هوليا… التشكيليّة الصغيرة تفترش اللوحة مهداً للمعاناة بريشتها
ثائر الدنف
في زمن اشتدّ فيه الإرهاب والتطرّف الديني، وأصبح القتل والذبح خبراً يومياً يمرّ عادياً على مسامع الناس. وفي زمن أصبحت فيه الناس جواريَ وسلعاً يتاجر بهم «داعش» والمجموعات الإرهابية، ثمة مَن خرج من أرحام هذه الأرض وعشق ترابها مقرّراً تحدّي هذا الزمن، متمسّكةً بالفنّ سبيلاً لمقاومة هذا المشهد الأسود مستعينة بألوانها الزيتية والخشبية الزاهية لترسل للعالم ما عانه شعبها الأزيدي على أيادي داعش في مدينتها «سنجار».
في قرية عراقية تُدعى «سنجار» حيث الأغلبية الأزيدية لفظت «هوليا خلف» أنفاسها الأولى، وفي عمر السابعة اكتشفت موهبة الرسم وبدأت بصقلها، فكانت ترسم جمال قريتها من ناسها وطبيعتها، ولكن عند بلوغها العاشرة من العمر هجم «داعش» على القرية حينها استبدلت كل الذكريات الجميلة بالكوابيس، والألوان الزهيّة باللون الأسود والأحمر من كثرة الدمار ورائحة الدم. عندها أجبرت «هوليا» وعائلتها المؤلفة من ستة أشخاص على الهروب واللجوء إلى اليونان وفي تلك الطريق أيضاً لم يخلُ من صور البحر والغرق والشقاء.
وغداة وصولها إلى اليونان قرّرت أن تكون قضية شعبها الذي عانى الإرهاب والمجازر والتهجيرعناوينَ للوحاتها، وفي اليونان بدأت جمعية «Lifting Hands International» بتقديم المساعدة لها ودعمها، حيث تمكّنت من إقامة أول معرض لها في مدينة «سيريس/سيلونيك»، لتصبح بعدها وهي في عمر 14 تعطي دروساً في الرسم للأطفال المهاجرين في اليونان.
وبعد مضي ثلاث سنوات على وجود هوليا وعائلتها في اليونان، انتقلت إلى هولندا وبدأت بتلقي دروسها وكما شاركت منذ وصولها في معرضين للرسوم في مدينة «Weert»، عبر لوحاتها التي جسّدت معاناة أهل قريتها من المجازر الجماعية والتهجير على أيدي «داعش». وهوليا في طور التحضير للمشاركة في معرض للرسوم والذي سوف يُقام في سويسرا.