيات، والهيئات النقابية والشعبية والاجتماعية.

وخصّ بالتحية أبناء مدينة صيدا وشبابها، ومناضلي التنظيم الشعبي الناصري والمعارضة الوطنية الذين عبّروا بمختلف الوسائل عن الرفض والغضب لما جرى .

وشدّد سعد على أنّ التعرّض له من قبل قوى الأمن الداخلي ليس مجرد اعتداء على كرامته الشخصية، بل يشكّل اعتداء على كرامة أبناء مدينة صيدا التي يمثلها في مجلس النواب، وعلى كرامة المجلس عموماً، كما يمثّل اعتداءً على المعارضة الوطنية التي ينتمي إليها والتي تمثّل آمال الشعب اللبناني في التغيير .

وتطرق إلى البلاغ الذي صدر عن الحادثة باسم شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فأعرب عن الأسف الشديد لصدور بلاغ كهذا عن مديرية تابعة مبدئياً للدولة اللبنانية، وذلك لأنّ البلاغ، من أوله إلى آخره، لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، فضلاً عن كونه لجهة المضمون كان قد جرى نشره على موقع تيار المستقبل باسم رئيس بلدية صيدا، وذلك قبل نصف ساعة من إصداره من قبل شعبة العلاقات العامة .

وأشار إلى المزاعم غير الصحيحة في البلاغ، ومن بينها ادّعاء البلاغ أنّ المديرية العامة كانت قد نشرت بياناً بشأن الطريق التي ينبغي على الشخصيات المدعوّة سلوكها، غير أنّ العودة إلى البيان المشار إليه تظهر أنّ هذا الزعم باطل. فالبيان اكتفى بذكر الطرقات التي سيجري إقفالها، أمّا السيارة التي تخصّني فقد سلكت طريقاً مناسبة غير مقفلة . أضاف يزعم البلاغ أنّ السبب في منع سيارتي من الوصول إلى مكان الاحتفال هو وقوف سيارات المدعوين في هذا المكان، وهو زعم باطل أيضاً، فقد كان يكفي إزاحة سيارة الأمن الداخلي التي أقفلت الطريق لكي تتمكّن سيارتي من الوصول .

وتابع يدّعي البلاغ أنّ منظمي الاحتفال وزارة الداخلية، المديرية العامة للأمن الداخلي، بلدية صيدا، محافظ الجنوب الداعون حسب بطاقة الدعوة هم من وجهوا إليّ الدعوة، وهو ادّعاء باطل أيضاً، إذ أنّ أياً من الجهات المذكورة لم يوجه لي دعوة، بل إنّ الصديق أحمد الندّاف هو الذي دعاني، وقد ذهبت إلى الاحتفال كرمى له وتقديراً لعطائه الكريم .

أضاف ليست هي المرة الأولى التي ترتكب فيها قوى الأمن الداخلي مثل هذه الممارسة المخالفة للقانون والأعراف. فقد سبق لها وأن اعترضت طريقي أثناء التوجه إلى اعتصام على جسر بسري، كما سبق لها أن اعترضت طريقي أمام مخفر صيدا الجديدة. هذا السلوك لا يليق بمؤسسة تابعة نظرياً للدولة، ومن مهامها مبدئياً تطبيق القانون وحماية الناس وحقوقهم، كما أنها تحصل على التمويل من جيوب الناس. غير أنه، للأسف الشديد، لقد تحوّلت أجهزة الدولة ومؤسّساتها إلى مزارع خاصة ومحميات تابعة لأطراف السلطة، وتعمل لخدمة المصالح السياسية وغير السياسية لهذه الأطراف، متناسية واجباتها الأصلية، والقسم الذي أقسمه عناصرها ومسؤولوها .

وقال إنّ مستوى الاهتراء الذي وصلت إليه غالبية مؤسسات الدولة وأجهزتها قد بلغ حدّه الأقصى، وذلك نتيجة علاقات الزبائنية وممارسات الفساد والإفساد التي ترعاها السلطة الطائفية. وإذا أضفنا إلى ما سبق ذكره مستوى الانهيار والتردّي على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية التي وصل إليها لبنان بسبب سياسات السلطة وعجزها وفشلها وفسادها، يبدو واضحاً أنّ التغيير الشامل على كلّ الصعد بات السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان وخلاص اللبنانيين .

وختم بالنسبة لنا في المعارضة الوطنية نحن مستمرون بالتحرك المتصاعد دفاعاً عن حقوق الناس، ومن أجل التغيير وبناء الدولة المدنية العصرية ، داعياً كلّ اللبنانيين إلى الانخراط الجدي في معركة التغيير.

الخطيب

إلى ذلك، استنكر أمين عام «جبهة البناء اللبناني» ورئيس «هيئة مركز بيروت الوطن» الدكتور المهندس زهير الخطيب الاستخدام السياسي لعناصر مؤسّسة قوى الأمن الداخلي في منع النائب سعد «من حضور احتفال رسمي لقوى الأمن الداخلي عبر عرقلة وصوله وافتعال سجال في الشارع وبالتالي تغييبه عن التواجد في الاحتفال الرسمي ليقتصر الحضور على نائب ورموز حزب «المستقبل» مع بعض ممثلي شركائهم في السلطة».

واعتبر الخطيب في بيان «انّ هذا الإشكال المفتعل تأكيد آخر على استمرار حزب المستقبل ورئيسه في محاولة عزل المعارضة الوطنية والإسلامية السنية بالإستئثار بالمواقع والمشاريع والخدمات حصراً بأتباعه». وذكّر بتزامن الممارسات الإقصائية التي شوّهت انتخاب المجلس الشرعي الإسلامي أول من أمس «بمنع ترشح مشايخ ومدنيين من أصحاب الكفاءات والضمائر الحية وحصر الترشيح بمجموعة من الأتباع».

ورأى «في لجوء حزب المستقبل لاستبعاد المعارضين عن المناسبات الرسمية العامة ناهيك عن مخالفة الأعراف والقوانين، تصرفات تعكس حالة اليأس والاضطراب الذي يعيشه التيار الأزرق بعد أن تقزّم في الإنتخابات الأخيرة وخسر الكثير من الصدقية والشعبية بنكوثه تطبيق وعوده الإنتخابية».

ودعا الخطيب قوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية الأخرى «لمقاومة التدخلات السياسية ورفض التورّط بالأجندات السياسية لتتمكّن من الحفاظ على دورها وهيبتها لدى الجمهور اللبناني وسمعتها لدى الجهات الدولية».

الصايغ

بدوره أدان رئيس الحركة الإصلاحية اللبنانية رائد الصايغ التعرّض للنائب سعد في صيدا، واعتبر انّ ما تقوم به بعض الأجهزة الأمنية باتجاه النواب المقاومين العروبيّين أمر معيب ويجب محاسبة المرتكبين، لأنّ السكوت بعد اليوم غير مقبول، موجهاً التحية للنائب سعد الذي يقف دوماً بجانب الفقراء والمحتاجين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى