الصدر يحذّر: إما استقالة عبد المهدي أو الفوضى!؟ والأمم المتحدة تدعو للخروج من حلقة العنف المفرغة

حذّر رجل الدين مقتدى الصدر، أمس، من تحوّل العراق إلى بلد شبيه بسورية واليمن في حال عدم استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وشدد الصدر، عبر حسابه على «تويتر»، على أن عدم استقالة عبد المهدي لن تحقن الدماء، وتابع قائلاً: «لن أشترك في تحالفات سياسية بعد اليوم».

وقال إن «استمرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في منصبه يهدد بتفاقم الأوضاع في البلاد».

وأضاف: «أيها الشعب الثائر جاءنا رد ما قلنا بالأمس: إن استقالة عادل عبد المهدي ستعمّق الأزمة فأقول أولاً: عدم استقالته لن تحقن الدماء.. ثانياً: عدم استقالته ستجعل من العراق سورية واليمن.. ثالثاً: لن أشترك في تحالفات معكم بعد اليوم».

وكان رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، رفض دعوة الصدر لاستقالة الحكومة وبعث رسالة، دعاه فيها للاتفاق مع زعيم منظمة بدر بدل الطلب منه إجراء انتخابات مبكرة. وأبدى عبد المهدي، في رسالته، التي نشرها مكتبه الإعلامي، تحفظه على مقترح الصدر بإجراء انتخابات مبكرة كمخرج من أزمة الاحتجاجات المطالبة باستقالة حكومته ومحاربة الفساد.

لكن الصدر عاد وهدّد عبدالمهدي بسحب الثقة من الحكومة، داعياً زعيم تحالف الفتح هادي العامري للتعاون معه، ليردّ الأخير بالإيجاب.

وذكر التلفزيون العراقي أن العامري، أعلن تعاونه مع مقتدى الصدر بما تقتضيه المصلحة العامة، قائلاً: «سنتعاون معاً من أجل تحقيق مصالح الشعب العراقي، وإنقاذ البلاد بما تقتضيه المصلحة العامة».

وفي هذا الصدد، رأى المحلل السياسي العراقي، صفاء الأعسم، أن كتلتي زعيمي التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والفتح بقيادة هادي العامري هما الأهم في العراق، لذلك هما مؤثرتان في الدعوة لتغيير رئيس الحكومة والبحث عن بديل متفق عليه من الجميع وللتعاون من أجل تحقيق المصلحة العامة للبلد.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن العراق «لا يحتاج لتغيير رئيس الوزراء بقدر التغيير في فقرات الدستور وإصلاحه وهذا الموضوع ليس سهلاً في الوقت الحالي»، مؤكداً أن «المحاصصة لا بد أن تتغير بشكل جذري لخدمة المواطن العراقي والكتلتان قادرتان على التغيير وتقديم البديل».

وأضاف الأعسم أنه «كانت هناك مطالب كثيرة للمواطن العراقي ولم تلبّ لذلك لم يستطع رئيس الحكومة التصرف بشكل حقيقي للنظر في هذه المطالب مع وجود مظاهرات مستمرة تطالب بتغيير سياسة الحكومة نتيجة للبطالة والتردي في الخدمات كافة، ما أجبر الكتلتين الكبيرتين على التواصل مع الجماهير ومحاولة تغيير الحكومة نظراً لما لهما من ثقل وأعضاء كثيرين في البرلمان».

وأكد الأعسم أنه في حالة وجود تعاون بين الكتل يمكن الوصول إلى حل لتحقيق مصالح الشعب وإنقاذ البلد وإعادة الوضع لما كان عليه قبل وجود الحكومة الحالية.

إلى ذلك، التقت ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس، بالمتظاهرين قرب ساحة التحرير وسط بغداد.

ووصلت بلاسخارت إلى ساحة التحرير مستقلة الـ»تك تك»، حيث التقت بالمتظاهرين هناك، ودعت إلى «إجراء حوار وطني لتحديد استجابات فورية وفعالة للخروج من حلقة العنف المفرغة، وتحقيق الوحدة في وجه مخاطر الانقسام والتقاعس بالوقوف صفاً واحداً».

وتشهد بغداد ومحافظات عراقية عدة، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الحالي، احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات آلاف تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية ومطالبة بمحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة.

وتشهد بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب في العراق حركة احتجاجية منذ مطلع شهر أكتوبر الحالي، يطالب فيها المتظاهرون، بإقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وحل البرلمان، وإعلان حكومة إنقاذ وطني، وانتخابات جديدة بإشراف دولي أممي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى