دمشق
أحيت منفذية دمشق في الحزب السوري القومي الاجتماعي العيد الـ82 لتأسيس الحزب، باحتفال أقامته في مكتبها وحضره نائب رئيس الحزب رئيس المكتب السياسي د. نذير العظمة، العميد منفذ عام دمشق عبد الله راشد، عضو المجلس الأعلى ميشيل معطي، وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من أعضاء المجلس القومي وجمع من القوميين والمواطنين.
افتتح الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي ونشيد الجمهورية، وبالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، وتحدّث عضو المجلس القومي فاخر كيالي عن معاني التأسيس والانتماء الحقيقي الذي دعا إليه الزعيم الخالد أنطون سعاده.
أما عضو المجلس الأعلى د. ميشال معطي فتحدث عن مفهومَيْ الانتماء والمواطَنَة، وأشار إلى اللغط الذي يقع فيه بعض المفكرين حين يساوون بين المواطنة والانتماء، وقال: «إنّ الانتماء أعظم وأكبر من أن يكون فقط انتساباً إلى وطن، بل هو الإيمان بهذا الوطن وهذا المجتمع وهذه الأمة، والحفاظ على القومية التي ينتمي إليها الإنسان أينما كان».
ثم أوضح معطي كيف أنّ الأمة السورية هي المزيج السلالي المتجانس الذي تشكل عبر الزمن ضمن بوتقة الوطن السوري، وذلك بفعل الدورة الاقتصادية الاجتماعية الواحدة.
وألقى راشد كلمة رحّب في مستهلها بالحضور، وتحدّث عن معاني التأسيس وأهميته، وقال: «إذا كان لكل حزب من فكرة عامة تكوِّن مذهبه النظري، فإنّ الفكرة القومية هي في أساس نشأة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتكوُّنه مصحوب بشكل لا يقبل الجدل بفكرة التحرّر الاجتماعي لإقامة النظام الجديد، ومع وجود الفكرة القومية تتشكل قواعد انطلاق الحزب وصولاً إلى الهدف، إلى الغاية المرجوة منه وهي غاية الحزب، بعث نهضة سورية قومية اجتماعية…».
وأضاف راشد: «أما النقطة المركزية في فكر سعاده فهي مصلحة الأمة السورية، مصلحة المجتمع الإنساني الذي نحن فيه. إنّ فكرة الحزب العامة تتمحور بكلّيتها حول وعي ذات المجتمع وحاجاته، ومن خلال هذا الوعي حدّد سعاده نظرته إلى الأمة السورية والعالم العربي والمصلحة السورية.
للوصول إلى هذه المصلحة لا بدّ من قواعد لانطلاق الفكر، فكانت المبادئ، التي قال فيها سعاده: المبادئ لا قيمة لها إلا بالقدر الذي تتجلى من خلالها قضية ومصلحة الأمة. فالمبادئ هي للمجتمع والأمة لا العكس، وهي فكر شامل لكلّ نواحي الحياة الاجتماعية، وهذا الفكر الحرّ مناف لكلّ أنماط الفكر الفردي، فهو حرّ ولكن هذه الحرية متولدة من رحم المصلحة القومية، وهذا الفكر يريد بالحياة القومية: الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأمة الواحدة».
وأردف راشد: «تأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932، أيّ أنه مضى على تأسيسه 82 سنة حافلة بالنضال والصعاب والتحدّيات. ولتأسيس الحزب حالة رمزية وهي أنه فعل إرادي وابتكار أصلي من الشعب السوري للشعب السوري نفسه. ويتميّز الحزب بهذه الميزة القومية الخاصة، لأنه تأسس فكراً وحزباً وحركة جديدة في الأمة السورية، ولم يكن الاستعمار سبباً في تأسيسه بل كان سبباً لظهوره العلني».
وقال: «عندما ظهر الحزب إلى العلن لم يتراجع أو يخف أو يتقهقر، بل واجه وناضل وحارب وانتصر. وهنا علينا أن نُثَبِّتُ عدة أمور أساسية للتأسيس:
1. أسباب التأسيس: قضية أمة وقضية شعب ووطن وهوية وسيادة.
2. مفاعيل التأسيس: بناء الإنسان الجديد والمجتمع الجديد.
3. قواعد التأسيس: النظرة الجديدة إلى الحياة والكون والجمال.
4. مفاهيم التأسيس: مفهوم الأمة ومفهوم المتحد ومفاهيم المصالح والمؤسسات ومفهوم الحزب والجماعة.
5. عقلية التأسيس: المثل العليا الحرية والواجب والنظام والقوة السلوك الإنساني والسلوك الأخلاقي.
6. آلية التأسيس: البناء الحزبي تأسيس للنهضة القومية الاجتماعية والعمل على بناء الحركة لتحقيق هذه النهضة وبالتالي تحقيق الغاية والهدف.
7. وسائل التأسيس: الفرد، المجتمع، الحزب، النظام القومي الاجتماعي، والقوانين الدستورية للحزب.
8. نتائج التأسيس: بناء الحزب، بناء الإنسان الجديد، بناء المجتمع القومي الاجتماعي.
9. الظواهر المرافقة للتأسيس: ظاهرة القومية الاجتماعية، ظاهرة الدولة القومية الاجتماعية، ظاهرة الفلسفة القومية الاجتماعية المدرحية ، وظاهرة الحزب السوري القومي الاجتماعي بحدّ ذاته.
10. قضايا التأسيس: العدل الاجتماعي، العدل الحقوقي، والاقتصاد القومي».
وقال راشد: «إنّ صراعنا في الحياة صراع القيم العليا، ليس تنازعاً على قطعة أرض لأنها أرضنا وحقنا، وإذا كان البعض قد أصيب بالعمى أو تعامى، فإننا لا نزال نملك في ما نملك، بعضاً من البصيرة والإرادة.
إننا حركة لا جمود، إننا نريد حقنا في الحياة، وإننا لمدركون هذا الحق لأننا حركة منظمة وقوة فعّالة وإرادة واحدة متمركزة.
إننا جنود نهضة… نحارب في جميع الجهات لأنّ حربنا هي حرب عزّ لهذه الأمة. إننا في سورية في قالب العائلة القومية الواحدة، قالب المجتمع القومي الواحد، قالب الأمة الواحدة».