مطالب محقة ومشروعة.. رفض لقطع الطرقات ولمحاولات حرف التظاهرات عن هدفها الحقيقي.. وحذر من قوى وأدوات مشبوهة تركب الموجة

تحقيق ـ عبير حمدان

صرخة الناس مدوية، رفضاً للضرائب والخصخصة وللواقع المعيشي والاقتصادي المأزوم والمتفاقم، صرخة بوجه سياسات الإفقار التي أثقلت الناس بالديون ناهيك عن حجم البطالة وإنعدام الفرص في ظلّ منطق المحاصصة والمحسوبيات والتوازنات الطائفية والمذهبية.

الحراك المطلبي في ساحات لبنان لا يزال مستمراً رغم ورقة الحكومة الإصلاحية ورغم ما أكده رئيس الجمهورية وأكثر من طرف على أنّ المطالب ستتحقق. ومرده فقدان عامل الثقة.

ولكن، ما هو لافت أنّ المطالب محقة، ولكن هناك شعارات تُظهر مشروعا جديدا قديما يهدف من يتبناه الى ركوب الموجة الشعبية للتصويب على المقاومة ويجاريه الإعلام المرتهن لمن يموّله بشكل فاضح ووقح فاتحاً هواءه المباشر لحفلة شتائم وسباب لا تليق بمهنة من المفترض ان لا يحيد أهلها عن المصداقية والتصدي للفتنة.

قطع الطرقات على المواطنين، طلب الهويات، افتعال المشاكل وفرض الخوّات على المارّين في بعض المناطق، والكثير من التجاوازت التي لا ترتقي إلى مستوى الصرخة المحقة التي بدأت عفوية ويحاول البعض استثمارها خدمة لمشاريعه المشبوهة وحساباته الضيقة.

«البناء» استصرحت عدداً من المشاركين في التظاهرات في عدد من المناطق وسألتهم عن مطالبهم ومدى ثقتهم بإحداث التغيير الفعلي دون أيّ حرف للبوصلة والهوية الوطنية.

بيروت

تؤكد أورور فرحات طالبة أنها شاركت في التظاهرات «ضدّ النظام الفاسد الذي لم ينتج عنه إلا الطائفية والمحاصصة»، وبالتالي «يمكن إنجاز قانون انتخاب عصري خارج القيد الطائفي لتتمثل كلّ الشرائح الاجتماعية، ولكي يكون الإنسان المناسب في المكان المناسب».

أما داليا حمود مهندسة ديكور فتقول: «شاركت في التظاهرات بسبب الحرمان والأوضاع المعيشية التعيسة التي نعاني منها، وبسبب تخرج الطلاب من الجامعة بمعرفة سابقة بعدم وجود وظائف شاغرة وحالة البطالة التي سنعيش فيها بعد التخرّج».

وتختم: «كطلاب الجامعة اللبنانية نطالب أولاً بتوظيف أساتذة يملكون خبرة وأن تخفّ نسبة المحسوبيات في الجامعة».

من جهتها تقول رنا فواز مهندسة ديكور : «مشاركتي في التظاهرات هي نتيجة الفساد الذي فاق التصوّر ونتيجة غلاء المعيشة والضرائب المتزايدة، ولديّ الكثير من المطالب التي لا يمكن حصرها أو تعدادها.

أثق بكلّ من نزل إلى الساحات فهؤلاء أناس أحرار الى أبعد الحدود، وكلي أمل أن يتزايد عددهم يوماً بعد يوم وصولاً إلى اليوم الذي نحقق فيه التغيير.

أما في ما يتصل بما ينتشر من أصوات شاذة وسباب وشتائم فبالطبع هذه الاصوات لا تمثلنا ولا نعترف بها ونرفض منطقها الساقط، نحن نريد تظاهر سلمي بحت وواعي ومثقف ونظيف ومحبّ لهذا البلد ولثوابته الوطنية المعروفة من كلّ الشرفاء».

علي النهري ـ البقاع الاوسط

يعتبر محمد جابر هندسة أدوات طبية انّ هذا الحراك وحّد الشعب ويقول: «لأول مرة في لبنان نرى توحّد الشعب من مختلف الطوائف والمناطق. ولكن برأيي لا يجب الانحراف عن مطالب العيش الكريم وغيره من الأمور المحروم منها المواطن اللبناني، وبالأخصّ أبناء بعلبك الهرمل، والتصويب على أهداف سياسية تخدم أطرافاً وتطال آخرين، ويبقى هدفنا الأول والأساسي تأمين العيش الكريم، مع أهمية التركيز على البقاء في الساحات الرئيسية بهدف الضغط على المسؤولين، وفتح الطرقات العامة والفرعية لمتابعة دورة الحياة اليومية لتأمين الإحتياجات الأساسية لنا كمواطنين كأدوية وخبز».

ويضيف: «الشباب حلمه وطموحه الأكبر ان يهاجر للبحث عن فرص عمل لتأمين حياة كريمة، والإحصاءات تشير الى قلة نسبة الشباب في لبنان، وهذا كله لم يؤثر بالطبقة السياسية الفاسدة فكيف يمكن للكلام والشعارات التأثير فيها».

وعن غياب الإعلام عن منطقة بعلبك الهرمل يقول: «بالفعل الإعلام لم يواكب تحركاتنا وكأننا لسنا على الخريطة، ومن جهتي لا أجد سوى تفسير واحد وهو عدم الكشف عن الوجه الحضاري لبعلبك الهرمل نتيجة التظاهرات السلمية التي لم يتخللها أيّ إشكال مع أحد على عكس كافة المناطق، وعدم الاعتراف ببعلبك الهرمل كمنطقة لبنانية وهي الأكثر حرماناً من المناطق الأخرى».

أما زينب أبو زيد طالبة فقالت: «شاركت في التظاهرات على أمل تحقيق الإصلاح الشامل في بلادنا، وللمطالبة بعدم تطبيق التدابير التقشفية للحكومة وإصلاح البنية التحتية السيئة».

وتضيف: «انحراف بعض المتظاهرين عن هدفهم الأساسي هو عبارة عن جهل ثقافي وفتنة شعبية كبيرة بين المتظاهرين لفصل هذه اليد الواحدة المتماسكة وتحويل الحراك إلى المجهول وتسييسه. لكن، اللبنانيين بعد وقت من استغلالهم تحت إسم الطائفية «انتفضوا»، وشكلوا جبهة موحدة ورفعوا علم موحد متوجّهين كسيولٍ جارفة نحو «قضية وطنية لا طائفية».

وتختم: «كلّ شاب شابة لبناني، يدخل المدرسة ومن ثم الجامعة حاملاً حلماً أو هدفاً ساعياً وراءه لتحقيقه. لكن، للأسف. في مثل هذه البلاد لا مكان لأصحاب الكفاءة ولا مكان للمتعلم، كلّ من حمل شهادة يعلقها على الحائط، فكم من بيوت حاملة على جدرانها أحلاماً لا أمل فيها في بلدٍ يقوم على المحسوبيات. ومنهم من يتوسّل لكي تتوفر له فرصة عمل والتي هي من حقه أساساً.

أنا كشابة لبنانية على أبواب التخرّج من الجامعة أقول: «كفى لكلّ من يريد إذلالي لآخذ ما هو من حقي، كفى لكلّ شخصٍ سيسلب كرامتي وكبريائي لكي أحظى بفرصة أثبت فيها جدارتي، كفى للمحسوبيات وعدم المساواة، نريد أن نعيش بكرامتنا، بجدارتنا، بتعبنا، بعدل وبمساواة».

وتختم: «غاب الإعلام عن منطقة بعلبك الهرمل بشكل ملحوظ وهذا بسبب المظاهرات السلمية الموجودة في قرانا والتي لا تتعرّض لأحد بالشتائم والسباب، لذا لا مصلحة للإعلام بنشر مشهد حضاري لأنه لا يحقق أهدافهم وهي نشر البلبلة بين الناس والحصول على أعداد كبيرة من المشاهدين.

يعاني اللبنانيون من ظروف اقتصادية مزرية في بلد مثقل بالديون ومن زيادة الضرائب، وبرغم من كلّ هذا لا حياة للمسنّ في هذا البلد. لا كهرباء، لا مياه، لا ضمان شيخوخة، الأموال أهمّ من كلّ طفل يموت على أبواب المستشفيات، تتكدّس القمامة في الشوارع، زيادة الأمراض ونسبة الوفيات فنحن أول دولة بمرض السرطان. إنّ الشعب اللبناني يموت كلّ يوم من الذل والقهر مقابل لقمة العيش. هناك تداعيات سلبية على الناس ومصالحهم كلّ يوم كلّ ساعة كلّ ثانية، فما بالكم بأيام الثورة القائمة على تحطيم هذه السلبيات.»

شمسطار ـ غربي بعلبك

ترى نادين الطفيلي ماستر كيمياء أنّ الواقع المرير دفع الناس لإطلاق الصرخة. لقد شاركت بالتظاهرات على أمل تغيير هذا الواقع المرير ومحاربة الفساد ومنطق المحسوبيات لعلّ وعسى يستيقظ الشعب لننهض بالبلد فيأخذ الشباب حقهم في العمل وفي بناء مستقبلهم ولإعطاء الأمان لكبار السن من خلال ضمان الشيخوخة.

المظاهرة في أول أيامها كانت تلقائية وعفوية، كانت صرخة المظلوم بوجه الظالم ولكن بعد عدة أيام أصبحت بعض الأحزاب القوى السياسية تستغلّ هذه المظاهرات لصالح مشروع معيّن ومعروف يهدف الى تشويه صورة المقاومة، وبرأيي لو أنّ السيد حسن يستطيع أن يتظاهر لكان أول من نزل إلى الطرقات مع المعتصمين لانّ مناداة الناس بمحاربة الفساد هو ما ينادي به السيد منذ سنوات، فالتخلص من العدو الداخلي لا يقلّ أهمية عم محاربة العدو الخارجي».

وتختم: «نعم التداعيات السلبية لا تعدّ ولا تحصى لأنّ إقفال الطرقات يعني توقف العجلة الاقتصادية في البلد. جميع العمال المياومين وأصحاب المهن الحرة والمحال التجارية الصغيرة ومن ليس لديهم وظيفة ثابتة توقف مدخولهم لذلك الطبقة الفقيرة سيزداد فقرها وهذا الشلل الاقتصادي سيؤدّي الى ارتفاع سعر صرف الدولار مما سيرفع سعر المحروقات ونحن على أبواب الشتاء».

تبدأ رفيف شداد هندسة الكترونيك واتصالات من تجربتها الشخصية، فتقول: «أنا من الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية منذ سنتين لصالح المديرية العامة للطيران المدني وحتى الآن لم يصدر قرار تعييني في وظيفتي رغم أني نجحت لكفاءتي ودون أيّ منّة من أحد والسبب بكلّ بساطة بدعة التوازن الطائفي التي أدخلونا فيها أنا وكلّ الناجحين ونحن نعلم أنّ التوازن الطائفي يتمّ تطبيقه على موظفي الفئة بينما وظيفتنا فئة رابعة. أنا مع الإصرار على البقاء في الساحات لتحقيق الإصلاح الفعلي، بعيداً عن منطق الطائفية والمحاصصة، لذا علينا جميعاً رفع شعار ينادي بالدولة المدنية والغاء الطائفية ومحاسبة الفاسدين».

وتضيف: «غياب الإعلام عن منطقة بعلبك الهرمل، لأنّ وجه هذه المنطقة مقاوم، والجزء الأكبر من الإعلام لا يهمه الإضاءة على هذه الشريحة لأهداف معينة ترتبط بحساباته في إدارة المشهد».

وتستطرد: «في أيّ تحرك شعبي او تجمع كبير سنرى عدة مظاهر ولا يمكن ان يتشابه كلّ من هم في الساحات، هناك المثقفون وهناك السطحيون كما يمكن ان نجد من يتصرف على قاعدة «إنْ لم تستحِ فأفعل ما شئت».

وتختم: «الإصلاح الفعلي لا يأتي بسهولة، والشعب الذي قدّم الدماء ليصون بلده لن يبخل عليها بالمزيد».

أما ليليان الطفيلي علم نفس فتقول: «الحراك المطلبي هدفه رفع المطالب المحقة ومحاربة الفساد وتحقيق التغيير. أما التطاول على المقاومة بمفهومها الوطني مرفوض».

وتضيف: «حين يكون الهدف من التظاهرات تحسين أوضاع الناس فإنّ الغاية تبرّر الوسيلة. وأطالب بأن يواكب الإعلام التحرك في منطقة بعلبك الهرمل لأنها من أكثر المناطق حرماناً وتهميشاً».

لا يثق علي الحاج حسن طالب بأنّ هذا الحراك سيحقق التغيير المرجو ويقول: «ثقتي بإمكانية التغيير ضئيلة رغم أنّ المطالب سامية نظراً لواقع لبنان الطائفي وهم اليوم متحدون شكلاً ولكن صلب الموضوع يبقى طائفياً، ولو حصل التغيير ستبقى المحسوبيات قائمة خاصة في ما يتصل بفرص العمل كوننا في بلد التوظيف فيه متصل بمدى التبعية للمسؤول أو الوزير أو النائب».

ويضيف: «هذا الحراك ورغم إيجابيته ومطالبه المحقة إلا أنّ لديه تداعيات سلبية، وهذه التداعيات تتمثل بإمكانية استغلالها من الأطراف التي تسعى منذ زمن للتصويب على المقاومة وقد شهدنا انحراف في بعض الساحات من قبل جمهور القوات والكتائب المعروف تاريخهم وعمالتهم وكيف يتمّ إطلاق شعارات تحريضية على القوى الوطنية والمقاومة».

ويختم:» غياب الإعلام عن بعلبك الهرمل سببه أن نسيّج هذه المنطقة مقاوم وأغلبيته يرفض سقوط العهد كما قال السيد حسن نصرالله ولكنه مع الأهداف السامية للحراك، ومنطقتنا محرومة منذ الأزل ولو حصل التغيير المرجو قد لا يصل إلينا».

يأمل علي حسن زين طالب بإمكانية التغيير ويقول: «وصلنا إلى مرحلة بات مطلوب منا دفع الضرائب على الهواء الذي نتنفسه لذلك كان لا بدّ من القيام بخطوة حقيقية للتغيير، ولكن بالطبع نرفض أن يسيء أيّ مواطن إلى المقاومة وأقصد هنا المقاومين الساهرين على أمننا في الجرود وعلى كلّ الحدود وهم الأولوية بالنسبة لنا».

ويضيف: «الناس لم يعد لديها القدرة الشرائية، وبرأيي إذا بقيت التظاهرات سلمية وبلا «راقصات» و»تحريض وشتائم» بالطبع سنحقق التغيير».

طرابلس

من جهته قال «س. م.» أحد المشاركين في الحراك في طرابلس: «شاركت في التظاهرات لإيماني بأن لا سبيل للإنقاذ إلا من خلال انخراط القوى الشبابية والعلمية والثقافية في التصدي لهذا الوضع المريع، عن طريق التظاهرات السلمية. هناك تداعيات سلبية على الناس ومصالحهم من جراء الوضع المتأزم، فالوضع الاقتصادي المزري وما يعاني منه التجار والاقتصاديون لم يكن بأفضل حال قبل الاعتصامات، فالركود والبطالة والفقر والجوع حالات متفشية منذ أكثر من 4 سنوات وقد ازدادت في السنتين الاخيرتين».

من جهتها تقول «ي. ب.»: «شاركت في التظاهرات للمطالبة بإعادة المال المنهوب الى الخزينة وليأخذ كلّ إنسان حقه من هذه الدولة وللقضاء على الفساد رغم أنّ الأمل ضئيل في تحقيق هذه المطالب. كلّ شبابنا أصبح خارج الوطن بحثاً عن حياة كريمة وفرص عمل، ولكن للأسف هذه التظاهرات تخرج عن مسارها المحق وتتحوّل في الكثير من الساحات إلى حفلات راقصة أو إلى ساحة تقاتل ومشاكل وبالتالي تأخذ الناس إلى مكان آخر، كما أنّ قطع الطرقات يضرّ بمصالح الناس وحرق الدواليب يزيد التلوّث، لذلك من الأفضل أن نبقى في الساحات دون أن نقطع أوصال البلد».

الشوف

تؤيد تينا خوري التظاهرات رغم أنها لم تتمكّن من التواجد على الأرض وتقول: «لم أكن على الأرض بسبب ظروف عملي ولأسباب أخرى، ولكني أؤيد هذه التظاهرات. إنّ أمل هذا الجيل أن يسقط منطق المحسوبيات ويأخذ اصحاب الكفاءات فرصتهم في إيجاد عمل وفي عيش كريم بعيداً عن الطائفية والمحاصصة».

اما جوليا ج. فتقول: «ما نريده من هذه التظاهرات هو الوصول الى تغيير حقيقي والعيش بكرامة ونصرّ أن تكون تحركاتنا حضارية ونرفض أن يكون بيننا من يثير المشاكل التي قد تقود البلد الى الفوضى والدمار ونحن لم نعد نحتمل خراباً جديداً».

وتضيف: «التغيير الفعلي يكون بإقامة دولة مدنية ومحاسبة الفاسدين، وبتأمين فرص العمل للشباب على أساس الكفاءة لا المحسوبيات والمحاصصة، نحن متمسكون بأرضنا ولا نريد أن تصبح الهجرة هي الحلّ الوحيد أمامنا لذلك كان لا بدّ من صرخة مدوية في وجه نظام طائفي أغرقنا بالديون على مدى عقود».

الهرمل

يعدّد محمد مرتضى مطالب الناس بالقول: «يهمّنا أن يصل أصحاب الكفاءة إلى مكانه المناسب بالإضافة إلى الإنماء المتوازن، ويتوقف الهدر كي تكون لدينا فرصة إنشاء مشاريع صناعية أو زراعية، وبالتالي تصبح فرص العمل أكبر وتتحرك العجلة الاقتصادية بشكل سليم وهذا سينسحب إيجاباً على الحالة الاجتماعية، ونأمل أن يكون هذا الحراك هو القاعد لتحقيق هذه المطالب».

من جهتها تقول نور موسى أستاذة اقتصاد : «الاقتصاد هو عصب البلد وهو يقوم على الإنتاج، ولكن في لبنان يقوم على تحرك الرساميل وانتقال الليرة والدولار من الداخل والخارج والعكس، ورغم الحروب التي مرّت على لبنان بقيت الليرة محافظة على قيمتها وبقي المصرف المركزي محافظاً على وظيفته، لكن اليوم الوضع تغيّر لأنّ النقد الأجنبي سينفذ والليرة اللبنانية إلى هبوط، وكذلك القدرة الشرائية عند الشعب، وأيضاً فرص العمل مقابل ارتفاع في البطالة، من هنا الشعارات التي نرفعها كثيرة وهي يسقط حكم المصرف ويسقط حكم الدولار، لا للمحسوبيات، نعم للكفاءة ولا للمحاصصة في الوظائف».

أما بشير عاصي فيقول: «شاركت في التظاهرات لأنني تربيت على أنّ الطائفية علة العلل ويجب إلغاءها من النصوص والنفوس. إنّ واقع البلد الطائفي والمذهبي يضغط على كلّ شعبنا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنظام الطائفي يفرّق ولا يوحد. هذا الحراك هو حراك وعي وهدفنا القول للناس «اصحوا» لأنّ حياتكم وأحلامكم تضيع وأولادكم أيضاً».

ويضيف: «أؤمن بالتغيير التدريجي، قد لا يكون في هذه اللحظة أو في هذا الحراك، ولكن المفروض أن نكمل سواء في أشغالنا أو في مدارسنا وفي بيوتنا ومع أولادنا للوصول الى واقع وبلد نعيش فيه بكرامتنا، هكذا تربّينا وتعلّمنا وهذه هي أفكارنا، والتاريخ لا يسجل الأماني والنيات بل الأفعال والأعمال، ونحن ستتنصر على الظلم والفساد وسنبني الدولة المدنية».

من جهتها تقول آرام كاتبة : «نزلنا على الأرض منذ بداية الحراك لأننا نريد تغيير الواقع الطائفي والفاسد الذي أنهك هذا الوطن وهجّر شبابه، ومن جهتي أثق أننا قادرون على تحقيق التغيير وسنبقى في الساحات لنصل الى مرادنا».

أما أصالة الفيتروني فتقول: «نزلت كمواطنة من هذا الشعب لديها نفس المعاناة التي يعانيها أيّ مواطن، فهمنا ومشاكلنا مشتركة، واليوم نزلنا يداً واحدة، ولديّ أمل كبير بالتغيير».

من ناحيته يقول الدكتور غياث ناصر الدين: «أرى أنّ هذا الحراك إيجابياته تتفوّق على سلبياته، لأنّ اللبنانيين أمام واقع صعب في ظلّ غياب أدنى مقوّمات العيش ولم يعد لديهم ما يخسرونه. حين أدفع ابني للتحصيل العلمي عليّ أن أتطلع الى مستقبله وهل سأضطر أن أدفعه نحو خيار الهجرة مثلاً.. لذلك علينا النظر الى هذا الحراك بعين إيجابية ونعتبر ما نقوم به هو الدواء الشافي لما يعانيه شعبنا منذ عقود».

تقول زينب شمس مدرّسة : «البلد كان مشلولاً منذ الأساس وقد يتعرّض لشلل أكبر نتيجة السياسة التي اتبعها مصرف لبنان ومن يدعمه من الطبقة السياسية التي تأخذ البلد الى الهاوية، لذا لا بدّ من تحرك شعبي يطالب بالمحاسبة ومكافحة الفساد».

ريان الجوهري تقول: «الصورة مشرقة في مدينتنا وحراكنا حضاري والمطالب التي نرفعها محقة، ولكن وسائل الإعلام لا تغطي هذا الحراك حقه، ولا يتمّ القاء الضوء على الهرمل مطلقاً».

ويقول أحمد شمص أستاذ : «الحراك الشعبي هدفه تحقيق مطالب محقة وإصلاح النظام وعلى المشاركين الالتزام بالهدف الذي نزلوا من أجله كي لا تضيع البوصلة. مطالبنا تعني الجميع بعيداً عن الشعارات السياسية لكي لا تفقد شرعيتها، ونحن نسعى لتحقيق العدالة والعيش الكريم وحماية المقاومة من الفساد والفاسدين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى