التسامح من أجل الوطن…

أحمد حسني عطوة

في ظل الظروف التي يمرّ بها بلدنا، نفتقد للغة التسامح، ونفتقد للغة المحبة ومفاهيمها، فمن أجل الوطن والشعب المنكوب علينا ان نتماسك ونوحد جهودنا، ونعمل من اجل الوطن والشعب.

ليس مهمّاً مَن يكون ومَن يعمل، ولكن المهم أن نعمل من أجل خدمة ابناء الشعب الذين يعانون في ظلّ الجو البارد، ويعانون آثار الحرب، وعلينا اليوم أن نوحد الجهود والصف من أجل اجتياز هذه المرحلة التي يعانيها شعبنا، فقد استغلت القوى الدولية والإقليمية الظروف الصعبة للضغط على شعبنا، وعلينا اليوم أن نعمل من أجل توحيد الجهود لمصلحة الوطن والشعب.

أبناء شعبنا اليوم أغلبهم باتوا في مراكز اللجوء، أفلا يكفيهم ما عانوه من لجوء الوطن ومن مدنهم، لكي يعانوا اللجوء الآخر، إنّ الانتهاكات التي تعرّض لها شعبنا في قطاع غزة والقدس على مرأى العالم الذي لم يحرك ساكناً يجعلنا نستوضح المؤامرة التي تدار ضدّ شعبنا وقضيتنا، فهناك الكثيرون لا يعنيهم حلّ قضيتنا فهم منتفعون من وضع شعبنا وقضيتنا بهذه الحال السيئة، وعلى حساب هذا الشعب المشرّد.

إنّ قضيتنا بسيطة جداً لو فكرنا في الحلّ الحقيقي بعيداً من المصالح الحزبية والشخصية وحبّ السيطرة، إنّ حلنا في وحدتنا، وبهذا السلاح يمكننا أن نتغلب على القانون الدولي، ونستطيع مقاضاة العدو الوحيد لشعبنا وقضيتنا، لذلك على القيادات الفلسطينية الوقوف عند مسؤولياتها، وعلى القيادة السياسية العمل بجدية تجاه هذا الشعب والدولة، فنحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال محتلاً منذ عشرات السنين، الا يكفينا هذا؟!

على الإعلام أن يلعب الآن دوره الحقيقي في توجيه الشارع الفلسطيني، ونصحه وتوضيح ما يدور على الأرض من مؤامرات ضدّ شعبنا وقضيتنا، بدلاً من إلقاء التهم والمسؤوليات على بعضنا البعض، وبدلاً من نشر فضائحنا التي أخجلت حتى أطفالنا في الخارج من قول انا فلسطيني ، كلنا نحمل اسماً واحداً وعلماً واحداً ولغة واحدة، لذلك وجب على الإعلام العمل على نشر لغة المحبة والتسامح، وعلى القادة الكفّ عن شتم بعضهم البعض عبر وسائل الإعلام، ولنظهر للعالم أننا يد واحدة وشعب واحد، ولنغلّب سياسة الشعب والدولة على سياسة «الأنا».

كافة القوانين الدولية تقف الى جانب قضيتنا، وكلّ الظروف معنا تفتح الأبواب لمقاضاة العدو على انتهاكه لحقوقنا، إنْ لم يكن باسم الدولة فبالتعاون مع المنظمات العالمية والدولية وكلّ حسب مسؤولياته يعمل من أجل تحقيق الهدف الواحد، حتى لو اضطر الأمر إلى رفع قضايا جماعية جماهيرية تتبناها مجموعة من المؤسسات الدولية وتضعها أمام المحاكم الدولي ، فلماذا لا تتبنى كلّ مؤسسة من مؤسساتنا المحلية، وكلّ عضو وممثل لمؤسسة خارجية دولية هذا الأمر ليُصار إلى العمل عليه بالتعاون مع الجهات الرسمية في الوطن لرفع سلسلة قضايا ضدّ الكيان المحتلّ ومقاضاته وملاحقته قانونياً وتقديمه إلى المحاكم الدولية.

إنها رسالة حقيقية للمعنيين بهذا النوع من الأعمال لدراسة الأمر جدياً، وتقديمه كمقترح للجهات الرسمية لتتبناه سلسلة من المنظمات الدولية لتقديمه للمحاكم الدولية ليشكل ضغطاً عالمياً على المحاكم الدولية لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين عن كلّ الجرائم التي ارتكبوها منذ سنين طويلة، والتي لا يزالون إلى اليوم يواصلون ارتكاب المجازر والجرائم، علينا التفكير جدياً، وعلى جميع المختصين العمل جدياً والنظر في الأمر لأنّ شعبنا يستحق الحياة ويستحق التقدير لأنه عانى وضحى ولا يزال…

إعلامي وعضو منظمة الدرع العالمية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى