رُفعت الجلسة
على مدار الزمن.. قضية طولها لدى البعض.. سنوات العمر.. وبدون سبب الغالبية تقاضي الحياة.. تبحث فيها عن السعادة.. وفي النهاية الجدوى تساوي الصفر.
حضرة القاضي حضرات المستشارين أتقدم بالدفاع عن موكلي أو على وجه الدقة موكلتي عن التهم الموجهة لها.
موكلتي لها جوانب واقعية عدة.. كالحالة المزاجية الجيدة وكذلك السيئة الناتجة عن العلاقات.. الصحة.. العمل.. والمال..
أهم التهم الموجّهة بأنها تجعل مع نهاية كل نهار الكثيرين مُستنزفين.. عمل طوال اليوم والهم لقمة العيش.. الوضع يحتاج لإصلاح.. والحل لدى البعض زراعة أنفسهم أمام الشاشة مع بعض البزر أو كيس من «الشيبس».
ترف بعدم الرضى.. غرق في الحزن.. ووقوع في شباك الخوف.. اختراق للإنتاجية وعدم معرفة كل شخص بنفسه وغياب الوعي بالشخصية..
لذا اسمح لي سيادة القاضي بافتتاح مرافعتي بسرد ما ترجمته عن إحدى المقالات الأجنبية لحالات مشابهة.
«الأمر يتعلق بأحد الأشياء المهمة وهو إدارة الوقت.. إلا أن هذا الأمر معطل.. فكيف إذاً تدير طاقتك..
هل من الممارسة العملية.. وتبدأ من سؤال نفسك :
«ما هي الأنشطة التي تدمر مزاجي وتستنزف طاقتي؟».
«ما هي الأنشطة التي تجعلني أشعر بأنني منفتح بشكل أكبر على حياتي؟؟».
«نعم طاقتي سر سعادتي».
وأتساءل:
كيف يمكننا معرفة الأنشطة التي تؤثر على حالة مزاجنا؟
تقول بعض الدراسات بأنه علينا أن نحدد 20 من الأنشطة التي تجلب لنا أكبر النتائج بكل جانب من جوانب الحياة.. النظر إلى علاقاتنا.. عملنا.. صحتنا.. أموالنا.. والتركيز على كل ما يزيد ويعمل على تحسينها..
إعادة التقييم بشكل مستمر.. والحصول على ردود الفعل.. وأن نسأل أنفسنا بشفافية هل نحن على الطريق الصحيح؟؟..
أن نتذكّر بأن الحياة دائمة الحركة ويجب علينا ضبط التعلم الذاتي بشكل يدوي.. سيستغرق الموضوع بعض الوقت للتفكير والتطلع إلى المستقبل.. وقد يكون الموضوع لدى البعض بسيطاً..
ليس ضرورياً أن نكون بمزاج جيد طوال الوقت علينا أن نهدف ليكون.. فالحياة قاسية.. ومن الأفضل أن نكون في مزاج جيد لتسهيل كل صعب..
سنحتاج كثيراً إلى التحلي بالصبر وإدارة جيدة لطاقتنا لنستمتع بالأشياء التي نقوم بها..
ما علينا إلا أن نبدأ من الآن بسؤال أنفسنا: «ما هو الشيء الذي يمكننا فعله اليوم لتحسين حالتنا المزاجية؟».
ونسأل أنفسنا السؤال نفسه غداً.. وبعد غد.. واليوم الذي يليه.. وهكذا دواليك.. حتى الفوز بقضية العمر.. بممارسة عملية وخريطة طريق..
ريم شيخ حمدان – سورية