سلسلة بشريّة للمتظاهرين من عكّار إلى صور بعد إعادة الجيش والقوى الأمنية فتح الطرقات

أعاد الجيش والقوى الأمنية فتح الطرقات في المناطق كافةً باستثناء بعضها الذي بقي مقفلاً جزئياً. في حين أقام الناشطون أمس، سلسلة بشرية امتدّت من عكّار شمالاً حتى صور جنوباً مروراً ببيروت وصيدا حيث اصطف المشاركون بلباس الكنزة البيضاء، حاملين العلم اللبناني ومتشابكي الأيدي. وبعد انتهاء هذه الخطوة عاد الناشطون إلى ساحات الاعتصام.

اجتماع أمني

وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أعلنت في بيان أول من أمس، عن عقد اجتماع في قيادة الجيش – اليرزة، ضمّ إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون كلاً من: المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات.

وقد تشاور المجتمعون في الإجراءات الآيلة إلى تسهيل حرية تنقّل المواطنين على الطرقات الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم.

وبعد الاجتماع أعاد الجيش فتح الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، في حين عادت الحياة إلى طبيعتها في الكثير من المناطق.

ففي بيروت، أزال الجيش العوائق والحواجز والخيم من تقاطع الشفروليه، وفتح الطريق، فيما بقيت ساحة ساسين مقطوعة. وعادت حركة السير طبيعية على جسر الرينغ في الاتجاهين، في حين تراجع المعتصمون إلى الرصيف المحاذي للشارع.

كما باتت طريق أنفاق المطار والأوزاعي وخلدة سالكة.

وعادت الحياة إلى السوق التجاري في مدينة صيدا، وفتحت المحال والمؤسسات التجارية أبوابها.

وأعاد الجيش فتح طريق صيدا الرئيسي لجهة الأوّلي.

وساد الهدوء التام مدينة صور في ظلّ الحماية الأمنية المنتشرة على تقاطع الطرقات وساحة العلم في المدينة، وقد فتح الجيش اللبناني كلّ المسارب والطرقات المؤدية إلى المدينة.

ووزّع في صور بيان يحمل توقيع «شباب صور» يدعو إلى إعطاء فرصة للحكومة في جدولة تنفيذ الإصلاحات ووقف التظاهر السلمي مع العودة إلى التظاهر في حال المماطلة والتسويف.

وظلّت الطريق عند دوّار كفررمان مقفلة لكن مع فتح مسرب واحد من جهة النبطية لتسهيل حركة المرور.

وفي السياق نفسه، باتت الطرقات الرئيسة في البقاع سالكة من أوتوستراد رياق في الاتجاهين، مثلث تل عمارة أبلح الفرزل والكرك ودوّار المدينة الصناعية، طريق ترشيش ضهور الشوير.

كما فُتحت طرقات بعلبك وأصبحت سالكة، وخلا دوّار دورس من المعتصمين، وشهدت المدينة حركة سير طبيعية.

وفي الجبل، فتح الجيش طرقات الشوف العامة جميعها لا سيما في منطقة سرجبال – دميت، التي كانت مقطوعة الأيام الماضية.

وتفاوضت قوة من فوج مغاوير البحر مع المتظاهرين لفتح الطريق في العقيبة قضاء كسروان، ولكنهم رفضوا.

وكانت الحركة في المتن شبه طبيعية وفتحت المؤسسات والمحال التجارية أبوابها باستثناء المصارف، والطرقات كافةً أصبحت سالكة أمام السيارات بما فيها طريق المنصورية التي فُتحت بالكامل، بعدما كانت شهدت توتراً ليل الجمعة – السبت وبقي فقط أوتوستراد جل الديب مقفلاً في الاتجاهين، حيث يستمرّ المعتصمون بتحركهم، ويصرون على البقاء في الساحة.

شمالاً، ففتحت استخبارات الجيش اللبناني طريق مفرق وادي الجاموس قضاء عكار، وعادت حركة السير طبيعية أمام المارة.

وباتت معظم الطرقات من حلبا إلى العبدة مفتوحة في الاتجاهين بعدما أعيد فتح الطريق عند مفترق بلدة وادي الجاموس ورفع الإطارات المشتعلة من وسط الشارع، وفُتحت الطريق عند مفرق بلدة الحصنية.

وبمبادرة من ناشطي «الحراك الشعبي» في ساحة العبدة، فُتحت الطريق جزئياً وعلى مسرب واحد من الأوتوستراد في الاتجاهين، وشهدت حركة سير شبه عادية.

ونصب المتظاهرون خيماً في وسط أوتوستراد البداوي، مؤكدين أنّ «الطريق لن تفتح إلا بعد تحقيق المطالب».

وأصدرت المديرية العامة لأمن الدولة، بياناً أعلنت فيه أنه إنفاذاً للمقررات التي تمّ اتخاذها خلال الاجتماع الأمني المشترك في قيادة الجيش، والقاضي بالحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمتظاهرين وحرية تنقل المواطنين على الطرقات العامة، باشرت المديرية العامة لأمن الدولة بتنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة.

مسلّح في الرينغ

من جهته، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب، عن ضبط أحد المنظّمين للتحرك ر.ا.ز على جسر الرينغ وهو يحمل سلاحاً حربياً، مهيباً «بالمتظاهرين السلميين أن يتنبّهوا والإبلاغ عن الحالات المشابهة تحسّباً من أن يكون هناك مندسون لإفتعال مشاكل أو إطلاق نار، وحفاظاً على الإستمرارية السلميّة للحراك».

كما أعلنت الوزارة تجميد مفعول قرار حمل السلاح، على إثر الحادث الخطر الذي وقع في البداوي.

وطلبت من السلطات القضائيّة المختصّة ومن الجيش والأجهزة الأمنية كافةً، التشدّد في الحالات المشابهة وتوقيف أصحابها والتحقيق معهم وفق الأصول القانونية.

وأوضحت قيادة الجيش ملابسات حادثة البداوي في طرابلس أول من امس حيث «وقع إشكال بين مجموعة من المعتصمين على الطريق وعدد من المواطنين الذين حاولوا إجتياز الطريق بسياراتهم، وعلى إثره تدخّلت قوة من الجيش لفضّ الإشكال».

وأعلنت القيادة عن إصابة 5 من عناصر الجيش بعد تعرضهم للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة.

وتابعت «عمدت القوة إلى إطلاق قنابل مسيّلة للدموع لتفريق المواطنين، واضطرت لاحقاً بسبب تطور الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح».

وأشارت إلى أنّ «الجيش استقدم تعزيزات أمنية إلى المنطقة وأعاد الوضع إلى ما كان عليه، وفتح تحقيقاً في الموضوع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى