صالح والمالكي: للحفاظ على سلمية التظاهرات والإسراع في تنفيذ الإصلاحات
تستمر التظاهرات في العاصمة العراقية بغداد حيث احتشد المتظاهرون في ساحة التحرير وسط العاصمة.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس العراقي برهم صالح اليوم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية واع بحث صالح مع المالكي، مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد والإجراءات التي من شأنها أن تسهم في تلبية مطالب المتظاهرين.
وذكر بيان أن الجانبين أكدا على «ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم الإخلال بالأمن واستمرار شلل مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات وشركات النفط والموانئ والإسراع في تنفيذ حزم الاصلاح التي أعلنت عنها الحكومة وحازت على ثقة ممثلي الشعب في مجلس النواب»، مطالبين «جميع القوى السياسية والفعاليات الجماهيرية إلى دعمها وأن يتحلى الجميع بالوعي وتفويت الفرصة على الأعداء وقبر الفتنة».
إلى ذلك، يواصل العراقيون تظاهراتهم بأعداد كبيرة في ساحة التحرير، والمناطق المحاذية لها، في وسط بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، اعتصاماتهم لليوم التاسع على التوالي، لتغيير الحكومة، وطرد الأحزاب، ومحاكمة الفاسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين.
وأشار إلى تظاهرات خرجت في الديوانية وواسط وكربلاء، وكان المتظاهرون أول أمس قد قطعوا الطريق الى ميناء أمّ قصر في البصرة، ما دعا السلطات إلى وقف العمل فيه بسبب تعثر وصول الموظفين.
هذا وأحبطت الأجهزة الأمنية العراقية مخططاً إرهابياً لتنفيذ هجمات بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان على تويتر أن قوة من قيادة العمليات الخاصة ألقت القبض على الإرهابي المدعو «أبو هارون» بعد نصب كمين محكم له جنوبي العاصمة، وأضافت أنه بعد التحقيق معه عثر على أكياس تحوي أسلحة ومخازن ومعدات تفجير وأجهزة اتصال، كانت معدة لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع التظاهرات.
وعقد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس الأحد، اجتماعاً للقادة الأمنيين بحضور وزير الداخلية، جرى خلاله التأكيد على أداء الأجهزة الأمنية لمهماتها بحفظ الأمن والاستقرار وحماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والمنشآت الحيوية.
وحذّر وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني من أن إغلاق متظاهرين للموانئ الجنوبية سيؤثّر سلباً في انسيابية دخول المواد الغذائية إلى مخازن الوزارة.
العاني قال في بيان له إن بواخر محمّلة بالأرز والمواد الغذائية لمصلحة وزارة التجارة تأخّر إفراغ حمولتها بسبب إغلاق الموانئ، وهو ما يكلّف العراق أموالاً طائلة، ويخلّ بمواعيد عمليات الشحن والتفريغ.
وغداة دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بغداد إلى الاستماع لمطالب المتظاهرين، دعت الخارجية العراقية جميع الأطراف الخارجية إلى احترام السيادة وعدم التدخّل في الشأن العراقي.
وفي بيان لها أكّدت الوزارة احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي يكفلها الدستور.
التظاهرات في العراق مستمرة، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي أعلن أن المجلس سيعمل على إجراء تعديلات دستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين.
وفي سياق متصل، حمّل الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة والسعودية المسؤولية عن المشاكل والاضطرابات المستمرة في العراق على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي رافقتها أعمال عنف متواصلة.
وقال مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في كلمة ألقاها السبت بمناسبة قرب الذكرى الـ40 للاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران على يد طلاب إيرانيين خلال الثورة في البلاد، إن «أصل مشاكل العراق اليوم ومسببها يرجع وبلا شك إلى أميركا والسعودية».
وأضاف جعفري أن «على الشعب العراقي أن يعلم تمام العلم، أنه طالما توجد في البلاد سفارة أميركية، فإن المشاكل والمؤامرات سوف تبقى وسوف تستمر أميركا بتحريك مرتزقتها من المخدوعين وذلك لإشعال الفتن في العراق».
وتستمرّ في العراق منذ أوائل أكتوبر مظاهرات حاشدة مناهضة للسلطات، مترافقة بأعمال عنف أسفرت في الشهر الماضي عن مقتل نحو 250 شخصاً، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة وتشديد إجراءات مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.