الأسد: الغزو الأميركي لسورية يشبه الغزو النازي للاتحاد السوفياتي لأن هدفه النفط.. و«مقتل» البغدادي وبن لادن وإبشتاين ولو ميسورييه «أعمال مخابراتية»

شبّه الرئيس السوري، بشار الأسد، السياسة الأميركية الحالية بالسياسة «النازية»، معتبراً أن النظام السياسي الأميركي «نظام عصابات يدار من قبل مدير تنفيذي وليس رئيساً».

وقال الأسد، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» وقناة «روسيا 24» تعقيباً على سيطرة الجيش الأميركي على حقول النفط شمال شرقي سورية: «أميركا دولة مبنية كنظام سياسي على العصابات، الرئيس الأميركي لا يمثل دولة، هو عبارة عن مدير تنفيذي لشركة، وهذا المدير التنفيذي خلفه مجلس إدارة، مجلس الإدارة يمثل الشركات الكبرى في أميركا، المالكين الحقيقيين للدولة، شركات النفط والسلاح والبنوك وغيرها من اللوبيات».

واسترجع الرئيس السوري، أسباب غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفياتي، في مقاربة بين النازية والسياسة الأميركية اليوم وقال: «ولكن أنا أريد أن أذكرك بشيء… بأن أحد أهم العوامل التي دفعت هتلر لغزو الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية هو النفط، والبعض يقول بأنه العامل الوحيد، لم يكن هناك عامل آخر لغزو الاتحاد السوفياتي».

مضيفاً «اليوم أميركا تقوم بالعمل نفسه. هي تقلد النازيين، فإذاً بكل بساطة نستطيع أن نشبه السياسة الأميركية اليوم بالسياسة النازية. توسّع، غزو، ضرب مصالح الشعوب الأخرى، الدوس على القانون الدولي وعلى الأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية وغيرها، فقط من أجل النفط. ما الفرق بين هذه السياسة والسياسة النازية، هل يستطيع أن يعطينا أحد من أفراد المنظومة الأميركية جواباً على هذا السؤال؟ لا أعتقد».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد صرّح عقب مقتل البغدادي أنه ينوي الاحتفاظ بالنفط السوري، وإبقاء قوة من القوات الأميركية في سورية لحماية حقول النفط هناك و»الاستفادة من هذه الثروة».

وفي موضوع آخر وتعليقاً على الأنباء التي تحدثت عن موت مؤسس «الخوذ البيضاء»، جيمس لو ميسورييه، مقتولاً قال الأسد: «لكي لا نأخذ هذه الحالة بشكل مجرد، لا بدّ من أن نراها في السياق العام للأشياء المشابهة. الملياردير الأميركي، جيفري ابستاين، قُتل منذ أسابيع، وقالوا إنه انتحر في السجن، وهو قُتل لأنه يحمل أسراراً هامة جداً تتعلق بشخصيات هامة في المنظومة أو في النظام الأميركي والبريطاني وربما في دول أخرى».

وأردف الرئيس السوري: «ما علاقة تاريخ هذا الشخص بالعمل الإنساني الذي يُفترض بأنه عمل الخوذ البيضاء؟ ونحن وأنتم نعرف بأنهم جزء من القاعدة طبعاً. أعتقد بأن هؤلاء الأشخاص، مع مقتل ابن لادن، مع مقتل البغدادي مؤخراً، كل هؤلاء الأشخاص يُقتلون لأنهم يحملون أسراراً هامة أولاً، وأصبحوا عبئاً وانتهى دورهم».

واعتبر الأسد، أن مقتل ابن لادن والبغدادي يندرج في السياق نفسه قائلاً: «وربما غيرها من الأسماء التي لا نذكرها الآن قُتلت لانتهاء الدور، ولكي يموت معها السر الحقيقي. لماذا قُتل البغدادي وابن لادن؟ لأنه ربما لو بقوا أحياء فسيقولون الحقيقة في ظرف ما، ربما مؤسس الخوذ البيضاء كان يعكف على تأليف كتاب عن مذكراته وعن حياته، وهذا غير مسموح. هذه احتمالات، ولكنها احتمالات كبيرة جداً، لأن الاحتمالات المعاكسة لا أراها مقنعة الآن».

وبيّن الرئيس السوري أن «هذه أعمال مخابراتية طبعاً، لكن أي مخابرات؟ دائماً عندما نتحدث عن المخابرات الغربية بشكل عام والتركية وبعض المخابرات في منطقتنا، هي ليست مخابرات لدولة مستقلة، هي عبارة عن أفرع لجهاز المخابرات الرئيسي السي آي ايه. هذه هي الحقيقة، فكلها تعمل بأمر من سيد واحد وبالتنسيق وبالتناغم بين بعضها البعض. فربما واحتمال كبير أن تكون المخابرات التركية هي التي قامت بهذا العمل بأوامر من مخابرات أجنبية. أكرّر هذه احتمالات، ولكن هذه هي طبيعة العلاقات بين أجهزة المخابرات الغربية أو التي تعمل مع الأجهزة الغربية».

يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أعلن نهاية تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل أبو بكر البغدادي، في عملية للقوات الأميركية الخاصة شمال غرب سورية. وبحسب البيانات الأميركية أن هوية البغدادي أكدتها فحوص الحمض النووي بعد أن تشوّه جسده نتيجة تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه بعد أن حاصرته قوات أميركية خاصة في نهاية نفق في قرية باريشا بضواحي إدلب.

وكانت تقارير كثيرة قد نشرت في السنوات الماضية تفيد بمقتل البغدادي إلا أنها جميعها لم تكن صحيحة، ولكن في هذه المرة أعلن التنظيم رسمياً تعيين خليفة لزعيمه.

على صعيد آخر، أكد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، يوري بورينكوف، أنه تم إجلاء أكثر من 18 ألف لاجئ من مخيم الركبان في سورية في إطار جهود دمشق والدعم الروسي.

وقال بورينكوف، في اجتماع لهيئتي التنسيق المشتركة الروسية – السورية عقد في موسكو لمناقشة قضية عودة اللاجئين إلى الأراضي السورية: «بحلول الـ 14 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، غادر 18 ألف و270 لاجئاً مخيم الركبان، منهم 3 آلاف و897 رجلاً و 5 آلاف 222 امرأة و9 آلاف 151 طفلاً».

وأشار بورينكوف إلى أن الظروف التي أوجدتها الحكومة السورية تساهم في عودة اللاجئين إلى ديارهم.

ووفقاً للأمم المتحدة، في الأشهر الأخيرة، أكثر من نصف قاطني مخيم الركبان الذي كان يؤوي نحو 40 ألف شخص يعيشون في فقر مدقع، وذلك بعدما فتحت الحكومة السورية بدعم روسي ممرات لتشجيع النازحين على الوصول إلى المناطق التي تقع تحدت سيطرة الحكومة.

ميدانياً، قامت وحدات من الجيش السوري، أمس، بالانتشار على الحدود السورية التركية في الحسكة شمالي سورية.

بدأت وحدات الجيش السوري تحركها صباح أمس، وانتشرت على الحدود الموازية لقرى الجوادية والمالكية الواقعة في الريف الشمال الشرقي من محافظة الحسكة السورية، بحسب وكالة «سانا».

وكانت قد أعلنت الوكالة، في خبر سابق، أن جيش الاحتلال التركي وعملاءه «احتل قرية العريشة بريف رأس العين بعد عدوان مكثف عليها».

وبحسب الوكالة، باشرت وحدات من جيش الاحتلال التركي إنشاء قاعدة عسكرية لها في قرية الحواس بريف رأس العين الجنوبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى