نصر الله: حزب الله معني بالحفاظ على قوّة لبنان ولا يسمح لأحد بأخذه إلى صدام وحرب أهليّة
أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ الحزب «معني بالحفاظ على كلّ عناصر قوة اللبنانيين وعلى وحدتهم ولا يسمح لأحد بأن يأخذهم إلى حرب أهلية، وبعدم الذهاب إلى التصادم وبرفع اليد عن الفاسدين»، وأكد أنّ «مكافحة الفساد تحتاج محاكمات عادلة»، متوجهاً إلى القضاة بالقول «إذا كان هناك ملفّ متعلق بحزب الله فابدأوا فينا».
وأوضح أنّ إنقاذ البلد لا يكون بمزيد من القروض والفوائد بل بتحريك عجلة الاقتصاد.
يوم الشهيد
كلام السيّد نصرالله جاء خلال إحياء حزب الله «يوم الشهيد»، باحتفالات مركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الهرمل وبعلبك وصور والنبطية. وأطلّ السيّد نصرالله، عبر شاشات كبيرة في المناطق الخمس، وقال في كلمته إنّ المباحثات ما زالت جارية لنخرج بأفضل حلّ لبلادنا. هناك مطالب عديدة في الحراك عبّر عنها الناس أو الإعلام او بعض الشخصيات لكن ليست مطالب إجماعية، وهناك أيضاً مطالب إجماعية مثل مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة ، مشيراً إلى أنه بفضل ما حصل فإنه ليس هناك إمكانية لأحد من لحماية الفاسدين وهذا تطوّر كبير حصل في لبنان». وأوضح أنّ اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة ولسنا مضطرين لإبداء أيّ موقف حالياً في تشكيل الحكومة .
ولفت إلى أنّ هناك فروقات كبيرة بين مكافحة الفساد ومقاومة الاحتلال في الموضوع والأدوات ، وذكّر بـ أننا قلنا في حملاتنا الانتخابية إننا سنكون جزءاً من حملة مقاومة الفساد وأوضحنا أن ذلك يحتاج إلى وقت وجهد .
واعتبر أنّ هناك فاسدين والهدف هو محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة منهم وهذا يحتاج إلى جهاز قضائي نزيه ولا يخضع لضغوط القوى السياسية ، ورأى أنه يجب أن يكون هناك قاض نزيه وآليات لاسترداد الأموال المنهوبة وسجن المتورّطين».
وأكد أنّ مكافحة الفساد تحتاج محاكمات عادلة ، مضيفاً قلنا إننا سنلجأ إلى القضاء وهدفنا ليس التشهير بأحد ، وتابع لا نقاش في وجود قضاة نزيهين وشجعان يكون الرهان عليهم والمطلوب موقف في مجلس القضاء الأعلى».
وخاطب القضاة بالقول المطلوب اليوم موقف من مجلس القضاء الأعلى في موضوع مكافحة الفساد، وفي يوم الشهيد أقول لقضاته من أجل حماية البلد وسلامته وعافيته تمثلوا بهؤلاء الشهداء، أتوجه إلى مجلس القضاء الأعلى والقضاة المعنيين، إذا كان هناك ملفّ متعلق بحزب الله فابدأوا فينا. المطلوب منكم خطوة شجاعة وإنقاذية وعدم الرضوخ لأيّة ضغوطات .
وشدّد على أنّ الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين .
ضغوط اقتصادية أميركية
وكشف السيّد نصرالله أنّ «الأميركيين يمنعون الشركات الصينية من القدوم إلى لبنان والاستثمار فيه اقتصادياً»، موضحاً أنّ «هناك شركات صينيّة مهمّة جاهزة لاستثمارات بمليارات الدولارات في لبنان لكن الأميركيين لن يسمحوا بذلك»، وأكد أنّ «أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية هو ذهابه إلى الصين وعقد اتفاقات اقتصادية معها».
وأشار إلى أنّ «الشركات الإيرانية الرسمية والخاصة قادرة على الإستثمار في لبنان وتأمين فرص عمل لكن الأميركي يمنع ذلك عن لبنان أيضاً»، وسأل «لماذا لبنان يخضع للإملاءات الأميركية بما يخصّ الاستثمارات الصينية والايرانية؟».
وفي ما يتعلق بالإعمار في سورية، أشار إلى «أنّ الأميركي يمنع أن يكون هناك دور جيّد لشركات لبنانية»، وقال «بعض الشركات من بعض البلدان ذهبت لإعمار سورية فقام السفير الأميركي في كلّ بلد منها بالتهديد بفرض عقوبات عليها»، جازماً بأنّ «هناك تهديداً أميركياً بعقوبات على الشركات اللبنانية التي تشارك في إعادة إعمار سورية».
وعن العقوبات، قال السيّد نصر الله ليس لدينا أموال في المصارف ومعروف مصدر أموالنا ولا ينفع التشديد المالي علينا».
وقدّم السيد نصرالله بعض الحلول والمقترحات لتنمية قطاعي الزراعة والصناعة بالتصدير إلى السوق العراقي الذي يستطيع استيعاب الإنتاج اللبناني عشرات المرات ، موضحاً أنّ على الحكومة اللبنانية أن تتواصل مع نظيرتها السورية لإيصال المنتجات إلى العراق عبر معبر البوكمال .
ولفت إلى الضغط الأميركي الكبير لمنع فتح معبر البوكمال تحت حجة إدخال السلاح إلى لبنان، والذي تمّ فتحه بقرار سوري – عراقي، وقال الأميركيون يعرفون جيداً أنّ إعادة فتح المعبر سيحيي الاقتصادين السوري واللبناني، وهم لا يريدون أن نجد لبضائعنا سوقاً ولا يقبلون تحويلات إلى لبنان ولا يريدون لأحد أن يستثمر في لبنان».
وأوضح أنّ إنقاذ البلد لا يكون بمزيد من القروض والفوائد بل بتحريك عجلة الاقتصاد، متوجهاً إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالقول ليست إيران من أتت بالفساد إلى لبنان بل بلادك وإذا كان هناك فاسدون في البلد فهم أصدقاؤكم . سائلاً أين هو النفوذ الإيراني في لبنان في الشركات الإيرانية أم في دعم الجيش؟ وموضحاً أنّ النفوذ الإيراني بفهم بومبيو وترجمته هو المقاومة وهو يريد أن يتمّ قطع يد المقاومة.
وتوجّه السيد نصر الله إلى الشعب اللبناني بأنه معني بالحفاظ على كلّ عناصر قوته وعلى وحدته ولا يسمح لأحد بأن يأخذه إلى حرب أهلية، وبعدم الذهاب إلى التصادم وبرفع اليد عن الفاسدين، كما أن جمهور المقاومة معني بالوعي والفهم والبصيرة ، مشدداً على أننا قوم لا نستسلم ونبقى في الساحات لنرفع راياتنا في أعلى القمم .
إنجازات الشهداء
من جهة أخرى، اعتبر السيّد نصرالله أنّ «عملية الاستشهادي أحمد قصير هي العملية الأهمّ بتاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي من حيث الحجم والنوعية على صعيد الخسائر التي لحقت بالعدوّ»، وقال «ما زلنا نتذكر كيف وقف أرييل شارون ذليلاً مُحبطاً حزينا كئيباً أمام الهزّة العنيفة التي لحقت بجيشه وألحقها به شاب واحد اسمه أحمد قصير».
ورأى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة لذلك هم يتصوّرون أنّ كلّ الناس على شاكلتهم». وقال الشهداء أدخلونا في زمن الانتصارات والانجازات شاكراً لهم هذا المعروف .
وأشار إلى أنّ من إنجازات الشهداء، دفع الأخطار الكبرى عن بلدنا مثلما حصل في السنوات الماضية بمواجهة الهجمة الإرهابية ، معتبراً أنّ الشهداء حوّلونا إلى بلد ينظر إليه كبار قادة العدو على أنه أصبح تهديداً وجودياً لهم ، وشدّد على أنّ المقاومة اليوم هي في أوج قوتها وحضورها وأهميتها كجزء من محور المقاومة في المنطقة».
اليمن أساسي في محور المقاومة
وتطرق إلى الوضع في اليمن، لافتاً إلى أنّ «قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أعلن بوضوح رداً على التهديدات الإسرائيلية، أنه سيتمّ الرد وبأقصى الضربات»، معتبراً أنّ «هذا الكلام مهمّ جداً»، وتابع «هذا الكلام صادر عن قائد جبهة تواجه العدوان الاميركي السعودي منذ 5 سنوات ويمتلك أسلحة نوعية. الإسرائيليون توقفوا جيداً عند خطاب السيد الحوثي لأنه ينطلق من صدقية»، وأشار إلى أنّ «اليمن أساسي ومهمّ جداً في محور المقاومة وهو يعلن بشكل صريح وقادر على الردّ».
وقال إنّ العدو الإسرائيلي يجب أن يعرف أنّ هناك بيئة استراتيجية جديدة في مواجهته، وموقف السيد الحوثي تطوّر مهمّ جدًا والعدو وأبناء المقاومة يدركون أهمية ذلك ، وأردف الجبهة اليمنية باتت تمتلك أسلحة متطورة جداً من صواريخ ومسيَّرات وتمتلك أيضاً شجاعة استخدامها وتحدّت بها كلّ العالم .
وأضاف مئات الآلاف في صنعاء كانوا حاضرين لساعات بانتظار خطاب السيّد الحوثي وهذا يعدّ رسالة سياسية مهمة ، مؤكداً أنّ سرّ القوة في المحور الذي ننتمي إليه يكمن في عقيدته وروحيّته وإيمانه بالمقدسات والقضايا الإنسانية واستعداده للتضحية .
أميركا فشلت مع إيران
وتابع «البعض كان يراهن ويبني على حرب أميركية ضدّ إيران وهنا أقول إنّ هذا الأمر انتفى بحدود 99 في المئة». وقال «إيران صمدت وتجاوزت مرحلة خروج ترامب من الاتفاق النووي، كما تجاوزت صعوبة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وترامب لا يزال جالساً بانتظار سمّاعة الهاتف. النفط بالنسبة لترامب هو الذي له قيمة أمّا الإنسان فلو كان صديقاً فإنه بأيّ لحظة يتركه»، مشيراً إلى أنّ ترامب أبقى على قوة أميركية في سورية من أجل حقول النفط»، واعتبر أن «استراتيجية ترامب في إيران فشلت».