الفرزل
أحيت مديرية الفرزل التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مناسبة عيد تأسيس الحزب، فأقامت ندوة عنوانها «الأرض والمكوّنات الأساسية لبناء الدولة»، وذلك في قاعة مسرح مدرسة الراهبات المخلصيات، حاضر فيها رئيس جامعة الحكمة المونسنيور كميل مبارك.
حضر الندوة عميد القضاء في الحزب حسين عيسى، عضوا المجلس الأعلى د. ربيع الدبس والعميد المتقاعد وليد زيتوني، المندوب السياسي للبقاع الأوسط محمد عبد الغني، منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، مدير مديرية الفرزل حسام مهنا وأعضاء هيئة المديرية.
كما حضرها أحمد ذياب عن حزب الله، خالد أبو حمدان عن حركة أمل، عماد بعقليني عن تيار المردة، ريتا منصور عن التيار الوطني الحر، فادي العلي عن حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان وأعضاء المجلس البلدي، رئيسة مدرسة الراهبات المخلصيات ـ الفرزل الأم لورينس رعد، رجل الأعمال ميشال ضاهر، سعيد سلّوم، المختار هاني ضاهر، المدير الإداري في «البناء» زياد الحاج وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
استهلت الندوة بنشيد الحزب الرسمي والنشيد اللبناني، ثمّ ألقى يوسف مهنا كلمة ترحيب وتعريف وقدّم للمحاضر، وتولّى الحاج إدارة الندوة.
المونسنيور مبارك
وتحدّث المونسنيور مبارك فأسِف لفقدان الحسّ المشترك في كلّ المواقع والوظائف على مستوى المنطقة العربية، ودعا إلى مغادرة الإطار الديني الضيّق والشخصانية إلى رحاب الوطن، قائلاً: «نحتاج إلى الحسّ المشترك لمواجهة الخطر المحدق ببلادنا، وعلينا أن نتكاتف ونتضافر ونتعاون معاً، بعيداً من الحسابات الدينية والطائفية، أما إذا بقينا ضمن صيغة التفرقة، فإنّ أي شخص من خارج الوطن يستطيع أن يفرض علينا رأيه». لافتاً إلى ضرورة الشراكة السياسية والاجتماعية في التعاطي مع المجتمع ومستقبله، بدلاً من الاستقواء بالخارج.
وقال مبارك: «إنّ التشارك بين الجميع على مستوى لبنان والعالم العربي، بعيداً من الانقسام والتمييز الديني، أقوى من العدالة، ومن هنا تترسّخ وتتجسّد الهوية في المواطنة والوطن، ولذلك علينا ألا نُشرّع نوافذنا وأبوابنا للخارج».
وطالب اللبنانيين والعرب بعدم التطلع للخارج، وحينذاك لا يمكن لأيّ قوة أن تهزمنا، أما إذا تطلعنا إلى الخارج نكون قد فرزنا أنفسنا عن الوطن، وهذا هو التكاذب بعينه.
وحذّر من فتح النوافذ والأبواب للرياح الآتية من الخارج، وبالتالي تشتعل النار، معتبراً أن الوقاية خير انتصار، وتوفر الكثير من الضحايا والانشقاقات.
وقال: «العرب يقتتلون، وأوجدوا الربيع العربي لكي يصلوا إلى الديمقراطية والحرية والتآخي التي نتغنى بها، ولن يصلوا، فأيّ ربيع عربي نحن فيه؟ ففي قلب كلّ لبناني مسلم أصيل شيء من المسيحية وفي قلب كلّ لبناني مسيحي أصيل شيء من الإسلام، وهذا ما يجعلنا نعيش معاً في جوّ من التآخي. فلماذا نبني جدراناً من الباطون بين بعضنا بعضاً؟ فلنستبدلها بمساحات من الثقافة لتكون أكثر متانةً وقوةً ومنعة، ولنمدّ الجسور الحضارية ونمتّنها بالثقافة والمحبة والسلام والوئام بين بعضنا، عندئذٍ نستطيع خلق مصيرنا، ولا نستقوي بالغريب على أبناء بلدنا ووطنا، وليس هناك ديانة لا تبشر بالمحبة والسلام.
واعتبر المونسنيور مبارك أن الاضطهاد هو نتيجة الظلم، وقد مورس علينا ذلك منذ عشرات السنين بل مئات السنين، منذ الدولة العثمانية. من هنا ولدت فكرة «أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب»، متسائلاً: «لماذا نحن اليوم نعيش حال أنا والغريب عليّ وعلى أخي وابن عمي؟».
ورأى المونسنيور مبارك أنّ كلّ مجتمع بحاجة إلى تنظيم اجتماعي، حتى وإنْ غابت الدولة، فإنّ هذا التنظيم يساعدها، أما إذا سرت روح الطمع بين المجموعات لأخذ كلّ مجموعة من درب الأخرى، فإن روح العدائية تتنامى، لقد جربنا الاقتتال طويلاً فلم نجد سوى المحبّة تجمعنا.
وتساءل: «كيف لمجموعة من علماء دين تنظّم أدوار الدولة وتتحدّث بِاسم المساجين وإخراجهم؟ أي دولة ديمقراطية نحن؟ ليس هذا المطلوب، هناك مرشدية دينية للسجون لها علاقة بموضوع المساجين. ولذا المطلوب، وجود منظومة دولة، فالدولة المخلخلة أفضل من لا دولة، منعاً لممارسة حكم القوي على الضعيف، وبالتالي تولّد الفوضى».
وختم بالتأكيد على الإيمان بالدولة، مهما كان توجهنا السياسي، فالدولة أُمّنَا، ولأنها كذلك، فإننا مجبرون على حمايتها ودعمها، من رأس الهرم إلى المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية، مشيراً إلى أنه لو خيّر بين وجود رئيس للجمهورية «خيال صحراء» أو عدم وجود رئيس، فالأفضّل عدم وجود رئيس.
وكانت مداخلات للحضور حول الواقع الذي تمرّ به بلاد الشام والمنطقة، فضلاً عن الوضع اللبناني الداخلي السياسي والأمني. كما أجاب المحاضر على بعض الأسئلة التي طُرحت عليه.