صداقات الكتابة وكتابات الصداقة
ما كتب أديب ولا نظم شاعر قصيدة إلا وكانت الصداقة عنواناً وصِفة اجتماعية تُحتذى في العلاقات وفي التواصل بين الناس.
الصديق هو رديف الأخ والصديقة هي رديفة الأخت أي الشعور بالأمان النفسي في مجتمع تحيا فيه الناس وسط احتمالات الغدر والعدائية.
الصداقة تعني ملاذاً للاحتماء وعوناً عند الحاجة وتعني ايضاً تبادلاً للعاطفة وللمودة، كما هي استئناس ومواساة وفرح وتواصل مستمر للذكريات.
تخفت حدة الصداقة وتقوى وفق الزمان والمكان والقضايا والاهتمامات والأواصر المشتركة فبحال سفر أحد الصديقين تخفّ الهموم المشتركة ما يجعل من احتمالات تبادل الاحاديث اقلّ والاهتمام أخفّ إلا أن مجرّد اللقاء من جديد يفتح آفاقاً متجددة سريعاً ليكمل الاصدقاء أحاديث تداولوها منذ زمن بعيد لتصبح الأحداث والأيام والسنين مسلسلاً يُحكى على حلقات.
لا يمكن لصديق أن يغدر أو أن يخطئ أخطاء مميتة بحق الصداقة، وإن حصل ذلك فمعناه انه لم يكن صديقاً حقيقياً بالأصل وبالأساس.
لا تنتهي الصداقة لأنها شعور مودة وامتنان دائمين ولأنها تبادل للاحترام وتمنٍ للصلاح وللخير إلا أن الزمان والمكان وشروط السكن والعمل والاهتمامات العائلية تفرض أحياناً بُعداً وخفوتاً في حدّة إمكانية التواصل لتصبح الصداقة مزيجاً من الحنين والشوق والوفاء والذكريات الجميلة. لذلك فالصداقة لا تنتهي بل تجدد وتحيي نفساً دائماً بمجرد اللقاء.
ميساء الحافظ