الأسد: أردوغان لصّ سرق المعامل والقمح والنفط.. واليوم يسرق الأرض

قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «لص سرق المعامل والقمح والنفط، وهو اليوم يسرق الأرض».

وأضاف الأسد خلال جولته التفقديّة الاثنين للخطوط الأمامية في بلدة الهبيط الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي: «عندما نتعرّض لعدوان أو سرقة يجب أن نقف مع بعضنا وننسق في ما بيننا، ولكن البعض من السوريين لم يفعل ذلك، وخاصة بالسنوات الأولى للحرب.. قلنا لهم لا تراهنوا على الخارج بل على الجيش والشعب والوطن.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. وحالياً انتقل رهانهم إلى الأميركي».

وتابع الرئيس السوري قائلاً: «بعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض بأنهم سيقاتلون وسيدافعون.. إلا أن ما رأيناه مؤخراً هو أن التركي يحتل مناطق كبيرة كان المفروض أنها تحت سيطرتهم، خلال أيام كما خطط له الأميركي».

وعبر الأسد عن استعداد حكومته لدعم أي مجموعة تقاوم، والتواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض، قائلاً: «أول عمل قمنا به عند بدء العدوان في الشمال.. هو التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض.. وقلنا نحن مستعدّون لدعم أي مجموعة تقاوم.. وهو ليس قراراً سياسياً، بل واجب دستوري ووطني.. وإن لم نقم بذلك لا نكون نستحق الوطن».

وأكد الأسد أن معركة إدلب هي الأساس لحسم الحرب في سورية: «كنا وما زلنا نقول بأن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سورية.. إدلب كانت بالنسبة لهم مخفراً متقدماً، والمخفر المتقدم يكون في الخط الأمامي عادة، لكن في هذه الحالة المعركة في الشرق والمخفر المتقدّم في الغرب لتشتيت قوات الجيش العربي السوري».

وشدد الأسد على أن «كل المناطق في سورية تحمل الأهمية نفسها، ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض».

وقال الرئيس السوري إن «لا حل وسطاً» في الحرب الجارية في سورية «إما الخيانة أو الوطنية».

وأضاف الأسد: «أتوجه بالتحية عبركم إلى أهاليكم.. لأنهم هم الأبطال الحقيقيون الذين أسسوا لهذه الانتصارات.. ففي المعركة لا حلّ وسطاً.. إما الخيانة أو الوطنية.. وأهلكم اتخذوا خيارهم منذ البداية».

وتابع: «كل هذه الحرب ليست أصعب من أن نخسر الوطن.. ليست أصعب من أن نخسر ثقة أناس موجودين أمامنا الآن ينتظرون دخول الجيش العربي السوري.. كل هذه الحرب ليست أصعب من ألا نكون قادرين على الإجابة على سؤال أم أو أب أو زوجة أو أخت أو أخ عن أولادهم المفقودين هناك».

من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري، أن أردوغان نجم الفن الهابط. وقال: «الحقيقة أنه الآن نعيش في مرحلة أنا أسميها مسرحية، مسرحية كبيرة، المؤلف واحد والمخرج والمنظم واحد ولكن الممثلين مختلفين، وهناك فصول، كل مرحلة تمثل أحد هذه الفصول، هذا المؤلف والمخرج هو الأميركي».

وأضاف الرئيس السوري أن «أكثر واحد لعب دور البطولة هو أردوغان. وأنا أقول هذا لأن هناك تغيراً للوضع العسكري والسياسي في المنطقة الشمالية، أردوغان كان يلعب دور الممثل، ونحن في سورية لدينا ممثلين ولدينا فن، ولكن نقدّم فناً راقياً، أما أردوغان فهو نجم ولكن للفن الهابط مع كل أسف».

وأشار الأسد «آخر المسرحيات، يقول أردوغان قررنا أن ندخل إلى سورية، وهو منذ 9 سنوات قرّر يدخل، ولم يتمكن لأنه لم يكن مسموحاً له، فيقول بأننا أبلغنا الأميركيين أننا سندخل». وتابع مستهزئاً «أنت يا أردوغان تبلغ الأميركيين، أنت عبد، أنت بُلّغت، قالوا لك أدخل، ثم قال لن ألتقي بنائب الرئيس الأميركي ومن معه، وبعد أقل من ساعة صرحت الرئاسة التركية أنه سيلتقي أردوغان، يعني أجاه الأمر أنه سيلتقي فسيلتقي».

ونوّه الرئيس السوري إلى أن هذه المسرحية واضحة منذ زمن.

ونشرت صفحة الرئاسة السورية على «فيسبوك» صورة للرئيس للأسد برفقة عدد من الضباط وعناصر الجيش في بلدة الهبيط التي أعاد الجيش العربي السوري السيطرة عليها في شهر أغسطس الماضي.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إن الوضع في سورية صعب والجميع يرى ويدرك ذلك، والمشاورات بين روسيا وتركيا بشأن هذه المسألة ضرورية جداً.

وأضاف الرئيس الروسي خلال لقائه نظيره التركي أمس في مدينة سوتشي: «الوضع في المنطقة عصيب للغاية، ونحن نرى ونفهم كل شيء، وأعتقد أن لقاءنا اليوم في مكانه، ومشاوراتنا مطلوبة بشدة» .

وأعرب بوتين عن أمله في أن «يلعب مستوى العلاقات الروسية التركية، التي تمّ تحقيقها والتي بلغت مستوى رفيعاً، دوراً مثالياً في تسوية جميع المسائل العالقة في المنطقة، وستتيح لنا إيجاد حلول مشتركة للمسائل العالقة لتركيا ولجميع دول المنطقة، وبما فيها مصلحة لكل الأطراف».

بدوره أعرب أردوغان عن أمله في التوصل اليوم إلى اتفاق مفيد لكل الأطراف، وقال «أشكر الرئيس بوتين … وأعتقد أن هذا اللقاء سيكون مفيداً لبلدينا ولمصالح بلدينا، وهذا اللقاء سيساهم في تعزيز العلاقات والاتصالات بيننا، وأعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق اليوم.. هذا اللقاء سيمكننا من البحث بالتفاصيل لجميع المسائل التي نواجهها، ونحن سنواصل عملية نبع السلام».

وكان أردوغان قد صرّح الاثنين قبل توجهه إلى مدينة سوتشي، بأن تركيا ليست لديها مطامع في أراضي أي دولة، مؤكداً أنه سيتخذ الخطوات اللازمة بشأن سورية بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين.

ميدانياً، وسّع الجيش السوري نطاق انتشاره بريف الحسكة ودخل قرى عدة جديدة في محيط بلدة تل تمر شمال غرب المدينة بالتوازي مع تحرك وحدات أخرى لاستكمال انتشارها في ريف المحافظة الشمالي وذلك انطلاقا من واجبه بحماية الوطن والدفاع عنه.

ودخلت وحدات من الجيش السوري صباح أمس قرى الكوزلية شويش والنوفلية والمحل والبدران والحزام وكهفة المراطي والضبيب في الريف الجنوبي الغربي لبلدة تل تمر وشرعت على الفور بتثبيت نقاطها.

ونشر الجيش السوري أول أمس وحداته في عدد من القرى والبلدات في ريف منبج شمال شرق حلب.

إلى ذلك، أكدت الأمم المتحدة أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية تسبب بنزوح نحو 180 ألف مدني بينهم 80 ألف طفل ووقوع أضرار مادية كبيرة في البنى التحتية والمرافق الخدمية وتدمير عدد من المرافق المهمة كمحطات المياه والكهرباء التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين.

وأشار بيان للأمم المتحدة إلى أن العدوان الذي شنته قوات النظام التركي على الأراضي السورية في التاسع من الشهر الحالي ترك أثراً كبيراً على الوضع الإنساني في سورية، حيث أدى إلى وقوع أضرار في محطة مياه العلوك الرئيسة وخطوط إمداد الكهرباء إضافة إلى أربعة مرافق طبية ما يجعل استمرار تأمين الاحتياجات الإنسانية أمراً ضرورياً ومتزايداً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى