القلق يعود إلى القاع من بوابة البيئة…؟
البناء ـ خاص
البيئة مرآة تعكس الواقع المعاش، إيجابياته وسلبياته، والبيئة النظيفة عنوان المجتمع المتحضّر، والنظافة عنصر هامّ في حياة الفرد والمجتمع، والسعي إلى بيئة نظيفة مطلب حضاري.
المسؤولية تقع على عاتق الجميع، أفراداً ومؤسسات وبلديات، كلّ في مجال عمله، فلو اعتنى كلّ واحد بنظافة بيته وشارعه وقريته لوصلنا إلى نتيجة نموذجية.
لكننا أنّا التفتنا نجد مناظر مقززة، تخدش نظرنا وإحساسنا البعض يأكل ويرمي والبعض يتنزّه على ضفاف النهر ويترك المخلفات وهذا يدلّ على نفوس مريضة.
أخيراً اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسباب واتهامات مضادّة بين بعض أبناء القاع، بعد تفريغ عدد من صهاريج الجور الصحية في مكب نفايات القاع، وهي ما أثار ردود فعل كثيرة، خاصة أنّ حمولة هذه الصهاريج معبّأة من جور صحية في القاع أو آتية من القرى والبلدات المجاورة.
ومن المعروف أنّ القاع هي إحدى القرى الريفية الجميلة، وبسبب الأحداث السورية سكن أرضها الزراعية حوالي 24 الف نازح سوري في المشاريع، وتبلغ مساحتها نحو 150 كلم مربع، مما يعني أنّ الأرض باتت ملوّثة بفعل الجور الصحية.
د. طوني كرم مطر
وفي هذا السياق قال د. طوني كرم مطر لـ «البناء»: ما يحصل من صراعات كلامية حول موضوع الصهاريج مستغرب ومدان، ونحن نطالب وزارة البيئة بتكليف لجنة خبراء بيئيّين لدرس وضع مكبات النفايات والمياه المبتذلة، لا سيما أنّ منطقة مشاريع القاع فيها الآلاف من الخيم وبجانب كلّ خيمة حمام صغير وجورة صحية تُسحَب على حساب الأمم المتحدة وتكلّف الملايين وتفرغ في أراضي القاع، وهذه أيضاً جريمة بيئية إضافة إلى الطريقة البشعة والمؤذية للتخلص من النفايات في مخيمات السوريين.
وإذا ما استمرّت الأمور على هذا النحو فإنّ التلوّث سيصيب المياه الجوفية والهواء.
ورأى مطر أنّ الحلّ هو بإنشاء شبكة صرف صحي للقاع وسهلها وإقامة محطة تكرير يتمّ الاستفادة منها في إعادة التدوير.
أضاف: ما شاهدته من كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي لا يقلّ تلوّثاً عن فضلات الجور الصحية، لأنّ بعض الكلام أكثرُ نتانةً وأبشع من المياه المبتذلة.
ولو أنّ الأمم المتحدة جادّةٌ في معالجة الموضوع لأنشأت شبكة صرف صحي ومحطة تكرير بالقيمة المالية التي تدفعها بدل إنشاء حفر وحمامات وسحب الجور الصحية.
المهندس وديع ضاهر
أما المهندس وديع ضاهر فاعتبر أنه من الناحية العلمية فإنّ تفريغ عدد كبير من الصهاريج المحمّلة بمياه الصرف الصحي في بقعة صغيرة من أرض القاع يتسبّب بالأضرار التالية…
أولاً: تحتوي مياه الصرف الصحي على كمية عالية من الكيماويات التي تنتج السموم والبكتيريا التي تضرّ بصحة الإنسان.
ثانياً: انها تحدث خللاً في تركيبة التربة وتساهم في نمو الطحالب السامة وتقتل كلّ أنواع النباتات المفيدة وتلوّث المياه الجوفية.
ثالثاً: انها تجذب البرغش والذباب والحشرات بالإضافة إلى الروائح الكريهة إلخ…
أضاف: من الناحية القانونية لا يحق لرئيس بلدية او مختار او أيّ مسؤول آخر السماح برمي المجارير حتى على أرض يملكها هو، فكيف بالأحرى بأراض عامة؟ ولذلك فإنّ هذا العمل تترتب عليه مسؤولية قانونية.
ومن الناحية الاجتماعية والثقافية نريد القاع النظيفة والحضارية بلدة الفرح والمهرجانات والشاليهات والكنائس والبحيرات وليس مكباً لمجارير المنطقة.
والآن وبعد الذي حصل يجب ان يجتمع المجلس البلدي في القاع بشكل طارئ ويقرّر تكليف شركة تربة متخصّصة للقيام بتنظيف المنطقة الملوّثة من خلال خلط التربة مع تربة جديدة وإضافة مواد لقتل البكتيريا وغيرها من الحلول التي من اختصاصها لتخفيف الضرر الذي حصل، كما أنّ على المجلس البلدي تحديد المسؤولية عن هذا العمل واتخاذ تدابير لمنع حصوله في المستقبل.
وتابع: طبعاً على من سمح وساهم بهذا العمل الذي يشكل ضرراً واضحاً بالإنسان القاعي وبالبيئة ان يخضع للمحابة ثم عليه أن يقدّم اعتذاراً من أهالي القاع.