لبنان الأخضر.. حرقته حرائق مجهولة والشعب العنيد ينتفض على السلطة ـ المزرعة

لم تكد تطفئ أمطارُ الرحمة وجهود الجيش اللبناني والدفاع المدني والمتطوّعون النشامى من المواطنين، الذين جرح منهم عديدون واستشهد متطوّعان، حتى اشتعلت نيران من نوع آخر، يصعب إطفاؤها.

سياسيون انتهازيون يتقاذفون كرة المسؤولية تباعاً ومعظمهم شريك في المجزرة المنهبة. وبعض المناطق ذات بوابات وأقفال يمنع على الحراك التحرك فيها من دون تغطية المرجعية السياسية لتلك المناطق.

أقطاب في العهد، يخلعون عن كواهلم زيّه ويدعون إلى رحيله أو ليحكم من دونهم إذا استطاع!

يومان عصيبان، الخميس والجمعة مرّا على اللبنانيين كان كل منهم يرتّل:

اللهم أغث وطني

ولكن التراتيل لم تُغِث وطناً يوماً، كما نعلم، إن لم تحل في قلوب بنيه وجداناً قوميّاً، هو الحصن الأخير لكل شعب ولكل أمة. فإن فقدنا هذا الوجدان، لا سمح الله، بين أهل الدولة والمواطنين عبثاً نتوقّع إصلاحاً وسلاماً وطنياً نستحقه.

في الشارع حراك عارم، تتخلله فوضى. تحطيم أملاك عامة وخاصة وحرق بعضها. قد يفيد هذا الحراك، إذا توفرت له قيادة شعبية عازمة ومريدة ومدركة. وهذا الأمر لا يبدو قائماً. الخوف أن تزداد التجاوزات وتحرف الحراك السلمي العفوي عن روحيته إلى صدامات مرفوضة تطال مواطنينا ورجال القوى الأمنية. كانت حملات عدة لمقاطعة الخدمات المفروضة عليها الضرائب مدة أيام تجدي أيضاً وبقوة. لنقاطع الواتس، لنقاطع البنزين. لنقاطع كل خدمة تظنها حكومة المصرف أنها قادرة أن تبتزنا بها. فلا أغنى من المستغني!!

بوركت سواعد المنتفضين والمنتفضات. ساعدوا على تنظيم انتفاضة تليق بنا جميعاً وعلى سواعدها يطل لبنان الجديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى