مصادر عونيّة: الحريري يريد العودة لكن نريد ضمانات أمل وحزب الله لقيادة الجيش: لفتح الطرقات لتجنيب البلد صدام الشوارع

محمد حميّة

تضاربت المعلومات بشأن نتيجة الاتصالات واللقاءات حول مسار التأليف والتكليف، فبات الحراك السياسي والحكومي كالبورصة يشبه الى حد كبير حراك قطاع الطرق من قبل مناصري أحزاب المستقبل والقوات والاشتراكي. ففي حين كانت الأجواء توحي بانسداد الأفق أمام الحلول صباح الأمس، عاد وارتفع منسوب التفاؤل بقرب التوصل الى شبه اتفاق ينتظر جواباً نهائياً من الرئيس سعد الحريري.

وبحسب معلومات البناء من مصادر مطلعة، فإن المشاورات والمساعي الأخيرة التي يقودها رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل والثنائي الشيعي مع الحريري لم تتوصل الى نتيجة إيجابية، لكن الأبواب لم تُغلق في وجه العودة الى تكليفه، لكن بموازاة ذلك بدأ هذا الفريق العمل على البحث عن بدائل عن الحريري. وهذا ما ظهر في طيات رسائل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس ميشال عون وتلقفها الذين يديرون لعبة التفاوض بسلبية فردّوا في الشارع، وما ضاعف الغضب هو أن فريق رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل لم يرضخوا للضغوط في الشارع بل عمدوا الى تقديم خيارات سياسية اخرى عبر عنها عون وخيارات اقتصادية أعلن عنها السيد نصرالله مثل اللجوء الى سورية وروسيا وإيران والعراق .

أما مصادر نيابية في التيار الوطني الحر فتشير لـ البناء الى أجواء إيجابية لاحت في الساعات القليلة الماضية، لكن لم تظهر حتى الآن كاتفاق واضح والامر يحتاج الى 48 ساعة لتبيان الخيط الأبيض من الاسود ، كاشفة عن توجه لدى رئيس الجمهورية لتحديد السبت المقبل موعداً للاستشارات النيابية ،

وتحدثت المصادر عن صيغتين في التداول: حكومة برئاسة الحريري تضمّ تكنوقراط محسوبين على أحزاب او حكومة تكنوسياسية برئاسة شخصية أخرى يوافق عليها الحريري، لكن الرئيس عون يطلب ضمانات مؤكدة بأنها ستحظى بموافقة الحريري. وتضيف المصادر بأن فصل النيابة عن الوزارة متفق عليه بين جميع الوزراء إذا تم الاتفاق على باقي النقاط العالقة .

وعلمت البناء بأن الحريري متمسك بالعودة الى رئاسة الحكومة، لكنه يريد احتواء الضغوط الخارجية عليه عبر مكاسب يحاول انتزاعها من فريق عون – حزب الله تتعلّق بشكل الحكومة وسياساتها .

في المقابل، أفادت مصادر بيت الوسط أن المشاورات حول البديل مستمرة، والرئيس الحريري يريد أن يكون شريكاً بتسهيل الامور من خلال التوافق على شخصية مؤهلة لمواجهة تحديات المرحلة اقتصادياً .

وأكدت المصادر أن الكلام على ان الفريق المعني بالتكليف يَنتظر جواباً على اسماء مقترحة غير صحيح، لأن أجوبة الحريري أصبحت في عهدة رئاسة الجمهورية .

وتشير مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ البناء الى أن الاتصالات مع الحريري لم تصل الى أفق مسدود بعد ، ولفتت الى أن الحد الادنى المقبول من فريق المقاومة هو حكومة تكنوسياسية ببرنامج واضح وسقف زمني لتنفيذه يتضمن تخفيف التشنج السياسي والطائفي ومعالجات اقتصادية واجتماعية ونقديّة حقيقية فضلاً عن احترام التوازن السياسي والنيابي في أي تشكيلة حكومية ، الا انها كشفت أننا لا زلنا في مرحلة التفاوض على شخصية الرئيس المكلف وشكل الحكومة ولم يبدأ النقاش على برنامج الحكومة ورؤيتها السياسية والاقتصادية والمالية . وتشير مصادر 8 آذار لـ البناء الى أن الحريري يتأخر بالإجابة على سؤال عون اذا كان يريد الترشح ام لا ووفق أي رؤية، والهدف عدم حسم قراره مرده الى غموض لديه في موقف الأميركيين وما يريدون مقابل موافقتهم على عودته، كما لا يريد إعلان اعتكافه عن قبول التكليف، لأنه من يخطط يريد أن يخرج الرفض من فريق عون – الثنائي الشيعي لتحميلهم مسؤولية الرفض والنتائج المرتبة عليه، ففريق عون – المقاومة لن يتسرّع بطرح خيار بديل انفرادي، لكنه لا يستطيع الانتظار طويلاً .

اما إذا أُجبر على الخيار البديل فسيصار الى تشكيل حكومة مواجهة تعمل فوراً الى إجراءات سريعة على المستويات الاقتصادية والمالية والنقدية وتوجيه للأجهزة الأمنية بضبط الأمن وضبط الوضع النقدي عبر سلامة أو غيره، والبحث عن خيارات اقتصادية بالتواصل مع سورية والعراق وروسيا وايران .

وأكدت أن الذهاب بعيداً بالمطالبة باستقالة الرئيس عون سيؤدي الى مواجهة سياسية وأمنية كبيرة لأنه مسّ بالتوازنات السياسية لن يسمح فريق المقاومة بها مهما كلف الأمر . وأكدت أن موعد الاستشارات مرتبط بانسداد أفق التفاوض والحلول مع الحريري الذي يعطي إجابات غامضة وأخرى غير ثابتة تتغيّر بين الساعة والأخرى .

وبحسب أوساط سياسية لـ البناء فإن الوضع الأمني بلغ خطورة كبيرة خلال اليومين الماضيين ، وقد علمت البناء أن اجتماعاً عقد مساء أمس الاول بين قياديين من أمل وحزب الله مع قيادة الجيش وتمّ إبلاغها رسالة مفادها أنه إذا لم تفتح الطرقات لا سيما الجنوب فستعمد الى فتحها بطريقة مناسبة، فسارع الجيش منذ صباح الأمس الى فتح بعض الطرقات بالقوة فيما لم يستطع فتح أخرى، لكن الاوساط لاحظت ان قيادة الجيش لم تتعامل بالشكل المطلوب مع قطع الطرقات رغم تعرض جنوده للاعتداء في اكثر من منطقة ، كما وحصلت اتصالات مع النائب السابق وليد جنبلاط فأبدى مرونة في الموقف برفض قطع الطرقات، لكنه لم يسع الى اي معالجة عملية، فبات الواقع على الأرض مخالفاً للتصريحات .

وبحسب معلومات البناء فإن الحريري ليس المسؤول عن إثارة وتحريك الشارع الذي سُحب من تحت أقدامه منذ فترة طويلة وبات تحت أمرة استخبارات دولة خليجية لا سيما في عكار والبقاع فهي تتلقى الأجوبة السياسية وترد عليها بالشارع .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى