الغرب: بدايات وإضاءات
إعداد: لبيب ناصيف
هذه المحاضرة كانت مُعدّة لتقديمها في بلدة بيصور إلّا أن ظروفاً، حزبية وشخصية، حالت دون ذلك، ننشرها لما فيها من معلوماتٍ عن بداياتِ العملِ الحزبي في منطقةِ الغرب، لعلّها تُساعد أي باحث من رفقاء أو مواطنين، في حال رَغِبَ أن يكتُب عن الحضور القومي الاجتماعي في تلك المنطقة.
صحيح أن وديع تلحوق كان أحد الرفقاء الخمسة الأوائل 1 ، إلا أنّهُ لم يستمر سوى بضعة أشهر بعد ان عمد سعادة إلى حل النواة الاولى وأعاد تأسيس الحزب، وصحيح أن الرفيق فكتور أسعد حنا 2 ، من الشويفات، كان أحد الخمسة عشر رفيقاً الأوائل، وصحيح أيضاً أن الرفيقين رفيق الحلبي بشامون وأحد مؤسسي العمل الحزبي في الغرب و أول رفيق غادر إلى غانا 3 وشفيق الشرتوني 4 من شرتون، وثاني رفيق يفقد وظيفته بسبب انتمائهِ الحزبي هما من بين الثلاثين رفيقاً الذين كانوا انتموا حتى آخر حزيران 1934، كما يروي الامين جبران جريج، والرفيقين عبدالله ثابت وعزيز ثابت 5 من بحمدون وأول منفذ عام للحزب في بيروت ، من بين 62 رفيقاً الذين كانوا انتموا حتى آخر العام 1934، إلا أن الصحيح أيضاً أن الرفيق معروف صعب كان عرف سعادة قبل هؤلاء الرفقاء، إذ كان تعرّف إلى سعادة في دمشق بعد أن كان حل المدّرس معروف صعب مكان سعادة الذي كان يُدرّسُ اللغة الانكليزية في «الجامعة العلمية» قبل أن ينتقل للعمل في جريدة «اليوم» مُترجماً فوريا.
لعلَّ الخطوة الأولى لبناء العمل الحزبي في منطقة الغرب هي التي بدأها الرفيق بهجت الخولي 6 عندما انتقل للتدريس في مدرسة سوق الغرب. نشاطه الجيد أسفر عن انتماء خمسة طلاب من مناطق مختلفة ظافر مكاري- أنفه، رفيق الأيوبي- عفصديق، الياس حبوش- مشغرة، زيوار العظم- دمشق، الياس ديب- صافيتا إلا اننا نُرّجح أنهُ لا بد أن يكون انتمى رفقاء آخرون من قرى الغرب، خاصة إذا عرفنا أن الرفيق جورج عبد المسيح انتقل بدوره إلى سوق الغرب للتدريس فيها، وأن سعاده دُعيَ لإلقاء محاضرة في الجغرافية الإنسانية السنة الحزبية الثانية ، يقول عنها الرفيق عبد المسيح: «دُعِيَ إلى الاجتماع عدد كبيرٌ من وجوهِ قُرى شملان وسوق الغرب وعيناب وعيتات والقماطية وعاليه، وحضر ما أربى على الألفِ مُستمع».
في مدرسة سوق الغرب يتعرّف الطالبان حبيب عبدو وطانيوس سلوم من الكورة على الحزب ثم ينتميا، وإذ انتقلا إلى الشويفات لمتابعة دراستهما في مدرسة القسيس، أسسا فرعاً للحزب فيها وتحققت انتماءات، منها: الرفيق وهبة جرجس من قرية مقعبرة في «وادي النصارى» لاحقاً وادي النضارة .
ومن سوق الغرب أيضاً تخرج الرفيق حسن ريدان 7 ، وانتقل للتدريس في عين عنوب، ليصبح من مؤسسي العمل الحزبي فيها، إلى جانب الرفيق حسن قائدبيه.
إذا كانت مدرسة سوق الغرب إحدى الركائز الأولى لبداية العمل القومي الاجتماعي في منطقة الغرب، فإن «الجامعة الوطنية» في عاليه لم تكن أقل حضوراً للحزب، ومعبراً لانتشار تعاليمه في سنوات العمل السري في بداية التأسيس.
المهندس جورج حداد بعد أن انتمى، نقل الدعوة إلى صديقه وزميله في النشاط الرياضي جورج كرم، الطالب في الجامعة الوطنية. الرفيق كرم كان وراء تأسيس نادي النهضة في بيروت وفريقه الشهير في كرة القدم الذي ضمّ رفقاء وأصدقاء، كما كان وراء انتماء الرفقاء ألبير أبو شديد من العبادية وسكان عاليه ، جاد الله تلحوق، فضل الله تلحوق النائب لاحقاً والرفيق أبو شديد هو الذي عرّفَ الرفيق شهاب فندي صعب الشويفات على الحزب، فانتمى.
إليها أيضاً انتقل الرفيق جميل شكر الله 8 من مؤسي العمل الحزبي في بلاد جبيل لاحقاً ، من معهد البطريركية في بيروت حيث كان يدرس، فينتمي على يده الرفيق مصطفى تمساح صور، وأول رفيق فيها .
وفي الجامعة الوطنية في عاليه انتمى الرفيق كامل حسان 9 على يد الرفيق فؤاد أبو فخر الدين، فعمل على انتماء معروف سعد النائب، وكان تولى مسؤولية منفذ عام صيدا ونور الدين كنج مجدل شمس- الجولان، وأصبح لواء في الجيش الشامي .
وفيها انتمى أيضاً الرفيق مصطفى عبد الساتر 10 الأمين، عضو المجلس الأعلى، العميد ، والرفيق أمين سري الدين 11 ، بزبدين، الذي تولى مسؤوليات عديدة منها منفذ عام .
إذا كان العمل الحزبي في الجامعة الوطنية قد أوجد رفقاء في الوسط الطلابي فهو أيضاً كان له دوره في تأسيسه في مدينة عاليه، ثُمَّ تباعاً حسبما يورد الأمين جبران جريج في كتابه «من الجعبة» الرفقاء: «أمين عقل، أنيس باز، أديب حداد أبو ملحم، الشاعر والممثل المشهور ، وديع عسّاف الصليبي، نجيب الريّس، رامز الريّس، أمين شهيب، عَجاج شهيب، توفيق شهيب وهاني شهيب».
على خط آخر كان الحزب يصل إلى مواطنين من منطقة الغرب عبر بيروت والجامعة الاميركية، هكذا نجد ان مديرية الطلبة التي كان الرفيق رفيق الحلبي 12 أول مدير لها، كان من أعضائها الرفقاء: رضا رعد شقيق الأمين انعام رعد ، إميل الصليبي ثم شقيقه الدكتور جورج 13 الذي كان تولى في الحزب مسؤوليات مركزية، مُنِحَ رُتبة الأمانة ورشَّحهُ الحزب إلى الانتخابات في منطقة عاليه ، شارل سعد 14 صاحب المدرسة المعروفة باسمه، وهو تولى مسؤولية منفذ عام بيروت، ثم طُرِدَ مع شقيقه الرفيق فكتور ، ويتبعه محمد القاضي 15 من الشويفات، مُنِحَ رُتبة الأمانة وتولى مسؤوليات حزبية في الوطن وفنزويلا ، ثُمَّ شقيقهِ رشيد.
الرفيقان رفيق الحلبي وشارل سعد لم يكتفيا بنشاطهما الحزبي في بيروت، إنما نشطا أيضاً على صعيد منطقة الغرب، فالرفيق رفيق كان وراء تأسيس أول مديرية في بشامون، وكانت تضم إليها رفقاء من عين عنوب وسرحمول، ولما تزايد عدد الأعضاء أصبح لكل بلدة مديريتها. كما كان وراء انتماء نجيب طعان صعب الأمين لاحقاً وأول مدير مديرية في الشويفات وبواسطة الرفيق شارل ينتمي الرفيق الشاعر طنوس نصر 16 ، الذي تولى مسؤولية منفذ عام منفذية ساحل الغرب التي تشكلت من قرى الشويفات، عين عنوب، سرحمول وبشامون.
وفي تلك الفترة ينتمي الرفيق الدكتور محمد أمين تلحوق 17 الذي تولى لاحقا مسؤولية منفذ عام، ومُنِحَ رُتبة الأمانة.
لا نستطيع أن نحصي جميع أسماء الرفقاء الذين انتموا في سنوات التأسيس في الثلاثينات في مختلف قرى الغرب، خاصة أن العدد في الشويفات وحدها قد ناهز الثلاثُمئة عندما خرج سعادة من أسره الثالث عام 1937، كما يفيد الرفيق حسين محمد صعب. لذلك سنكتفي بإيراد أسماء العدد القليل من الرفقاء الذين انتموا في الثلاثينات، مع الاعتذار من كل رفيق سقطَ اسمهُ سهواً، ومع تسجيل تقديرينا لجميع الرفقاء الذين ناضلوا وقدموا التضحيات وعملوا على نشرِ الحزبِ في بلداتهم وقراهم، فهم جميعهم باقون في وجدان رفقائهم وفي تاريخ الحزب.
الشويفات: فدوى نايف صعب، آدال صعب، رضا طعان صعب 18 ، حسين محمد صعب، ناظم نجيب صعب، توفيق أمين صعب، فؤاد صعب 19 ، فؤاد مصطفى صعب، فؤاد سليم صعب، حافظ سليم صعب، خليل جابر صعب، فايز سليم صعب، لبنان شاكر صعب، سليم نُعمان صعب، نجيب طعان صعب الأمين لاحقاً وأول مدير لمديرية الشويفات ، محمد أمين أبو حسن، أحمد أبو حسن، رافع وبدري جريديني 20 الأمين، الصيدلي، منفذ عام حماه لاحقاً ، ناظم نجيب، عارف توفيق السُّوقي، فايز سليم، توفيق أمين، شبلي كرم، وديع أبو فخر، فندي سعد حلاوي، نصر المهتار، سعيد أبو نعيم، وجورج شقير الذي انتقل إلى جونيه وكان مدير لمديريتها.
عين عنوب: سليمان سعد، توفيق أحمد سعد، كامل ريدان، حسن ريدان، أمين حمود شجّاع، جميل كامل شجّاع، عادل هاني شجّاع 21 ، علي حسين شجاع، حبيب يوسف حرب، يوسف أمين أبو سليمان، وأول مدير لها الرفيق سليمان سعد .
عيناب: سليم اسبر خوري، سليم زيدان، فارس زيدان، كامل شاهين زيدان، عادل ملحم زيدان، توفيق زيدان وحمد زيدان.
بشامون:خطار شاهين ابو ابراهيم 22 الأمين والشاعر وأول مدير لمديرية بشامون ، فؤاد يوسف الحلبي، فؤاد محمد الحلبي، سليمان محمد الحلبي، وديع مصطفى الحلبي، أنيس يوسف الحلبي، عادل حسين الحلبي، سعيد وحليم محمد عيد، طعان نجيب عيد، فهيم علي عيد، ابراهيم محمد عيد، أميل وخليل جرجس أبو ضاهر،فؤاد انطون عازار، جورج انطون عازار، محمد سليم حسان، عفيف حسين حسان، فواز ونواف حسن أبو عساف، عجاج محمد أبو شكر 23 ، جورج نجيب الحداد، عباس سعيد مسعود، محمد أبو نجم، مؤيد داوود شجّاع، سلمان رافع مراد، ويوسف قاسم الشامي.
سرحمول: مزيد نور الدين أول مدير للمديرية ، توفيق محمد نور الدين 24 ، أمين نور الدين، عجاج نور الدين، وسعيد ويوسف وفؤاد وبديع وشفيق نور الدين، أنيس يوسف اسماعيل.
شملان: الرفيقان نجيب نعيم المقدم 25 والمحامي سليم حتي 26 .
عبيه: نايف أمين جمال، جميل يوسف جمال، وملحم سليم نصر.
الغابون: الرفيق أسد زين الدين.
القماطية: الرفيقان حسن حمادة ونجيب خلف.
عين كسور: كان الرفيق شكيب سليم أبو مصلح 27 قد انتمى في بيروت ونشط فيها واعتُقِلَ مِراراً، والرفقاء عارف أحمد أبو مصلح، عارف يقطان أبو مصلح، ومسعود أبو مصلح.
ونصلُ إلى بيصور: الرفقاء: محمد مصطفى العريضي 28 الأمين، الشاعر، والصحفي، عضو ورئيس المجلس الأعلى ، هاني عباس العريضي، سعيد أمين العريضي، إسماعيل نصّار ملاعب، هاني يوسف ملاعب، حمود سعيد ملاعب، سليم محمد ملاعب، حليم ملحم ملاعب، أمين حسين ملاعب، سليم نصّار ملاعب 29 الأمين ، محمد ملاعب 30 الشهيد في الثورة القومية الاجتماعية الأولى .
وإذا كانت قرى الوسط والغرب الساحلي، قد شهدت حضوراً جيداً للحزب، فإن قُرى الجّرد لم تكن بعيدة عن حمل أنوار النهضة القومية الاجتماعية. فمن أوائل الرفقاء نذكر شهيد الحزب الأول في معركة فلسطين الرفيق حسين البنا 31 ، والرفقاء: رشراش الصايغ، نجم الأحمدية، حسين الصايخ وسليمان البنا «شارون»، فايز قاسم عبد الخالق «شانيه»، جميل عبد الملك، سعيد عبد الملك وخليل أبو مجاهد «بتاتر» خطار وَوديع وسلمان ومحمود سلمان، ونجيب أبو غانم «الرملية»، عزيز مجاعص تولى مسؤولية منفذ عام طرابلس وسعد ضاهر خيرالله 32 هو أول رفيق انتمى في بحمدون .
أشرنا في سياق الكلمة إلى تولي الرفيق طنوس نصر مسؤولية منفذ عام ساحل الغرب. تلك المنفذية ضمّت في البدء بلدات الشويفات، عين عنوب، سرحمول، وبشامون، ثم توسّعت لتضم إليها قرى الساحل بدءاً من كفرشيما والحدث وتوالى على مسؤولية المنفذ العام كل من الأمين محمد أمين أبو حسن والأمين حسن ريدان، الذي في فترة توليه للمسؤولية ظهرَ الوجود الحزبي بارزاً عند عودة الأمير شكيب أرسلان من المنفى إلى وطنه، وذلك عندما سُمِحَ للقوميين الاجتماعيين بالاشتراك مع الوفود التي تدفقت إلى بيروت لاستقبال ابن الشويفات، فلأوّلَ مرة ترتفعُ الزوبعةُ الحمراءُ في مدينةِ بيروت بشكلٍ علني وبارز، لفتَ إليها الأنظار، كما الحشد الكبير للقوميين الاجتماعيين الذي زحفَ من كل قرى الغرب. ليس بسيطاً أن يحصُل ذلك والسُّلطات الفرنسية تعتقل سعاده ثلاثة مرات متوالية، تعتقل مئات الأعضاء وتحصي على القوميين الاجتماعيين تحركاتهم.
ليس بسيطاً أيضاً أن يتوافد وفد كبير من رفقاء الغرب إلى البيت الذي كان أقام فيه سعادة في رأس بيروت لتحيتهِ بعد خروجه من أسره الثاني، كانوا بالمئات وتكلّم باسمهم الأمين محمد العريضي.
يفعلون ذلك وهم عارفون أن سلطات الانتداب وأعينها الراصدة تُحصي الأنفاس، وتعتقل وتصدر الأحكام. ما همهم وسعادة هو القدوة يتحدى القضاة الفرنسيين في سجنه الأول: «إنّي مُتّهم بخرق حدود بلادي فأقول أن حرمة بلادي فد انتهكت في معاهدة سايكس- بيكو وسيفر ولوزان».
«ما أشدَّ ما كان اعتزازنا نحنُ بهِ في تلك اللحظة وما أعظمه في وقفة العزّ تلك»، يقول الرفيق فكتور أسعد، كنا نكاد نرقص في قفص الاتهام إعجاباً وتحية واعتزازاً. يُقال أن سعادة ترك لحزبهِ قضية ونظاماً، لقد ترك سعادة للأُمة كلها تاريخاً مجيداً حافلاً بمواقفِ البطولة.
ومن تاريخ الحزب في المنطقة أيضا، أن الحزب كان أصدر في آب العام 1940 بياناً عنيفاً ضد الاستعمار الفرنسي، تَقَرَّرَ، إلى توزيعهِ، أن يُتلى في الساحات العامة في مناطق الحزب، فيُلقيهِ خطيبٌ من خارج المنطقة.
الأمين عبدالله سعادة كان كُلِّفَ بإلقاء البيان في الشويفات، وقد تمَّ ذلك أمام السراي حيثُ احتشد الرفقاء والمواطنون. يقول الأمين عبدالله سعادة: «انطلقنا من بيت المنفذ العام وكان يومئذ الأمين محمد أبو حسن صفوفاً منظّمة إلى السراي، قُطعت الطريق صعوداً ونزولاً في الشويفات، طلبَ الرفقاء من الدرك أن يختاروا بين الاستماع إلى البيان وبين حجزهم في غرفة في السراي فاختاروا الأمر الثاني».
«ألقيتُ البيان الذي استغرق أكثر من ساعة، في نهاية الاحتفال نقلني الرفيق حسن ريدان الأمين إلى عين عنوب حيث مكثتُ فيها أقل من ساعة، انتقلتُ بعدها إلى عاليه وعدتُ إلى مركز الحزب السّري.
«في اليوم التالي بدأت الملاحقات. كنتُ قد أعطيتُ اسمي للرفقاء في الشويفات بأنني جلال طالب. إلا أنّهم اتفقوا على تسميتي اسكندر ناصيف ظناً منهم أن جلال طالب هو اسمي الحقيقي. بدأ التفتيش عن اسكندر ناصيف وانتهى الأمر باعتقال الأمين عجاج المهتار ظناً منهُم أنّهُ اسكندر ناصيف وبقيَ في السجن ما يُقارب الأربعين يوماً.
هذا الأمر لا يدلُّ فقط على مزايا البطولة والصمود والاستعداد لتلقي الملاحقات والتشرد والسجون، إنما أيضاً على الانتشار الواسع الذي لقيهُ الحزب في مختلف مناطق الغرب الساحلي، ترجمته الفروع لاحقاً في معركة الاستقلال في بشامون، التي شهد جميع المراقبين على الدور الأساسي الذي أدّاه القوميون الاجتماعيون، في التوافد أولاً من كل مناطق الجبل إلى عين عنوب وبشامون للذودِ عن حكومة الاستقلال، ثُمَّ في القتال الشرس في مواجهة آليات وجنود الاحتلال فيسقط منهم الرفيق البطل سعيد فخر الدين شهيد الاستقلال الوحيد في معركة بشامون، التي، لو أوتيَ للقوات الفرنسية أن تدخلها وتعتقل رجالات الحُكم، الذين كانوا تمكنوا من الوصول إليها، والتمركز في منزل السيد حسين الحلبي، لكانت تبدلت أمور كثيرة.
يتحدثون عن الاستقلال ويكثرون من الكلام عن الحرص عليه، وفاتهم أن القوميين الاجتماعيين كانوا من الأساس الأساس في بنائهِ. فرجالات الاستقلال في بشامون وراشيا وبيروت، لو كانوا أوفياء، لكانوا منذ الأربعينات أقاموا نصباً للرفيق الشهيد سعيد فخر الدين وكرّموه، كما يليقُ بالأبطال الشهداء، ولكانوا حفظوا في كتب الاستقلال وفي ذاكرة الوطن، أسماء المئات من رفقائنا الذين هرعوا إلى بشامون وجوارها يستظلّون الأشجار ويلتحفون السماء ويقضون الليالي والنهارات. لكانوا تحدثوا عن ناظر التدريب الرفيق عساف كرم البطل الشهيد ، الذي كان قائداً لقوات الحزب، وعن الرفيق البطل أديب البعيني يمضي ما يزيد على العشرة أيام لا يعرف راحة ولا يخلع ثيابه ولا حذاءه، ينظّم ويدرب حتى إذا هاجمت القوات الفرنسية، كان ورشاشه الثقيل ينتقل من مكان إلى مكان يصليهم من ناره ويمنعهم من التقدم.
ولكانوا أيضاً حفروا على لوحة رُخامية عند مدخل قلعة راشيا، أسماء الرفقاء: جبران جريج، أنيس فاخوري، وزكريا لبابيدي وهم كانوا نُقلوا من معتقل المية ومية إلى قلعة راشيا ، لما قاموا به من دور تاريخي في إيصال المعلومات عن التحركات في الخارج يومياً، إلى بشارة الخوري ورياض الصلح وحميد فرنجية وغيرهم، فلم يعد هؤلاء الأسرى منفيين منقطعين عن معرفة أخبار المظاهرات والإضرابات التي عمّت معظم المناطق اللبنانية، وشارك فيها رفقاؤنا، قيادة وتحركاً، فسقط منهم جرحى: الرفيقان أدمون كنعان 33 ووفيق عضاضة 34 ، وكانت رفيقاتنا نعم فاخوري، جمال ناصيف 35 ، أميرة تيماني، انجال عبد المسيح، وغيرهنّ إلى جانب كلودا ثابت شقيقة نعمة ثابت في مقدمة التظاهرة النسائية في بيروت.
ولكانوا أيضاً وأيضاً لم يغفلوا الرفيق الشهيد الدركي حسن عبد الساتر 36 يحدو بصوتهِ الجهوري مُتصدياً للذين حاولوا الوصول إلى المجلس النيابي عام 1944 لإنزال العلم اللبناني، ورفع العلم الفرنسي مكانه، فكان أيضاً الشهيد الوحيد يسقط في هذا التصدي.
وينمو الحزب وتشهد قرى الغرب إقبالاً مُنقطع النظير، فمواقف الحزب في الاستقلال، كما قبله، حافز وقدوة، تجلّت في السجون التي تعرّض لها زعيمه، كما مسؤولوه وأعضاؤه، وفي المحاكمات والملاحقات والاعتقالات، فلا أحد تراجعَ أو تخلّى عن الإيمان، بل كانت تلك المضايقات تزيدهم تشبُّثاً بعقيدتهم وتدفعهم إلى المزيد من النشاط، حتى أنه لم يمر يوم واحد، في فترة أسر سعادة أو معاونيه، ومنذ انكشاف الحزب، مروراً بسجون الرمل والقلعة والمية مية وفي المحافظات، لم يكن فيه الحزب منتظماً مركزياً ومحلياً، يصدر البيانات ويرفع من وتيرة مواقفه القومية.
في الأربعينات شاركت منفذية الغرب بمئات من الأعضاء في كافة مهرجات الحزب الحاشدة التي أُقيمت في العديد من المناطق، وأبرزها في بعقلين، صور، دير الغزال، مرجعيون، بعلبك، الكورة، ضهور الشوير. في عيناب أُقيمَ المخيم القومي الاجتماعي الثاني عام 1945: وكان بعهدة عمدتي الدفاع والثقافة ومن مسؤوليه الرفقاء: عساف كرم الشهيد عام 1949 ، سليم خوري 37 ، فايز صايغ، فؤاد نجار 38 ، لبيب زويا، شوقي خيرالله وهشام شرابي.
وفي «عيناب» حصل المهرجان الحزبي الأول بعد معركة الاستقلال: منذ صباح الأحد 29 تموز 1945 كانت وفود القوميين الاجتماعيين بدأت تصل عاليه، ومنها تنطلق في موكب واحد إلى عيناب. «المكان لا يزالُ قائماً، مررتُ بهِ». يقول الأمين عبدالله قبرصي في مذكراته: «يوم قصدتُ عيناب للسلام على المناضل الأديب الأمين منير الشعار 39 ، العائد من فنزويلا. الوجوه لا تزال عالقة في ذاكرتي تُختصر في وجهين بارزين، الشهيد عساف كرم والسفير حالياً غسان تويني»، والمشهد الذي لا ينسلخ من ذهني هو مشهد الرفقاء القوميين الاجتماعيين يسيرون صفوفاً بديعةُ النظامِ ليأُخذَ كُلّ مكانهِ في الساحةِ المُعدّةِ للمهرجانِ، المطلّة على عيناب وبيروت والساحل. أُذناي ما زالتا تسمعان هدير الرصاص الذي كان يعانقُ أغصان الصنوبر والسنديان، كُلّما وردَ مقطعٌ في خطابٍ حماسي أو بيت من الشعر ينبضُ بالحياة والثورة والتحدي. كان يوم عيناب يوم إثبات الوجود بعد غياب خمس سنوات متواليات».
«كان عساف كرم يقود القوميين تتقدهم رايات الزوابع الحمراء، عريف الاحتفال غسان تويني كان يقف على المنبر أمامهُ طاولة عليها صورة سعادة مُكبّرة، أمّا عساف كرم فكان في عزِّ شبابه، قامة كالرُّمحِ، وجهُ لوّحتهُ شمس زبوغا ضيعته ، مشية الضابط المدرّب القومي وطلّة القومي الاجتماعي المُهيب الصارم في ملامحهِ وتحركهِ ونبراتهِ، يومئذ أخذتُ بمشهد الصفوف البديعة النظام. أخذتُ بحماس الرفقاء والمواطنين وشعرتُ أن هذا الحزب نفض عنهُ غبار المِحنِ والشدائدِ، ليطُلَّ مارداً لا يقهر». الكلام للأمين عبدالله قُبرصي .
في مهرجان «عيناب» تكلم كل من رئيس المجلس الأعلى آنذاك نعمة ثابت، الأمين عبدالله قبرصي وألقى الأمينان عجاج المهتار وخطار أبو ابرهيم، والرفيق يوسف تاج 40 ، زجليات قومية ألهبت الحضور.
هكذا كانَ الحزب عندما عادَ سعادة عام 1947، فتستقبلهُ بيروت ولبنان والوطن في حشدٍ لم يسبق لهُ مثيل، تراءى لهم أن سعادة سيتلَطَّى بالرخصة التي منحتها الدولة للحزب عام 1944، وسيرضى ب «الواقع اللبناني» الذي أعلنه نعمة ثابت في «يوم بعقلين».
«إنَّ كِلمَتي إليكم أيُّها القوميون الاجتماعيون هي العودةُ إلى ساحاتِ الجهادِ».
هكذا خاطب سعادة رفقاءه بعد وصوله إلى الوطن.
فتنطلق مع الحناجر سواعد القوميين الاجتماعيين وافئدتهم، ها هم يحتضنونه في بشامون حيث أمضى فترة تزيد على 15 يوماً في منزل مدير المديرية الأمين خطار أبو ابرهيم وفي منزل المحصل الرفيق فؤاد يوسف الحلبي، ومن بشامون خرج باتجاه بعقلين برفقة الرفقاء كامل حسان الأمين ، توفيق نور الدين، جوزف حداد وغيرهم. ثم يواكبونه إلى ضهور الشوير. وها هم عندما تندلع الثورة القومية الاجتماعية يندفعون إلى سرحول وإلى سُحمر فيُعتقل مئات مئات الرفقاء، من الغرب ومن مناطق لبنان، ويُحكم بالإعدام على اثني عشر رفيقاً تُصيب القرعة منهم الرفقاء الشهداء:»معروف موفق، أديب الجدع، عبد الحفيظ علامة، محمد شلبي، محمد زعبي، عباس حماد»، ويمضي الرفيقان مصطفى سعيد ملاعب ويوسف قائدبيه وغيرهم سنوات في الأسر.
أما الشهيد محمد ملاعب فلم تعدمه السلطة إنما أعدمه الحقد والبربرية. يقول كتاب «الخالدون»: «عندما اندلعت الثورة القومية الاجتماعية الأولى، أسرع الرفيق محمد ملاعب وبعض رفقائه في بيصور يبيعون كل ما تمكنوا من بيعه من مقتناياتهم واشتروا بعض الأسلحة الحربية وانضموا إلى المقاتلين فكان من نصيبه بعد معركة سرحمول أن اعتقلته السلطات وسيق إلى مركز قيادة الدرك السّيار قرب مستشفى أوتيل ديو، حيث أخضعَ لاشكال من التعذيب الجسدي الوحشي فضلاً عن أساليب الضرب والإهانة والتعذيب المألوفة، ثُمَّ رُبط الشهيد ملاعب، وجرّهُ بحصانه الضابط عبد المجيد الزين في باحة مبنى الدرك حتى شارف على الموت من شدة الجراح والرضوض التي أصيب بها، فما كان من الرفيق الشهيد محمد ملاعب، إلا أن رفع رأسه وهوى به بقوة على الأرض الصلبة، فقضى شهيداً».
جدير بالذكر أن الرفيق مصطفى ملاعب الذي شارك بمعركة سرحمول كان أصيب برصاصة في بطنه وكان في حالة الخطر. خلاف ما أورد الأمين أديب قدورة في مذكراته، فإن الرفيق مصطفى ملاعب ما زال معكم وهو معنا الآن، فله نوجّه التحية.
أما الرفيق الشهيد معروف موفق الذي كان انتمى عام 1945 في منزل الرفيق عباس رافع حمدان، يقول عنه الرفيق المناضل توفيق حمدان 41 : «كان عضواً في مديرية عين عنوب الأولى حيث كان عندنا مديريتان، وكان يحضر من «دير قوبل» إلى «عين عنوب» لحضور الاجتماعات الدورية لأنهُ لم يكن في بلدته آنذاك، مديرية للحزب. ويضيف: «عنده وقار النسور وبراءة الطفولة، كريم النفس، خلوق ويتمتع بإرادة فولاذية». عنهُ أيضاً يقول الرفيق رامز موفق:»أنه كان دعا الرفيقين فيليب حداد الشهيد وأميل الكيلاني إلى عشاء مع أصدقاء آخرين، من بينهم الرفيق معروف الذي كان صديقاً مقرباً للرفيق رامز. قبل البدء بتناول العشاء وصل رسول من قبل الرفيق جورج عبد المسيح يسأل عن الرفيق معروف ليبلغهُ أن الرفقاء مُنتظرين في عين عنوب، وقد أعلنت الثورة القومية الاجتماعية الأولى. الرفيق رامز لم يكن انتمى إلى الحزب». حاولتُ جاهداً إقناع الرفيق معروف بالبقاء، فأصرَّ على تلبية نداء الواجب، على الفور ودعنا منصرفاً، وعند الباب أوصاني قائلاً: «إن لم يقدر لي الله العودة فأوصيك بعائلتي وأطفالي»، ذهب الرفيق معروف موفق ليقاتل في سرحمول، ليؤسر، ثُمَّ ليكون أحد شهداء الحزب الستة، يلتحقون بزعيمهم إلى حيث الخلود».
ويبقى الغرب قلعة من قلاع الحزب: في الخمسينات، نراها في المهرجانات وفي الملمّات، نراها في مهرجان دير القمر عام 1952 أي بعد أقل من 3 سنوات على استشهاد سعادة ، عندما انتظم الحزب وحلفاء في جبهة تطيح بعهد بشارة الخوري كان غسان تويني نائباً في البرلمان ومُمَثلاً للحزب في الجبهة . «فوجئت السلطة والرأي العام بانبعاث الحزب الذي ظنوه أنتهى مع سعادة، وقَدْ ظهرَ هذا الانبعاثُ بطوفٍ من القوميين الاجتماعيين، تجمّعوا في المدخلِ الغربي لدير القمر، وزحفوا بالآلافِ صُفوفاً مُنظّمةٌ كالسّيلِ العَرَمْ الذي أغرقَ ساحةَ المهرجانِ بعدَ أنْ ضاقتْ بهِ شوارع وساحات دير القمر، أعطى هذا المظهر للمؤتمرين زخماً قوياً ساعةَ المهرجانِ وبعدهُ، وكان العامل الرئيسي في انهيار أعصاب بشارة الخوري، كما أعاد إلى القوميين ثقتهم بقوتهم وبأنفسهمم، فاندفعوا على أثره في طول لبنان وعرضه، من العمل السّري، الذي أعقب استشهاد سعادة إلى العمل العلني المتحدي الذي لم تجرؤ السلطة على التصدي له». الحديث للأمين مصطفى عبد الساتر، من كتابه «ايام وقضية».
نراها ايضاً في حوادث العام 1958 المشؤومة التي فُرضت على الحزب، فتُدافع المنفذية عن قُراها وعن وجودها وتستبسل وتقدم الشهداء.
ونراها في مخيمات الحزب القتالية وفي معارك التصدي في الفترة 1956 1958، عندما كان سعيد تقي الدين وغسان جديد يقودان معركة الحزب إعلامياً وأمنياً، تجاه موجة كان يريد أصحابها الإطاحة بالحزب والقضاء عليه، فما من معركة، إلا ومن منفذية الغرب شهداء، وما من حدث حزبي إلا وهي مُمسِكة بالراية وزاحفة في الأمام. حتى إذا أعلن الحزب ثورته الانقلابية كان من الغرب شهداء وأسرى ومئات المعتقلين.
ويظن الآخرون، كما دائماً، أن الحزب ينتهي عند كبوة ليُفاجأوا به وقد نما أكثر وانتشرَ أكثر. فإثر الثورة الانقلابية التي شارك بها رفقاء من الغرب وأُسروا، ظنّت الدولة وأجهزتها وهي تُلاحقُ وتَعتقل وتزجُّ الرفقاء والمواطنين أن الحزب قد انتهى، فإذا بها تُفاجأ، عندما خرجوا من الأسر، بعشرات الآلوف يتدفقون إلى منازلِ القياديين في الحزب في مظاهرات ترحيب واثبات وجود، وإذا بفروع الحزب منتظمة على مدى كل لبنان، ومئات الرفقاء قد انتموا ونشطوا. الرفقاء الذين انتموا وعملوا في الستينات يدركون كم كان الحزب ناشطاً في القرى والبلدات وفي المدارس، بدءأَ من الشويفات مروراً بعاليه، حيث كان لثانوية الأرز لصاحبها المربي والمناضل الرفيق أنيس أبو رافع 42 دورها الجيد ومثلها مدرسة «الحدث العالية» لصاحبها الرفيق حبيب حبيب 43 ، كما العديد من المدارس الأخرى المنتشرة، حتى إذا انفتح الجحيم في لبنان وراح يهود من الداخل يتعاونون مع يهود من الخارج، كانت منفذية الغرب العصب الحزبي الأشد إلى جانب المتن الشمالي، تُشاركُ في كافةِ المعاركِ وتُّقدم الشهداء بالعشراتِ، وتحول دونَ أن يغرقَ لبنان في جوفِ الغولِ الزاحفِ من الجنوب. وحضرت اسرائيل بجيشها، فما وقفت منفذية الغرب تتفرج ولا استكانت بيصور وخفضت الهامة، بل تصدت وواجهت وأنزلت الضربات في عاليه ومعصريتي وفي مناطق أخرى. ووقف أبطال يتحدون الجيش الغازي وأجهزته وعملاءه، ما همهم أن يعتقل وأن يسوق المناضلين إلى معتقلاتهِ، او أن يسقط الشهداء تلو الشهداء فالذي حمل في قلبه وعقله مبادئ الحياة يستقبل الموت بفرح، ما دام الموت طريقه إلى الحياة.
هذا ما قالتهُ بيصور عندما زحف إليها الجيش الإسرائيلي يُريدُ اعتقال أحد أبطالها، وبطلٌ من أبطالِ الحزب الرفيق نديم العريضي الأمين ، فتصدت كُلها ووقفت، كما صور في وجه الاسكندر، لا لتحرق نفسها إنما لتحرق كل من توهَّم أنهُ يستطيع إذلالها وكسر ذلك العنفوان العظيم في شيبها وشبانها وأطفالها وكل صباياها ونسائها.
ويُعتقل من أبناء بيصور الشيخ سعيد ملاعب، والمُناضِلون: علي نجيب ملاعب، أديب سليم ملاعب، والرفيق نديم العريضي، ويساقون إلى معتقلات العدو، إنما ما عرفوا ضعفاً ولا تراجُعاً بل كان المعتقل لهم نُزهة نضالية ومحطة أُخرى على درب الصراع المرير لعزِّ أُمةٍ لن تركع.
هذا بعضُ من حزبنا في منفذية الغرب، حسبها أن منها الشهيد الأول يسقط في أرض فلسطين، الرفيق حسين البنا، ومنها الرفيق الاستشهادي الأول يفتتحُ سيلَ العملياتِ الاستشهادية في الحزب، الرفيق وجدي الصياغ، حسبها أنها القلعة والمنارة والساعد والقبضة والسيف والترس في كل حين، حسب منفذية الغرب أنها رافقت الحزب منذ التأسيس، رافقت نضالاتهِ ومواقفهِ وأحداثهِ ومعاركهِ، منها أرتفع أمناء ورفقاء في النضال والتضحية، وشكّلوا في قراهم وبلداتهم منارات نحكي عنها باعتزاز، وستحكي أجيالٌ وأجيال. فإلى الراحلين من أمنائنا وشهدائنا ورفقائنا الذين أعطوا وضحّوا وناضلوا تحيةَ وفاءٍ وفخرٍ كبير، وإلى حضرةِ الأُمناء الجزيلي الاحترام، وإلى كل رفقائنا في الغربِ، الذين قرروا أن يبنوا لأمتهم غدها وحياتها ورقيها،فنفضوا عنهم غبار الماضي وحملوا بصبر عظيم إيمانهم بنهضة لا يسير بها إلا من تفولَذت نفوسهم بالصّلابةِ والأصالةِ والمثاليةِ، نتوجهُ بتحيةالحياة مدركين معهم أن النهضة القومية الاجتماعية جاءت تحرق وتنير، تحرق من أتى بها تحرق من يقف في طريقها، وإنما تضيئ لأمة ظنّها أعداؤها قد انقرضت.
إلى بيصور، تحية اعتزاز. تبقين جوهرة في جبين تاريخنا الصراعي، إلى الذين رحلوا منها أمناء وأبطال وشهداء ومناضلين نرفع التحية. إلى أمنائنا، الراحلين منهم او الباقين مع رفقائهم السائرين بثباتٍ على خُطى المُعلّم، تحية لكم ، الحزب كبير ويكبر بمناضليه وبكل الأوفياء للقسم، والحزب يبقى منارةً وقلعةً وجسراً للمستقبل، هو ينتصر إن كنتم كما أرادكم سعادة، أقوياء وقوميين اجتماعيين.
شكراً لكم حضوركم، معكم نبني أُمتنا ونحصّن وإياكم مجتمعنا فالعدوِّ الرابض في جنوبنا يريدنا ويريدكم، ويريد كل أرضنا، وكل تاريخنا وكل مستقبلنا. أن نقول لا، هو المطلوب. أن نتصدى. أن نواجه. أن لا نرضخ لمحتل ولا لعميل، أن نبقى واثقين بأنفسنا وبشعبنا وبكل ما فيه من ذخائر البطولات، وأن يكون كل لبنان، بيصور. فننتصر.
انها إضاءة وبعض من تاريخ عظيم لمنفذية الغرب،
نضعها بتصرف اي باحث في تاريخ الحزب
هوامش:
1 – مراجعة النبذة عن الرفقاء 15 الأوائل في قسم من تاريخنا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
2 – فكتور اسعد حنا: للاطلاع على النبذة المعممه عنهُ الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.
3 – رفيق الحلبي: كما آنفاً.
4 – شفيق شرتوني: كما آنفاً.
5 – عزير ثابت: كما آنفاً.
6 – بهجت الخولي: من أوائل رفقاء الثلاثينات، عرف آل خولي انتماء العديد من الرفقاء، رجا، بهجت، فضلو وكمال، وقد أتيت على ذكرهم في أكثر من نبذة.
7 – حسن ريدان: للاطلاع على النبذة المعممه عنهُ الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.
8 – جميل شكرالله عبدالله: كما آنفاً.
9 – كامل حسان: كما آنفاً.
10 – مصطفى عبد الساتر: كما آنفاً.
11 – أمين سري الدين: كما آنفاً.
12 – رفيق الحلبي: كما آنفاً.
13 – جورج صليبي: كما آنفاً.
14 – شارل سعد: كما آنفاً.
15 – محمد القاضي: كما آنفاً.
16 – طنوس نصر: كما آنفاً.
17 – الدكتور محمد أمين تلحوق: كما آنفاً.
18 – رضا طعان صعب: محمد أمين أبو حسن: كما آنفاً.
19 – فؤاد كامل صعب: كما آنفاً.
20 – بدري جريديني: كما آنفاً.
21 – عادل هاني شجاع: كما آنفاً.
22 – خطار أبو ابرهيم: كما آنفاً.
23 – عجاج أبو شكر: كما آنفاً.
24 – توفيق نور الدين: كما آنفاً.
25 – نجيب المقدم: كما آنفاً.
26 – سليم حتي: كما آنفاً.
27 – شكيب أبو مصلح: كما آنفاً.
28 – محمد العريضي: كما آنفاً.
29 – سليم نصار ملاعب: كما آنفاً.
30 – الشهيد محمد ملاعب: كما آنفاً.
31 – الشهيد حسين البنا: كما آنفاً.
32 – سعد ضاهر خيرالله: كما آنفاً.
33 – أدمون كنعان: من كفر شيما، تولى في الحزب مسؤوليات محلية ومركزية كان آخرها عميد المالية، شاركَ في الثورة الانقلابية وأُسرَ، غادر بعد خروجه من السجن لمشاركته في الثورة الانقلابية إلى نيجيريا، فإلى باريس.
34 – وفيق عضاضة: من الرفقاء المناضلين في بيروت تولى مسؤولية مدير مديرية الناصرة.
35 – جمال ناصيف: للاطلاع على النبذة المعممه عنهُا الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.
36 – حسن عبد الساتر: كما آنفاً.
37 – سليم خوري: من أوائل رفقائنا في عيناب، تولى في الحزب عدد من المسئؤوليات منها وكيل عميد الدفاع، شقيق الرفيقين ألفرد وألبير.
38 – فؤاد نجار: للاطلاع على النبذة المعممه عنهُ الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.
39 – منير الشعار: كما آنفاً.
40 – يوسف تاج: كما آنفاً.
41 – توفيق رافع حمدان: كما آنفاً.
42 – أنيس أبو رافع: كما آنفاً.
43 – حبيب حبيب: مراجعة النبذة عن الحزب في بلدة «كوسبا» على الموقع المذكور آنفاً.