«دقيقة صمت» تلاحق الدراما السورية.. فهل الموسم المقبل الأكثر بؤساً؟!
دمشق – آمنة ملحم
خلافاً لحالة النشاط الفني التي سادت الموسم الفائت كبشرة خير بعودة ألق الدراما السورية بعدد من الأعمال الدرامية ذات المستوى الفني اللائق وبإمكانيات إنتاجية تعتبر جيدة، وأسماء لشركات إنتاج ونجوم عادوا ليصوّروا داخل سورية بعد غياب سنوات عدة عنها، يبدو أن ما بعد الموسم لم يكن كما المشتهى.. فحالة ركود كبيرة يشهدها الوسط الفني السوري في الداخل بغياب الإعلان عن أعمال جديدة للموسم الرمضاني المقبل باستثناء عدد قليل جداً.
دقيقة صمت دراميّة
الحكاية انطلقت مع البلبلة التي أثارها مسلسل «دقيقة صمت» الذي صور في سورية مسجلاً عودة لشركة ايبلا للإنتاج الفني للتصوير داخل البلد بعد أعمال عدة صوّرتها خارجها، ولكن تلك العودة لم تمرّ على خير، فالعمل صوّر في سورية وعرض على محطات فضائية عربية عدة، ومنذ الحلقة الأولى شهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور والنقاد الذين أجمعوا على المستوى الفني العالي والأداء المتميّز لنجومه ومعه كسب المخرج وأولئك النجوم الرهان فنياً، إلا أن تصريحات كاتبه التي خرجت أثناء العرض قلبت موازنة المعادلة، وسرعان ما اندفعت شركتا إيبلا والصباح إخوان منتجتي العمل إلى إصدار بيان تنحيتا عبره من تصريحات الكاتب، إلا أن الحجز على أموال شركة «إيبلا» كان النتيجة، وبالتالي سيخسر الانتاج الفني هذا الموسم أعمال شركة إيبلا والتي بحوزتها نص «دانتيل» للكاتبة رانيا بيطار، وكان من المفترض أن ينتج لرمضان «2020»، و شكلت هذه الخطوة حالة من الحذر الإنتاجي عموماً خيمت على الدراما السورية، لا سيما قبل صدور قرار الحجز حيث كانت وزارة الإعلام السورية تنوي رفع دعوى قضائية على كل الأعمال والشركات التي سوقت خارجاً دون عرض مادة الفيديو كاملة عليها قبل العرض ومنها مسلسل «الحلاج» الذي استكمل تصويره تزامناً مع العرض الرمضاني، إلى أن اكتفت بتوجيه العقوبة لمسلسل «دقيقة صمت».
من ستة أعمال لعمل واحد
مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني التي أنتجت ستة أعمال رمضانية الموسم الفائت بغض النظر عن تفاوت مستوياتها الفنية، لم تعلن إلى الآن سوى عن عمل جديد بجعبتها «حارس القدس» الذي يصوره المخرج باسل الخطيب، والذي أعلن أنه خارج الموسم الرمضاني أي لا أعمال رمضانية لديها إلى الآن.
شراكات فنية خارجية
شركة غولدن لاين التي تعتبر من أكثر الشركات الفنية السورية استمرارية حتى في ظل الأزمة السورية بسوية أعمال جيدة، ذهبت باتجاه الشراكة الفنية مع شركة «اي سي ميديا» الخليجية عبر العمل البدوي «صقار» الذي بدأ تصويره مؤخراً، في محاولة منها ربما لضمان تسويق العمل على أكثر من محطة فضائية، في ظل الأزمة التسويقية للدراما السورية والتي لم تنفرج إلى الآن بل زادت من حالة الإحباط الموسم الفائت مع أعمال درامية سورية يتصدرها نجوم الصف الأول إلا أنها لم تلق سوقاً فضائية لائقة.
أعمال شامية و«أكشن»
تبقى الأعمال الدرامية السورية الشامية التي تعتمد الفانتازيا في طروحاتها بعيداً عن التوثيق أو نقل صورة حقيقية عن أهل الشام الأكثر حظوظاً تسويقية عبر القنوات الفضائية، والأكثر إثارة للجدل حول سويتها الفنية. وفي هذا الإطار تستكمل شركة قبنض الشركة الأكثر إنتاجاً لأعمال البيئة الشامية، سلسلة أجزاء « باب الحارة « الشهير رغم كل ما لحق الجزء العاشر الذي عرض الموسم الفائت من انتقادات، كما أعلنت عن عمل «بروكار» الذي سيبدأ تصويره قريباً، ولكنه وفق تصريحات مخرجه محمد زهير رجب فهو عمل دمشقي بعيد عن الفنتازيا.
وفي الإطار ذاته استكملت قبنض عمل «الجوكر» الذي توقف الموسم الفائت بعد مشاكل إخراجية وفنية لحقتهز وهذه المرة مع مخرج جديد أكد جمال الظاهر والذي أكد لـ»البناء» خروج العمل عن النمط الدرامي السوري المعتاد باتجاه الأكشن والتشويق والإثارة.
«أزمة تسويقية ببساطة»
الفنان باسم ياخور يستكمل حالياً سلسلة لوحات «ببساطة 2» في دمشق إلا أنها ستكون خارج العرض الرمضاني، ولكنه يرى بأن المشكلة الأساسية التي تواجه الدراما السورية هي الأزمة التسويقية. فالمحطات الفضائية لم تعُد تطلبها، حيث باتت خارج أولوياتها، لأسباب ليس لها علاقة بسوية الأعمال الفنية. ولفت ياخور إلى أن الدراما السورية حالها كحال كل قطاعات الحياة السورية تأثرت بالأزمة. فالكوادر تعبت، والدراما اللبنانية المشتركة كان لها أيضا تأثير مباشر، حيث سحبت تلك الكوادر باتجاهها لكون الحالة الانتاجية فيها أفضل والأجور باتت أعلى. فبالتالي أصبح هناك نقص في الكادر الفني السوري داخل البلد.
ومع حالة الركود الطاغية على المشهد للآن يبدو أن شعور الإحباط بدأ ينتشر في الوسط الفني حيث يرى كاتب الندم «حسن سامي يوسف» أنّ الموسم الدرامي الآتي هو الأكثرُ بؤساً طوال ربع قرنٍ مضى، مؤكداً بأن هذا التصريح من داخل مطبخ الدراما السورية، وليس باجتهاد شخصي منه.