تشييع أبو فخر في الشويفات اليوم والجيش يفتح تحقيقاً في الحادث

أوضحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ملابسات مصرع أمين سر وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في الشويفات وعضو مجلس بلديتها علاء أبو فخر، في خلدة ليل أول من أمس.

وأعلنت القيادة في بيان أنه «أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين، ما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدّى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً في الموضوع بإشارة القضاء المختص.»

وفيما سيتمّ تشييع أبو فخر عند الساعة الواحدة من ظهر اليوم في الشويفات، أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي، في بيان، انّ رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط تلقى رسالة تعزية باستشهاد أبو فخر من رئيس الجمهورية ميشال عون، كما تلقى جنبلاط اتصالات تعزية أبرزها من الرئيس تمام سلام، وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصرف الاعمال ريا الحسن، رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، السفير الفرنسي برونو فوشيه، السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، والنواب: جان عبيد، ستريدا جعجع، ونعمة افرام وعدد من الشخصيات.

كما اتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بجنبلاط معزياً بأبو فخر، مستنكراً ما حصل، ومشاركاً إياه «مشاعر الحزن والأسى على روح الفقيد». وأثنى الخازن على «موقف جنبلاط الوطني والجريء، غير عابئ إلا بما يعتقده حقاً وصواباً».

وفي ردود الفعل على الحادث، توجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن من عائلة علاء أبو فخر بالعزاء والمؤاساة، وقال في تصريح «رجاؤنا أن يكون استشهاد المرحوم علاء أبو فخر يقظة لخطوات حثيثة لمعالجة فورية للأزمة للحفاظ على لبنان الموحد والدولة الدستورية العادلة. إننا نخشى ما يمكن حدوثه في هذه الأيام المشهودة هو الافتقار المفزع للشعور بالمسؤولية العالية التي ترقى إلى مستوى قضية مصير وطن. ونطلب من قيادة الجيش كشف ملابسات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى القضاء أن يسوده حكم القانون وروح العدالة فوق كلّ اعتبار».

أضاف «إنها لظروف بالغة الدقة تقضي من الجميع، خصوصاً من هم في مواقع القرار، أن ينتصروا على نفوسهم صعوداً إلى مستوى المسؤولية وحفظ أمانة سلامة الوطن وكرامة مواطنيه جميعاً من دون أي استثناء».

من جهته، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي صلاة المسبحة الوردية مساء أمس، في الصرح البطريركي ببكركي، التي رفعها على نية لبنان ولراحة نفس أبو فخر.

وقال الراعي «لقد فقدنا جميعنا البسمة لكننا لم ولن نفقد الرجاء، وإننا نواصل صلاتنا بإيمان حار ولو كانت الغيوم تتلبّد أكثر». وأعرب عن تعزيته ومؤاساتاته الكبيرة لعائلة أبو فخر، معتبراً أنه «شهيد الحراك الشعبي والشبابي. ونصلي لكي يكون دمه فداء عن حياة كلّ لبنان».

ووجه نداءً «إلى الجميع من أجل ضبط النفس والابتعاد عن كلّ تشنّج، لأنّ التشنّج يجرّ التشنّج ولا يؤدّي إلى نتيجة، وأن يحافظوا على الطابع السلمي والحضاري لحراكهم. لا نريد أيّ مواجهات من أيّ نوع كانت، لا مع الجيش والقوى الأمنية ولا بين المواطنين. نصلي من أجل الجيش والقوى الأمنية المنتشرة على مساحة كلّ الوطن كي يحموا المواطنين وحرية تعبيرهم، وليحولوا دون اصطدامهم في ما بينهم خصوصاً انّ التحركات الشعبية هي على امتداد الوطن».

وختم «نصلي من أجل المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، ونناشدهم إيجاد الحلول السلمية لكلّ القضايا المطروحة. نناشد ونطلب من رئيس الجمهورية المباشرة بالاستشارات النيابية من أجل تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل حكومة تتحمّل مسؤوليتها».

كما استنكر رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، الحادث المؤسف، مشدّداً «على ضرورة محاسبة مطلق النار، وأيّ أحد يحاول ضرب السلم الأهلي والوحدة الوطنية التي تجلت منذ انطلاقة هذه الثورة في 17 تشرين الأول الماضي».

وأكد في بيان «أنّ من مصلحة الجميع أن تبقى التحركات سلمية عدا عن ضرورة العمل السريع لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة وتحقيق طموحات اللبنانيين وآمالهم بتحقيق مطالبهم، وهي حقوق مستحقة على السلطة السياسية تلبيتها».

وأبدى مخزومي ثقته «بالجيش والقوى الأمنية الضامنة لحق اللبنانيين بالأمن والأمان وملاحقة الفاعلين، أيا كانوا ولأي جهة انتموا». وتقدّم بالعزاء لعائلة الشهيد أبو فخر.

وتعليقاً على على الحادث، أصدرت مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني بياناً اعتبرت فيه، أن الجبل عموماً ومدينة الشويفات خصوصاً، دفعا «ثمناً غالياً بسقوط الشهيد علاء أبو فخر في إشكال مستنكر ومدان يزيد من جراح وآلام الوطن. وتبقى الدولة مرجعنا الأوّل والأخير، ولا بديل عنها خاصة في الظرف العصيب الذي نمرّ فيه».

ودعا الحزب الديمقراطي «جميع اللبنانيين وأهلنا في الجبل للإحتكام إلى لغة العقل وإلى الهدوء والتروّي منعاً للإنجرار إلى الفتنة التي لا يريدها أحد، وبانتظار التحقيقات التي ستكشف ملابسات الحادثة الأليمة لا يسعنا إلاّ الترحّم على الشهيد والتقدّم من ذويه ومن أهالي الشويفات بأحرّ التعازي.

وغرّد رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب عبر حسابه على «تويتر» قائلاً «كلام الوزير جنبلاط في الشويفات كلام مسؤول في ظرف دقيق وخطير وبهكذا مواقف نستطيع أن نحمي الجبل حتى مرور العاصفة».

بدوره، قال حزب التوحيد العربي في بيان «مرة جديدة تدفع الشويفات والجبل ضريبة الدم فمن الشهيد محمد أبو ذياب إلى الشهيد علاء أبو فخر معركة واحدة في مواجهة فساد السلطة».

وتوجه إلى عائلة أبو فخر بأحرّ التعازي، مؤكداً « أنّ خيار الوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية هو الخيار الصائب»، داعياً قيادة الجيش ومديرية المخابرات إلى «إجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ أقصى العقوبات بحق مطلق النار».

وأقيمت وقفات تضامنية وتحية لروح الشهيد أبو فرج في ساحات الحراك في بيرت والمحافظات. وشهد مثلث خلدة حيث قُتل أبو فخر، احتشاداً للمحتجّين الذين رفعوا الأعلام اللبنانية، ودعوا إلى الاقتصاص من الجاني.

ومساءً، نقل عدد من الشبان نعش أبو فخر إلى وسط ساحة رياض الصلح محمولاً على الأكفّ. وأقيم تشييع رمزي لأبو فخر ولفّ النعش بالعلم اللبناني مع وضع كوفيته عليه.

وفي بيان لاحق أعلنت قيادة الجيش أنه «إلحاقاً ببيانها السابق المتعلق بحادثة إطلاق النار في منطقة خلدة، أحالت مديرية المخابرات المعاون أول شربل حجيل على القضاء المختصّ، وذلك بعد الانتهاء من التحقيق معه في الحادثة التي أدت إلى استشهاد علاء أبو فخر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى