الأيقونات بريشة التشكيلي السوري أيمن بيطار… عملٌ شاق وحسّاس وفنّ بحدّ ذاته
تمام الحسن
يتفرّد الفنان السوري أيمن بيطار برسم الأيقونات منذ أربعين عاماً في معظم كنائس العالم ففي رصيده مجموعة من الأيقونات الخشبية والجداريات لكنائس سورية وعالمية تعكس الحالة الروحية لهذه الأعمال.
بيطار إبن المدرسة السورية التي تذهب الدراسات التخصصيّة في علوم الأيقونات إلى أن إبداعها ظهر قبل القرن السابع الميلادي، فكانت من الأهم من نوعها وقدّمت إلى العالم أجمل الأيقونات شكلاً ومضموناً وقيمة فنية.
الفنان بيطار أشار إلى أنه حصل على منحة دراسية في اليونان 1989 ولمدة اثنتي عشرة سنة بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق واشتغل في العديد من الكنائس بدول عديدة.
وأوضح أنه تخصص برسم الأيقونات الذي يتطلب إضافة إلى الموهبة والشغف أن يتتلمذ الفنان على يد كبار هذا اللون، مبيناً أهمية خطوات إعداد الأيقونة ولا سيما اختيار المواد والألوان الصحيحة لضمان تنفيذ عمل يدوم مئات السنين.
وعلى فنان الأيقونة بحسب بيطار القيام بتحضير الخشب الطبيعي واستخدام الغراء والمواد الأصلية ومن الممكن أن يدخل في تكوينها ورق الذهب من عيار 22 قيراط بتقنية تضمن بقاءها طويلاً داعياً كل مَن يرغب في تعاطي رسم الأيقونات إلى أن يبدي جدارة بها بعد أن يكون مارس الكثير من التمارين فيه وأن يروّض نفسه على الرسم الحر بالدرجة الأولى.
ويرى بيطار أن على رسام الأيقونات أن يحسن معرفة الأيقونة التي يودّ رسمها ويطلع على مبادئها مؤكداً أهمية وجود لجان فنية مختصة بعلم الأيقونة هدفها التحقق منها «فناً ولاهوتاً» من قبل رجال الدين ليكون كل شيء متفقاً مع الرؤية الدينية وداعياً إلى تنظيم العمل لمن يمتهن فن رسم الأيقونات في سورية من خلال أحداث تجمع لمتابعة آخر التطورات والتحديثات لتعريف العالم بهذا الفن الموجود في سورية.
ومن أعمال بيطار أيقونة «القديسون الحمصيّون» التي تعدّ سابقة في عالم الأيقونات حيث يجمع قديسين يفصل بينهم الزمان ضمن أيقونة واحدة وهي ذات بعد وطني وتعبر عن قداسة وطهارة الأرض السورية التي أنجبت هذا الكم من القديسين ضمن لوحة تاريخية دينية فنية وتميّز فيها كل قديس بلباس وشكل مناسب ومن وحي سيرته القدسية.
بيطار الذي ولد في حمص سنة 1963 يغلب على نهجه في رسم الأيقونات أسلوب المدارس اليونانية التقليدية حيث قضى سنوات في اليونان متنقلاً بين كنائسها وأديرتها ومحترفات كبار رساميها يدرس ويخزن ويرسم ويختبر وله المقدرة على التماشي مع مدارس التحديث في توجهاتها الطبيعية وانفتاحها على الغرب ليسهم في إعادة الروح الفنية للكنيسة الشرقية الأنطاكية ويتابع حتى اليوم مسيرته الحافلة بالإنجازات.