هل يلغى أو يؤجل توقيع الأردن اتفاق استيراد الغاز «الإسرائيلي»؟
عمان ـ محمد شريف الجيوسي
رجح خبراء أردنيون في مجال الغاز تأخير أو إلغاء توقيع اتفاقية بين الأردن وشركة نوبل إنيرجي الأميركية لتزويد الأردن بالغاز من حقل غاز لوثيان الفلسطيني المحتل من قبل الكيان الصهيوني، في البحر الأبيض المتوسط.
وقال الخبراء الأردنيون إن نظراءهم «الإسرائيليين» أبلغوهم على هامش لقاءات مؤسسات مجتمع مدني أردنية و»إسرائيلية» في لاهاي بهولندا أواخر الشهر الماضي عن خلاف نشب بين حكومة «إسرائيل» من جهة وشركة نوبل انيرجي للطاقة من جهة أخرى.
وقالوا إن الحكومة «الإسرائيلية» هددت شركة نوبل إنيرجي بعدم تجديد عقدها الذي يوشك على الانتهاء وفي حال حصل ذلك فإن الخطاب المبدئي «خطاب النوايا» الذي وقعته شركة الكهرباء الوطنية وشركة نوبل إنيرجي في أيلول الماضي قد لا يرى النور.
وأكدوا أن «إسرائيل» لا تعير أي اهتمام لأي اتفاق أو غيره وبالتزامن ربطوا بين رفض «الإسرائيليين» التزود بالمياه من تركيا بعد خطابات نوايا واتفاقات مبدئية وبعد استكمال تركيا للبنى التحتية كافة لذلك المشروع الضخم، حيث بدأ الأتراك بالترويج لمشروعهم إلى دول الجوار التي تعد فقيرة مائياً.
يذكر أن شركة الكهرباء الوطنية وقعت خطاب نوايا مع نوبل إنيرجي الأميركية في أيلول الماضي يقضي بتزويد الأردن بالغاز عبر إنيرجي من «إسرائيل»، من دون تحديد موعد نهائي لاستكمال الاتفاق.
وكان الأردن يطمح إلى توقيع اتفاق تزويد طويل الأمد، الشهر الماضي يوفر على الحكومة الأردنية بحسبها، ملياراً و400 مليون دولار شهرياً. وبموجب خطاب النوايا تبلغ مدة العقد 15 سنة، ينقل خلالها الغاز مباشرة عبر الحدود مع الكيان الصهيوني، عقب الانتهاء من إنشاء خط أنابيب بحلول أواخر 2017.
وفي حال لم تمدد «إسرائيل» اتفاق العمل المبرم مع شركة نوبل إنيرجي الأميركية فإن الأردن سيعمد إلى توقيع الاتفاق مع الحكومة «الإسرائيلية» أو أية شركة تتفق معها من قبل هذه الحكومة.
من جهة أخرى، تمتلك الحكومة الأردنية خيارعقد اتفاقات غاز طويلة الأمد مع السلطة الفلسطينية حيث تملك مجموعة بي.جي حقوق تطوير حقل للغاز على مسافة 30 كم قبالة ساحل غزة ومع وزارة الطاقة القبرصية لتوقيع اتفاق بخصوص احتياطات الغاز الموجودة على طول ساحلها الجنوبي.
يذكر ان الأردن وقع اتفاقاً مع «رويال داتش شل» لتوريد الغاز لمرفأ للغاز الطبيعي المسال قيمته 65 مليون دولار يقع على مسافة 18 كم جنوب ميناء العقبة المطل على البحر الأحمر، وسيستكمل أيار العام المقبل. ويتضمن الاتفاق إمداد المرفأ بما يصل إلى 600 مليون ق 3 يومياً وهو إجراء يخفف الضغط عن الأردن في الأجل المتوسط بتقليص فاتورة استيراد الطاقة بما لا يقل عن 500 مليون دينار سنوياً.
ويذكر أيضاً أن توقيع استيراد الغاز الفلسطيني المسروق من قبل الكيان الصهيوني، يحظى بمعارضة أردنية شعبية كبيرة .