تقرير رسمي يكشف حصيلة ضحايا التظاهرات:استشهاد 149 مدنياً و8 من رجال الأمن
كشف تقرير رسمي أصدرته الحكومة العراقية، أمس، حصيلة ضحايا الاحتجاجات، التي شهدها العراق، ويشمل أعداد المدنيين والعسكريين.
وقال التقرير إن العدد النهائي لشهداء احتجاجات العراق وصل إلى 149 مدنياً بينهم 107 في بغداد، إضافة إلى 8 من أفراد قوات الأمن.
وأوضح التقرير الحكومي أن عدم فرض قوات مكافحة الشغب لحظر التجول أدى إلى العنف في احتجاجات العراق، ووجد أدلة على أن رصاص قناصة استهدف محتجين، من مبنى، وسط بغداد.
وأوصى التقرير بإقالة قائد عمليات بغداد ومسؤولين أمنيين كبار آخرين، مشيراً إلى أن القتلى المدنيين في احتجاجات العراق سقطوا نتيجة القوة المفرطة وإطلاق قوات الأمن للرصاص الحي.
وصدر تقرير اللجنة الخاصة بالتحقيق بسقوط شهداء في الاحتجاجات، التي شهدتها عدد من المدن العراقية، مطلع الشهر الحالي، وأوصي التقرير بإعفاء عدد من المسؤولين الأمنيين من مناصبهم.
وذكر التقرير الذي أذيع على التلفزيون الرسمي، أمس، أن الأحداث أسفرت عن «استشهاد 149 مدنياً، بينهم 107 في بغداد، و8 من رجال الأمن، وإصابة 3458 شخصاً».
وأضاف التقرير أن «العتاد الحي والاستخدام المفرط للقوة أدى إلى حدوث إصابات بين المتظاهرين، وحرق مؤسسات تابعة للدولة قامت به عناصر أرادت حرف التظاهرات عن طابعها السلمي»، كما أشار إلى أن «هيئة الإعلام والاتصالات لم تتخذ إجراءات بحق القنوات المحرّضة التي تبنت الكراهية».
وأوصي تقرير اللجنة بإعفاء مسؤولين أمنيين من مناصبهم، وتشكيل لجنة للتحقيق معهم، بينهم قائد عمليات بغداد ومعاونه الأمني وقادة من فرق المشاة والتدخل السريع ورئاسة الجمهورية والشرطة الاتحادية.
وشهد العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وأكثر من 10 محافظات أخرى للمطالبة برحيل حكومة عادل عبد المهدي والتي أكملت عامها الأول دون أن يشعر المواطن بأي تحسّن، كما يقول النشطاء.
وواجهت القوات الأمنية التظاهرات بالغاز والرصاص المطاطي، إلا أن المتظاهرين يقولون إنها استخدمت القناصة والرصاص الحي ما أودى بحياة المئات، وسط غضب شعبي متصاعد وارتفاع سقف المطالب.
وفي سياق متصل، أكد مصدر عراقي أن تنسيقية تظاهرات يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، استطاعت توجيه ضربة قاضية ضد الإجراء الذي قررته حكومة عبد المهدي بقطع الإنترنت الجمعة المقبل عن جميع المحافظات لمنع التواصل بين الثوار، وهو ما رد عليه المحتجون بتوفير طرق بديلة.
وقال المصدر، إن العراقيين في المهجر تمكنوا بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية المحبة لحقوق العراقيين من شراء حزمة إنترنت عن طريق الأقمار الصناعية وسوف تكون مفتوحة مجانية وستسلط على عموم بغداد العاصمة.
وأضاف المصدر، قمنا بترتيب الأوضاع بحيث يحمل كل المنتفضين أجهزة اتصال محمولة ذات كاميرات لتوثيق كل الأحداث في كل شارع ومنطقة.
وكان رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي قد قرر قطع خدمات الإنترنت عن العاصمة العراقية بغداد وباقي المحافظات بدعوى صيانة أبراج الشبكات يوم الجمعة المقبل.
وقال مصدر عراقي، الاثنين، إن الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية بالعراق عمّمت منشوراً حددت فيه موعد قطع خدمة الإنترنت ابتداء من الساعة السادسة صباح يوم الجمعة الموافق 25 أكتوبر وحتى الساعات الأولى من يوم السبت الموافق 26 أكتوبر.
وأضاف المصدر أن الشركة أوردت في تعميمها للشركات أن عملية قطع الخدمة سببه قيام الشركات بعمليات صيانة للأبراج في بغداد والمحافظات، وتشمل الشركات المخاطبة كلاً من شركات ISP وشركة آسياسيل وشركة زين وشركة كورك.
وأشار المصدر إلى أن هذا الإجراء الحكومي يتزامن مع الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل وشبه الإنترنت من أجل الخروج يوم 25 أكتوبر والمطالبة بإسقاط الحكومة.
ميدانياً، استشهد قائد عسكري عراقي أثناء التصدي لهجوم شنه تنظيم «داعش» الإرهابي، في محافظة صلاح الدين، أمس.
وقال مصدر أمني عراقي، إن هجوماً شنه تنظيم «داعش» الإرهابي، في محافظة صلاح الدين، نتج عنه استشهاد قائد عسكري عراقي.
واضاف المصدر الأمني إن «قائد الفرقة الرابعة بالشرطة الاتحادية اللواء الركن علي اللامي استشهد أثناء التصدي لاعتداء من قبل عصابات «داعش» الإرهابي في منطقة مطيبيجة بمحافظة صلاح الدين».
وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد نحو 3 سنوات، ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي، الذي احتل نحو ثلث البلاد معلناً إقامة ما أسماها «الخلافة الإسلامية» المزعومة.
وتواصل القوات العراقية عمليات التفتيش والتطهير وملاحقة فلول «داعش» في أنحاء البلاد، لضمان عدم عودة ظهور التنظيم وعناصره الفارين مجدداً، بينما تتمركز قوات الحشد الشعبي على الشريط الحدودي مع سورية للتصدّي لمحاولات تسلل عناصر التنظيم الإرهابي المتكررة.