قالت له

قالت له: أما زلت تذكرها وتحفظ لها في القلب مكاناً؟

قال لها: مرات عديدة قلتها إنني أحبك أنت اليوم وإن قتالك مع الذكرى ليس إلا وسواساً.

قالت: أنا لا أقاتل الذكرى، بل أسأل نفسي عن مكاني، لأنها ما دامت في قلبك فأنا خارجه، لأن القلب لا يتسع لاثنتين.

قال: أنت قلتِ إنها في الذاكرة فكيف تقفز إلى القلب ولو كنت متعلقاً بها حبيبة لما كنا معاً فأنت حبيبتي وهي ذاكرتي الجميلة.

قالت: هذا يعني أنها عندما تعود إليك ستتركني وترحل.

قال لها: التي تعيش في ذاكرتي ليست التي هي اليوم بل طيف لما كانت عليه قبل أن تتغير أو أكتشفها. ومن تفترضين عودتها هي كائن غير الذي في الذاكرة هي الكائن الذي أرفضه ولا أرى له مكاناً في حياتي.

قالت: ألا تغار إن قلت لك أن عندي حبيباً قديماً أحنّ لذكراه، ولكنني أحبك أنت.

قال لها: لأنني أعيش الحالة أتفهّم ما تقولين وأتقبّل.

قالت: الذي لا يغار لا يحبّ، وهذا يعني أنك لا تغار.

قال: الذي يلوم ظالماً هو الذي يحب والغيرة من واقع حب أما الغيرة من وهم فظلم.

قالت: والعمل؟

قال لها: أن نعترف بأن العشاق الذين ينكرون أن لهم ذاكرة ما قبل حبهم الحالي يكذبون على بعضهم. والحب لا يبنى على الأكاذيب لأنها انعدام ثقة وحيث لا ثقة لا حبّ، ولأنها ثقل على الضمير يربك السلوك والحب يعتمد على التدفق بلا قلق.

قالت: وهذا يعني؟

قال لها: أن تقبليني وأقبلك كما نحن الآن وليس بوهم أنك المرأة الأولى في حياتي ولا بأني الرجل الأول في حياتك وبعد أن تقبليني تقبّليني، فبعد القبول القبلات.

قالت: القبول بلا تعديل؟

قال: ومن بعده التقبيل.

قالت: والغيرة ممنوعة بلا دليل؟

قال: وليس للحب بديل.

قالت: والحب جميل.

قال: وفاقد الحب بخيل.

قالت: هات من كرمك بعض القليل.

مال عليها وطبع قبلته ومضى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى