دعوات لمكافحة الفساد ومعالجة الأزمة سياسياً لا أمنياً

تواصلت المواقف المؤيدة للحراك الشعبي والداعية إلى مكافحة الفساد ومعالجة الأزمة سياسياً عبر الحوار وليس أمنياً.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي، أنّ «الفساد في العمل السياسي والشأن العام قد تخطى كلّ المستويات، وفتك الفساد والفاسدون بالوطن وبحياة المواطن بكلّ نواحيها، ما جعل وطن الأرز جحيماً مفتوحاً».

وقال «أمامنا اليوم مشهدان مختلفان، الأول منظومة فاسدة تمعن في التدمير والتخريب والفساد، والثاني ينبض بالحياة والحرية ويعشق الوطن والشعب ويريد بناء الدولة القوية القادرة التي هي أساساً من رحم الشعب».

ودعا «جميع النواب الذين هم من خارج المنظومة السياسية التي استولت على لبنان إلى المبادرة فوراً إلى ترك تكتلاتهم والاجتماع لنعمل معاً ومع اللبنانيين الأحرار الذين يقومون بأروع ثورة في تاريخنا الحديث لبناء دولة حقيقية».

من جهته، دان الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد «لجوء قوة من الجيش إلى استخدام العنف ضدّ المعتصمين السلميين الذين افترشوا الشارع عند مدخل صيدا الشمالي وأيضاً ضدّ المعتصمين في العديد من المناطق اللبنانية الأخرى، ما أدّى إلى سقوط جرحى في صفوف المعتصمين جرى نقل بعضهم إلى المستشفيات».

ونوّه سعد «بتمسك الانتفاضة والثورة الشعبية بسلمية تحركاتها، وطالب الأجهزة الأمنية كافة بحماية هذه التحركات»، محمّلاً المسؤولية عما يجري للسلطة السياسية التي تصمّ أذنيها عن سماع أصوات المنتفضين ومطالبهم، وتصدر الأوامر باستخدام القمع والقوة والعنف. كما تمعن في مواصلة سياساتها المعهودة، سياسات المحاصصة الطائفية والهدر والفساد. وما توجهها إلى بيع مؤسسات الدولة المنتجة إلاّ بهدف الاستيلاء على ما تبقى من موارد الدولة وتقاسمها .

وشدّد على المطالبة بالحوار والمعالجة السياسية للأزمة، مؤكداً رفض الحلول الأمنية التي من شأنها مفاقمة الأزمة وأخذ الأمور نحو التدهور والمجهول . كما شدّد على أنّ أيّ حلّ لا بدّ أن يستند الى الحوار بين اللبنانيين، لا إلى التشاور مع سفراء الدول الأجنبية والدول الكبرى .

وأشار إلى أنّ المعالجة الجدية لا بدّ أن تقوم على العبور السلمي إلى مرحلة انتقالية وصولاً إلى انتخابات مبكرة وتغييرات جوهرية على كلّ الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

يدوره، حذّر أمين عام جبهة البناء اللبناني الدكتور المهندس زهير الخطيب من محاولة خبيثة لسلطة الحكم الطائفية بعد أن يئست من خداع الشعب بوعود إصلاحية جديدة وفشلت في تطويعه طائفياً بأساليب الاٍرهاب والابتزاز، بوضع الجيش الوطني في مواجهة شعبه والمطالب المحقة بالتغيير واسترداد الحقوق .

وقال في بيان مع التقدير للظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد والتحركات التي تعرقل التنقل بين المناطق والأعباء المترتبة على الجيش والقوى الأمنية في ضمان الأمن وتوفر الخدمات الأساسية، إلاّ أنّ الحلّ الأسرع يكون بمساندة الجيش للشعب في فرض التغيير وفي أقرب وقت نحو دولة عدالة ومساواة وتقدم .

واعتبر تجمّع العلماء المسلمين في بيان أنّ أجمل ما في هذا الحراك أنّ الطوائف اللبنانية أدركت أنّ التحريض الطائفي والمذهبي هو خدعة مارسها زعماء مافيات المصارف ليحموا نهبهم بطوائفهم. وباتوا اليوم لا يشكلون حصانات مذهبية وطائفية للمرتكبين، ويجب على القضاء ومن صلح من أهل النظام اغتنام الفرصة والبدء بالمحاسبة .

واعتبر أنّ شعار كلن يعني كلن شعار يحمل ظلماً، وهو يحمي اللصوص، لأنه يجعل اللص مختبئاً بين الأوادم ولا يعرّيه وحده بل يذهب الصالح بعزاء الطالح كما في المثل الشعبي ، مسراً إلى أن كل وزير يجب أن يحاسب على أدائه.

ودعا التجمّع الجماهير المصرة على البقاء في التحرك إلى اعتماد وسائل حضارية من خلال التجمّع في ساحات محددة وإلقاء خطب وإقامة ندوات تساهم في وعي الجماهير لخلفيات تحركهم والابتعاد عن قطع الطرق وتقطيع أوصال المناطق وحرق الدواليب المساهم في زيادة تلوث البيئة وتعريض حياة المواطنين للخطر .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى