انعكاس التوتر الأميركي الصيني على الأسواق المالية العالمية
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعترف بـ»التهديد الذي يشكلّه الحزب الشيوعي الصيني»، مورداً عدداً من التهديدات الصادرة من الصين.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة فوكس بزنس» نحن بحاجة إلى التأكد من أن العالم يدرك المخاطر المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني والعواقب التي، وبصراحة، غضضنا الطرف عنها لفترة طويلة. والخبر السار هو أن الرئيس ترامب قد أقر بهذا التهديد».
وزير الخارجية الأميركي قال إنه ينبغي على أميركا والصين التعاون حيثما أمكن».
ورأى أن الاتفاق التجاري المقبل بين الصين والولايات المتحدة منطقي بالنسبة للبلدين».
وفي هذا السياق، قال بومبيو إنّ ما يحدث في شينغ يانغ من نقل للتكنولوجيا القسري والهجمات السيبرانية أو أنشطتها في بحر الصين الجنوبي والتي تهدد جميع البلدان في آسيا، تعتبر مخاطر جسيمة. الرئيس ترامب يأخذها على محمل الجد. ونحن بحاجة إلى أن ينضم إلينا العالم في هذه المسألة»، وفقاً لبومبيو.
وفي أواخر تشرين الأول الماضي، انتقد بومبيو الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، قائلاً إنّ بكين تركز على الهيمنة الدولية ويجب التصدي لها».
وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة لطالما اعتزت بصداقتها مع الشعب الصيني»، مضيفاً أن الحكومة الشيوعية ليست هي الشعب الصيني».
من جهته، رأى مدير موقع الصين بعيون عربية» محمود ريا أنّ تصريحات بومبيو بحق الصين والحزب الشيوعي تبدو مليئة بالاتهامات الجائرة، وهي تشكّل تدخّلاً مباشراً بشؤون دولة أخرى ذات سيادة، وذلك تحت الذريعة المعتادة وهي الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية».
واعتبر أنّ «هذه التصريحات ليست جديدة وهي مكرّرة ويعيدها المسؤولون الأميركيون بين فترة وأخرى، وهي لا تترك أثراً كبيراً عند المسؤولين الصينيين الذين يتعاملون مع الوقائع والمعطيات الملموسة، وليس مع الأمنيات والرغبات والتصريحات التي تعبر عنها».
وقال ريا إنّ الظروف التي تحكم عملية التفاوض للوصول إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين غير مرتبطة بتصريحات استفزازية تصدر من وزير الخارجية الأميركي أو نائب الرئيس أو غيرهما من المسؤولين».
وعللّ ذلك أنها ترتبط بالمعطيات الملموسة التي يمكن أن توصل إلى الاتفاق المفيد لكلتا الدولتين، وهذا ما يأمل به كل الحريصين على الاقتصاد العالمي والخائفين من دخوله في مرحلة حرب تجارية حقيقية بين الاقتصادين الأكبر في العالم، ما يضرّ بالبلدين معاً، وبالعالم كله أيضاً»، بحسب ما ذكر ريا.
وعن إمكانية تطور التوتر في العلاقات الصينية الأميركية من اقتصادية إلى سياسية أيضاً، يجيب ريا أنّ العلاقة بين الاقتصادي والسياسي في العلاقات الصينية الأميركية معقدة جداً، ففي الظاهر يمكن القول إن الصراع التجاري قد يؤدي إلى حصول صراعات سياسية بين البلدين. ولكن الواقع يفرض النظر بشكل أعمق للعلاقة بين الدولتين، للوصول إلى قناعة بأن الصراع الاقتصادي هو في حقيقته أحد انعكاسات الصراع السياسي الخفي بين القوتين العملاقتين».
كما لفت إلى أنّ الولايات المتحدة لا تحارب الصين بسبب صعودها الاقتصادي فقط، وإنما تخوفاً من الصعود السياسي والثقافي الذي تحققه الصين، سواء في الداخل أو على صعيد علاقاتها مع دول العالم».
مدير موقع الصين بعيون عربية» رأى أنّ أي نزاع بين الصين والولايات المتحدة ينعكس سلباً بلا شك على اقتصاد العالم ككل، وبالتالي على الأسواق المالية العالمية».
وأوضح أنّ الانكماش الاقتصاي الذي يمكن أن ينجم عن حرب تجارية شعواء بين بكين وواشنطن سيؤدي إلى غرق الكثير من الشركات في الخسائر، ما يضرّ بأسهمها وبالتالي يؤدي إلى انهيار البورصات والأسواق المالية».
وعليه، قال ريا إنّ الصين تبذل كل جهودها كي لا تؤدي الاحتكاكات التجارية التي افتعلتها إدارة ترامب إلى نشوب حرب تجارية واقتصادية شاملة بين الطرفين، حرصاً على مصلحة الاقتصاد الصيني ومصلحة الاقتصاد الأميركي المرتبط به، وكذلك مصلحة الاقتصاد العالمي ككل».